خبر المجلس الوزاري سيقرر مسألة توسيع الحملة / هآرتس

الساعة 10:57 ص|09 يناير 2009

بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف

(المضمون: ثلاثة مواقف في القيادة الاسرائيلية: اولمرت – تعميق العملية حتى تحقيق اهدافها، باراك – الخروج الان مع تسوية تهدئة محسنة، لفني – الخروج الان حتى بدون تسوية والاكتفاء بالردع المتحقق – المصدر).

لحظة الحسم قريبة. في غضون عدة ايام، في أبعد الاحوال، سيتعين على القيادة السياسية في اسرائيل أن تقرر في مسألة استمرار العملية البرية في قطاع غزة. في اليوم الـ 13 لحملة "رصاص مصهور" أمس قتل ضابطان من الجيش الاسرائيلي وجندي في حوادث مختلفة في القطاع. على القناة السياسية، رفضت حماس مبادرة الوساطة المصرية. ولكن الى جانب ذلك وافق امس مجلس الامن في الامم المتحدة على مشروع قرار للاعلان عن وقف نار فوري. يحتمل أن يصوت المجلس اليوم على القرار.

خمسة أيام في القسم البري من الحملة، يتبين ان حماس لم تهزم. رجالها، الذين اختفى معظمهم من الميدان مع دخول جنود الجيش الى القطاع بدأوا يخرجون من اماكن اختبائهم ويلاحقون القوات. الجيش الاسرائيلي دخل احدى المراحل الخطرة في العملية. المكوث في المنطقة، دون تقدم حقيقي منذ يومين على الاقل، يخلق اهدافا للعدو. يبدو أن رفض حماس المساومة يستند ضمن امور اخرى الى الافتراض بانها اذا نجحت في سفك دماء الجيش الاسرائيلي على مدى ايام، في سلسلة احداث متواصلة، سيفقد الرأي العام الاسرائيلي صبره والحكومة ستضطر الى أمر الجيش بالانسحاب دون تسوية.

رئيس الوزراء، ايهود اولمرت، الذي زار امس قيادة فرقة غزة، قال ان الحملة لا تزال لم تحقق اهدافها. وزير الدفاع، ايهود اولمرت، الذي واصل من زيارة القيادة الى جولة لدى رجال الاحتياط الذين يستكملون تدريباتهم في تساليم، اضاف في حديث مع الضباط بان وقف النار لا يبدو قريبا. هيئة الاركان عرضت على القيادة السياسية خطتين محتملتين لتوسيع الحملة، بلورهما قائد المنطقة الجنوبية يوآف جلانت. والخطتان تنطويان على ادخال الاف جنود الاحتياط الى القطاع. ولكن يبدو أن القيادة السياسية لا تقف بشكل حازم خلف احدى الامكانيتين. وأمام الوزراء ستكون ايضا امكانية ثالثة: القرار بانهاء سريع للحملة وسحب القوات، حتى بدون وقف نار رسمي.

الامم المتحدة تتدخل

كثرة القنوات الدبلوماسية تجعل تقدم المفاوضات صعبا. من كثرة مساعي الوساطة (امريكية، مصرية، فرنسية) لا نرى حتى الان السبيل الى الخارج. وأمس عادت ودخلت مرة اخرى الى الصورة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس بتأييدها المفاجىء لمبادرة جديدة من مجلس الامن لوقف نار فوري. في القدس توتروا – واستعدوا لمسعى صد نتائجه لم تتضح بعد.

وبينما يصعب على الوسطاء ان يفهموا ماذا تريد اسرائيل، لا تزال القيادة السياسية في اسرائيل منقسمة في مواقفها. ومثلما بدت الامور أمس، يميل اولمرت الى تأييد توسيع الحملة والوصول الى تسوية على وقف النار في وقت لاحق فقط، فان باراك يسعى الى الانهاء السريع مع تسوية أما وزيرة الخارجية تسيبي لفني فتميل الى تأييد الخروج الفوري دون تسوية متبلورة فيما يقام الاستقرار الامني على تهديد اسرائيلي ملموس باجتياح متجدد في حالة نار الصواريخ.

من بين المبادرات السياسية يبدو أن الاقتراح المصري وصل الى نهاية طريقه. فبعد نحو 800 قتيل فلسطيني ايضا، حماس لا تحتاج الى أكثر من 24 ساعة من المداولات للاعلان بانها ترفض اقتراح القاهرة. حماس تأمل بأن تسمح لها حرب استنزاف في نهايتها انسحاب اسرائيلي بالاعلان عن النصر. الثمن الذي يدفعه السكان في غزة يقلق بقدر أقل مسؤولي المنظمة. بل العكس فانه يعمق تعلق السكان بحماس.

اللواء في الاحتياط عاموس جلعاد عاد أمس من مهمته الى القاهرة، حيث ركز على المساعي للترتيب مع المصريين الصراع المشترك ضد التهريبات. التشديد الذي وضعته اسرائيل على حل المشكلة يرتبط ايضا بالفهم المتبلور هنا والقائل ان ايران قررت العودة الى ملء مخازن السلاح الاخذة في الفراغ لدى حماس، فور نهاية القتال وفي ظل التطلع الى تطوير الصواريخ التي لدى الفلسطينيين. طهران تستثمر في حماستان التي بنيت في غزة ولا تريد أن تفقدها. في هذه اللحظة يبدو أنها تشجع حماس على مواصلة القتال وتنبش ايضا في ما يجري في الشمال.

اطلاق أربعة صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان الى نهاريا أمس لم يفاجىء اسرائيل. فقد كان هذا التخمين الاستخباري المسبق. حزب الله سيعرب عن تضامنه مع المعاناة الغزية من خلال اطلاق للصواريخ بواسطة مبعوث، في هذه الحالة منظمة فلسطينية صغيرة. ولكن هذا يبدو كأنه نار للبروتوكول. في هذه المرحلة، اسرائيل وحزب الله على حد سواء معنيان على ما يبدو بـ "احتواء" التوتر واستمرار الهدوء في الشمال.

حزب الله نفسه سارع الى نفس كل صلة له باطلاق الصواريخ. فعلى أي حال، في حزيران هناك انتخابات للبرلمان اللبناني وهذا هو الهدف الاول في سموه من ناحية المنظمة. ومع أن اسرائيل ردت بنار المدافع نحو لبنان، الا انه في نظر حزب الله كانت هذه عملية دون ثمن. الفصيل الفلسطيني مطلق النار اعرب عن التضامن، حزب الله دفع واجبه تجاه الفلسطينيين والامور يمكنها أن تعود الى مسارها السابق.

 

 

الجيش الاسرائيلي يفقد الصبر

 في هذه الاثناء في داخل غزة تظهر مؤشرات اولى للتوتر والخيبة لدى القوات. قادة الالوية والكتائب بدأوا يفقدون صبرهم. انتظار طويل، دون غاية حقيقية، سيعرض حياة الجنود للخطر. بالتدريج، ستزداد التحركات الاقل ضرورة؛ القوافل اللوجستية نحو الجدار ومنه، لتمويل وتبديل القوات. ويمكن منذ الان رسم سيناريو العملية الكبيرة الاولى: ليل ضبابي، فتح محورمحدود وفي اعقابه عبوات ناسفة على القوافل. هذه التهديدات تقف امام ناظر القيادات السياسية التي يتعين عليها أن تحسم الامر قريبا. بين الامكانيات غير الودية، يغمز البحث عن خطوة "تحطم التعادل" تخرج حماس عن توازنها. ايهود باراك، الذي سجله في الرأي العام لا يزال يعتمد على عهده في دورية هيئة الاركان، لا بد يبحث عن مثل هذه الفكرة.

الحرب في غزة أزاحت عن الوعي موعدا كان قبل شهرين فقط يتحدثون عنه في اسرائيل بتعابير تاريخية. اليوم، 9 كانون الثاني، هو موعد انتهاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقبل أن يبدأ الوضع في غزة بالتدهور، اعلنت حماس بانها لن تعترف بعد ذلك بمكانة عباس في ختام أربع سنوات من انتخابه رئيسا. في جهاز الامن حذروا في حينه من مواجهة عنيفة بين حماس وفتح من شأنها أن تنزلق الى اسرائيل ايضا. تحطم التهدئة في الجنوب سبقت ذلك وجعلت مسألة الزعامة الفلسطينية خلافا داخليا، فنيا بالقياس الى حجم الازمة في غزة.

بزعم حماس، كون ولاية عباس انتهت، فالقائم باعماله يجب أن يكون رئيس البرلمان الشيخ عزيز دويك. ولكن دويك، رجل حماس، محتجز في السجن الاسرائيلي. التالي في الدور للخلافة هو نائب رئيس البرلمان، احمد بحر، هو الاخر رجل حماس. بحر يختبىء على ما يبدو في احد الخنادق في غزة، بحيث أن الازمة حول انتخاب الرئيس الفلسطيني سيتعين عليها ان تنتظر حتى وقف القتال.