محللون: تسلم سوريا صواريخ "إس 300" يضع المنطقة أمام معادلات جديدة

الساعة 11:25 ص|27 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

قال خبراء عسكريون وسياسيون، إن تسليم روسيا منظومة الدفاع الجوي (إس 300) لسوريا سيشكل منعطفا على طريق إنهاء الصراع الداخلي والخارجي على الاراضي السورية، لكنهم لم يستبعدوا أن تدفع هذه المنظومة نحو مواجهة سورية إسرائيلية، قد تتدحرج إلى حرب واسعة، في حال أسقطت المنظومة طائرات اسرائيلية مغيرة.

ويجمع مراقبون على أن المنطقة بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية وقرار روسيا تسليم الجيش السوري منظومة الدفاع الجوي المتطورة (إس 300) تقف أمام سيناريوهات مختلفة تعزز قوة الجيش السوري في مواجهة إسرائيل وطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وتعزز قبضة الروس على الملف السوري، إذ تريد روسيا القول للمعارضة السورية وحلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية بأن أي اتفاق سياسي ستحدده روسيا.

وقال الخبير العسكري، اللواء المتقاعد واصف عريقات، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان "تزويد روسيا الجيش السوري بمنظومة الدفاع الجوي (إس 300) سيضع المنطقة أمام متغيرات وسيناريوهات جديدة، من شأنها أن تنهي حالة التفوق الجوي الاسرائيلي في سماء سورية".

ويرى عريقات بأن إسرائيل خرقت الاتفاق السري الموقع بين الجانبين (الروسي والاسرائيلي) بعدم الاقتراب من الاهداف الروسية في سوريا، ما دفع موسكو لتزويد الجيش السوري بالمنظومة الجوية المتطورة القادرة على حراسة مساحات واسعة من الأجواء السورية، وبالتالي ستكون أي طائرة اسرائيلية تقترب من الأجواء السورية معرضة لاسقاطها.

وأشار عريقات إلى أن نشر المنظومة سيجعل المنطقة أمام عدة سيناريوهات من بينها: استمرار اسرائيل في استهداف الأراضي السورية تحت ذرائع مختلفة، وهو ما سيزيد من احتمالية إسقاط الطائرات الاسرائيلية المهاجمة، وقد تتدحرج الأمور إلى مواجهة أوسع مع الجيش السوري والقوات الروسية المتواجدة بالمنطقة، في حال سقوط طائرات إسرائيلية، أو ان تتجه اسرائيل لاستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف عمق الأراضي السورية من اجل تجنب إسقاط طائراتها، وللتقليل من احتمالية إسقاط الطائرات والتسبب في إحراج التفوق الاسرائيلي الجوي.

وحول إمكانية استهداف اسرائيل للمنظومة الجوية، أشار عريقات إلى أن ذلك يتطلب موافقة امريكية، وفي حال حصولها على الدعم الامريكي فإنها لن تتردد بذلك، لكننا هنا نتحدث عن حسابات كبيرة متعلقة بالولايات المتحدة، وإسرائيل، وروسيا، لذلك فإن هذه المسألة لن تكون بسيطة.

ولفت عريقات إلى أن المنظومة الجديدة ستساعد الجيش السوري في القضاء على المنظمات الإرهابية وقوى المعارضة ، خاصة في منطقة إدلب، وقد تعجل بمعركة إدلب بعد تحصين الجيش السوري نفسه أمام أي هجوم للتحالف الدولي.

من جهته، قال المحلل السياسي، الدكتور عبد المجيد سويلم إن "تسليح الجيش السوري بالمنظومة يحمل أهدافا سياسية أكثر منها عسكرية، حيث أن لدى روسيا معلومات مؤكدة بأن ما جرى كان مخططا له، ولم يكن محض خطأ فني، لذلك فإن المسألة حُسمت ولن تمر مرور الكرام، حيث لا تستطيع روسيا تجاهل السلوك الاسرائيلي العدواني بعد أن منحتها هوامش عالية للعمل في الاراضي السورية" مشيرا الى أن هذه الهوامش الواسعة من العمل الاسرائيلي لم تعد موجودة بعد حادثة اسقاط الطائرة.

وأوضح سويلم بأن اقوال إسرائيل بأنها ستواصل العمل في سوريا وكأن شيئا لم يكن، غير صحيحة ولا يمكن لإسرائيل العمل في سوريا كما كان في الماضي، وقال "سنكون أمام اتفاق جديد بين روسيا وإسرائيل جوهره الحد من العمل الاسرائيلي داخل الأراضي السورية، إضافة إلى فرض قيود جديدة على عمل القوات الاسرائيلية داخل الاراضي السورية، وبالتالي إغلاق المساحة الكبيرة التي كانت تعمل فيها اسرائيل في سوريا".

وقال المحلل السياسي، الدكتور ايمن يوسف، ان "تسليم المنظومة جاء لوجود متغيرات إقليمية تخص المواجهة المحتدمة في سوريا، وجاء بشكل مباشر اثر اسقاط الطائرة الروسية".

ويرى يوسف أن روسيا أرادت القول لاسرائيل ولحلفائها بأن "خياراتها كبيرة في المنطقة، وأن تزويد الجيش السوري بأنظمة جوية متطورة هي إحدى الخيارات للرد على التهديدات الامريكية باستهداف القوات السورية إذا ما استخدم السلاح الكيميائي في عملية إدلب، وكذلك رسالة لسوريا والحلفاء بأنهم ماضون في خياراتهم وتواجدهم بالمنطقة".

وأشار يوسف إلى أن "تسليح سوريا بهذه المنظومة يهدف احتكار الملف السياسي، والقول بأن الحل هو ملف روسي بالدرجة الاولى"، وتم بالتنسيق مع الحليفين إيران وتركيا، ومحاولة لإقناع بعض الأطراف السورية المعارضة بأن الحل من خلال بوابة روسيا، معربا عن اعتقاده بأن "هذه الحادثة من الممكن أن تدفع نحو تعجيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية".