خبر لنخرج من غزة الان / هآرتس

الساعة 10:56 ص|09 يناير 2009

بقلم: أسرة التحرير

 

        الخلافات في المجلس الوزاري في مسألة توقيت الخروج من غزة ووقف النار هي خلافات زائدة لا داعي لها، لا يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها بها في هذا الحين. تجربة الماضي تدل على انه كلما تعمقت عجلات آلة الحرب في وحل غزة (مثلما في لبنان وفي غزة في جولات سابقة) فان الجيش الاسرائيلي سيتورط في اعمال تجر وراءها المزيد فالمزيد من قتل المدنيين الابرياء، المخاطرة الزائدة على المقاتلين والتعرض المستنزف والمضعضع للجبهة الداخلية – اما الانجازات العسكرية على الارض فلن تقدم ولن تؤخر.

        ومع أن وزير الدفاع وجه قوات الجيش الاسرائيلي بالاستعداد لتوسع كبير للعملية في قطاع غزة، الا ان المجلس السياسي الوزاري الامني لم يصادق الا على استمرار القتال في مستواه الحالي، وبالتداخل مع مساعدة انسانية محدودة النطاق في الحجم وفي الزمن. البشرى الطيبة هي أنه لم يوافق المجلس على موقف الوزراء الاربعة – حاييم رامون، دانييل فريدمان، رافي ايتان ومئير شطريت – لتوسيع الحملة. البشرى السيئة هي أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت، نائبته تسيبي لفني ووزير الدفاع ايهود باراك لم يتمكنوا من جسر الفوارق في مواقفهم.

        الفارق الهام يلوح بين لفني وبين اولمرت وباراك. الاخيران يريدان التوصل، بمساعدة مصر والولايات المتحدة، الى تسوية تضمن الهدوء على مدى الزمن في الجنوب وتمنع تعاظم اضافي لحماس في غزة. بمعنى أنهما سيكتفيان بتهدئة مشابهة لتلك التي سادت عشية حملة "رصاص مصهور". ولفني تصر بحزم على الا يفسر الاتفاق كاعتراف بحماس. فهي تخشى العودة الى صيغة التهدئة التي سمحت لحماس بالتسلح ومن شأنها أن تعيد لها الميزة في ميزان القوى، وتفضل خروجا من طرف واحد دون تسوية، مع الايضاح بان كل محاولة للمس باسرائيل سيتم الرد عليها بشدة.

        الموقفان مقبولا ومبرران جيدا، ولكن الاستنتاج منهما واحد: يجب وقف القتال الان والخروج من غزة فورا. إذ بينما يتردد هؤلاء، يتزايد الضغط من الداخل ومن الخارج. رئيس شعبة الاستخبارات قضى أمس بان قتال الجيش الاسرائيلي في غزة يجري في منطقة "مكتظة ومفخخة بين المدارس والمساجد". وهكذا عزز الافتراض، المفهوم من تلقاء نفسه ظاهرا بانه كلما تقدمت القوات تعاظم تورطها وكثرت الكوارث، العسكرية والمدنية، في المنطقة.

        الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمستشارة الالمانية انجيلا ماركيل، اعربا عن موافقة على اهداف الحملة كما اعاد صياغتها في الايام الاخيرة رئيس الوزراء ووزير الدفاع: وقف النار ومنع تهريب السلاح من مصر – وليس، كما قيل في بداية الحملة، "تغيير الواقع"، او "القضاء على حماس". ومع ذلك فقد اضافا بان على اسرائيل أن تنسحب فورا.

        برعاية تعهد ماركيل وساركوزي لضمان أمن اسرائيل وحيال التخوف المتعاظم من الاشتعال في الشمال – قوات الاحتياط المطلوبين للدفاع عن الحدود الشمالية قد يكونوا ضروريين في الجنوب، اذا ما كان هناك تورط – ليس لدى الجيش الاسرائيلي، للحكومة، لمليون من سكان الجنوب ولمليون ونصف من سكان غزة الوقت للترددات ولصراعات المكانة. يجب الخروج من غزة والسعي الى اتفاق يضمن وقف نار طويل الامد ومنع تسلح حماس.