أحدثت التسريبات بشأن ما قد يتخذه الرئيس محمود عباس من اجراءات ضد قطاع غزة متمثلة بقطع جميع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين الحكوميين ، وصرف نص رواتب المتقاعدين وغيرها من القرارات بشأن المصارف وعمل البنوك حالة من البلبلة في الشارع الغزي والتخوف لما قد تحمله الأيام القادمة ، وربطها بما وصلت له الأمور في القاهرة لطريق مسدود وان عباس قد يتخذ مزيداً من العقوبات لفرض مزيداً من الضغط على غزة .
قرار زيارة وفد المخابرات المصرية المفاجئ لغزة ترك المجال لمزيد من التكهنات حتى اللحظة وخاصة في ظل غياب المعلومات حول سبب الزيارة ، واذا ما كان السبب لوقف مسيرات العودة والتي اشتعلت مجدداً خلال الأسبوع الماضي ، والعودة لمفاوضات التهدئة ، ام ان الزيارة هي الفرصة الأخيرة امام حماس قبل توجه الرئيس محمود عباس لفرض مزيداً من العقوبات على قطاع غزة ، ودفعها لإتمام المصالحة الفلسطينية .
ومن المقرر أن يصل وفد من المخابرات المصرية لغزة اليوم، عبر حاجز "بيت حانون- إيرز"، ويضم الوفد اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، ومصطفى شحاتة، القنصل المصري الجديد لدى فلسطين ويلتقي قيادة حركة "حماس" وسيجتمع مع الفصائل الفلسطينية.
خطاب الرئيس محمود عباس والتهديد امام العالم باتخاذ إجراءات يترك المجال لسكان القطاع بوضع السيناريوهات بأن قطاع غزة امام مرحلة غاية في الصعوبة وخاصة في ظل مواصلة الاحتلال في خنق القطاع وإصرار رام الله على فرض مزيداً من العقوبات وتبرير ما تقوم به من خنق للقطاع بالشرعي .
مرحلة الحوار انتهت
طلال عوكل المحلل السياسي اكد ان مرحلة الحوار ونقل الرسائل بين طرفي الانقسام فتح وحماس باتت من الماضي في ظل فشل جميع المبادرات السابقة ، مشيراً الى ان هناك تهديدات من قبل رام الله ، وما يقوم به الوفد المصري هو محاولة أخيرة من المصريين قبل فرض العقوبات وتعقيد الازمة .
وتوقع لمراسلنا ان تكون زيارة الوفد هي الفرصة الأخيرة لإقناع حماس لتعديل موقفها ، والا ستكون امام أيام صعبة، وبشأن اذا ما كان هناك معطيات جديدة، فأستبعد عوكل ان تكون هناك أي معطيات جديدة وخاصة ان الطرفين مُصر على موقفه، ففتح تريد التمكين وحماس تقول انها قدمت ما لديها , ولكن كلاهما يماطل.
لا تهديدات
ومن جانبه اعتبر المحلل إبراهيم المدهون لـ"فلسطين اليوم" ان زيارة الوفد المصري لغزة ليست الزيارة الاولى فهناك تواصل مستمر بين الوسيط المصري والاطراف المختلفة، وقد كانت هناك زيارات متعددة لوفود مصرية قبل ذلك .
واستبعد أن يحمل الوفد اي تهديد، فمصر تتعامل مع الملفات بحكمة وربما تنقل وجهات النظر وتحاول الضغط على الاطراف بالمعقول.
واعتبر المدهون ان زيارة الوفد المصري قد يكون نتيجة لتعقد ملف المصالحة مع استمرار العقوبات على غزة وزيادة الفجوة بين حماس وفتح، في إشارة الى ان مصر ترعى ملفات متعددة في الساحة الفلسطينية وتتمثل بملفي المصالحة والتهدئة ، بالإضافة لملف تبادل الاسرى وهناك نقاشات مستمرة وعمل دؤوب لإنجاح هذه الملفات والوساطة المستمرة.
وجدد تأكيده بعدم اقدام القاهرة على تهديد حماس وابتزازها بإغلاق المعبر في حال فشل المباحثات وخاصة ان هناك حاجة مصرية لإبقاء نفوذها وتواصلها مع حماس وفصائل المقاومة كما يوجد طموح مصري لزيادة نفوذها بالملف الفلسطيني، موضحاً ان العلاقة تجمعها مصالح متبادلة وتفاهمات متعددة ومصر مستعدة لإبقاء دورها دون خسران لاي من الاطراف .
توقع المدهون تجاوب حركة حماس مع مصر بشكل كبير وبخطوات واسعة في حال استطاعت مصر دفع الرئيس ابو مازن لرفع العقوبات عن غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعلان موعد محدد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
لا فرصة جديدة
اياد القرا المحلل السياسي اعتبر ان الوفد الأمني المصري القادم لغزة اليوم سيسمع كلامًا واضحًا من حماس يتضمن عدم إعطاء عباس أي فرصة جديدة في المصالحة، كي يستغل ذلك، وهو ذاهب للأمم المتحدة بدون رفع العقوبات عن غزة، ومصالحة فعلية، وليست موسمية.
وقال ان رد حماس للوفد الأمني ان مسيرات العودة مستمرة ومتواصلة بزخم كبير خلال الأسبوع الحالي، ولا حديث عن إيقافها بأي شكل من الأشكال ، والاحتلال يماطل في الوصول لتهدئة فعلية، ولم يتخذ خطوات حقيقية لرفع الحصار، وأن المقاومة يمكن أن تذهب بعيدًا في التصعيد القادم، والأجواء المتوفرة تذهب في هذا الاتجاه.
وتابع ان رد حماس سيكون عبر مطالبتها بأن يمارس الوسطاء ضغطًا على الاحتلال وعباس لإتمام المصالحة والتهدئة، وعدم الاكتفاء بنقل الرسائل، واختصاره على التدخل لفك ازمات عباس والاحتلال.