خبر خبير مصري لـ فلسطين اليوم : مبادرة القاهرة مليئة بالألغام ولا تخدم أمن غزة أو مصر

الساعة 09:31 ص|09 يناير 2009

فلسطين اليوم - وكالات

وصف كاتب وباحث استراتيجي مصري، المبادرة المصرية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، بأنها "مشروع لصناعة الألغام وليست مبادرة لحقن الدماء"، ودعا الجهات المعنية إلى مراجعة بنودها بما يخدم "أمن غزة والمقاومة وأمن مصر القومي".

 

وأكد مدير مركز يافا للدراسات في القاهرة الدكتور رفعت سيد أحمد، في تصريحات خاصة ، أنّ الهدف من المبادرة المصرية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو "إيجاد انطوان لحد جديد في جنوب غزة".

 

وقال رفعت سيد أحمد "المبادرة المصرية كما هي حتى الآن تصنع ألغاماً ولا تحقن دماء لأنها تساوي بين الضحية والجلاد ولا تضمن عودة الحقوق، وتكبِّل غزة بالقوات الدولية، وهم في الواقع يريدون شريطاً شبيهاً بجنوب لبنان سابقاً، أي إيجاد انطوان لحد جديد في جنوب غزة، وإن أخذ قبعات زرقاء أو شكل قوات عربية".

 

وتابع سيد أحمد "بوضوح؛ المبادرة هي نوع من إراحة الاحتلال، وتصنع ألغاماً مستقبلية كثيرة، ولذلك فهي تحتاج إلى مراجعة خصوصاً من الأطراف المعنية، وأعني بها هنا الفصائل الفلسطينية"، كما قال.

 

وأرجع سيد أحمد سبب إطلاق المبادرة المصرية على هامش اجتماع مجلس الأمن لدراسة ملف غزة ووجود وفد عربي هناك؛ إلى" مصالح أمريكية كبرى" في المنطقة، وقال "أعتقد أنّ سبب إطلاق المبادرة المصرية يتصل بمصالح أمريكية كبرى تقف خلف هذا المشهد، وتتصل بالوراثة وبالمعونة وبالحفاظ على النظام والعرش، أما أنها تنطلق من أنها أمن قومي مصري حقيقي فهذه ادعاءات لا أصل لها في الواقع، لأنّ الأمن القومي المصري يبدأ تاريخياً من غزة وبالتالي هذه القرارات غير صائبة، وتحتاج إلى مراجعة وعدم الإصرار على المكابرة".

 

وأعرب سيد أحمد عن أسفه لما سماها "مكابرة الرئيس مبارك" وتجاهله لفصائل المقاومة في حديثه عن آفاق الحل في غزة، وقال "تجاهل الرئيس مبارك لفصائل المقاومة جميعاً في غزة؛ "حماس" والجهاد الإسلامي وغيرهما من حركات المقاومة، خطأ يحتاج إلى مراجعة، وأعتقد أنه يحتاج إلى مستشارين يُفهِمونه أنّ ذكرها مكسب وذكاء أكثر منه شرف، وأنّ عدم ذكرها خطأ سياسي ومكابرة تحتاج إلى تصويب"، على حد تعبيره.