بالصور د. الهندي: طريق المفاوضات ترك أضراراً كارثية على القضية الفلسطينية

قال عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي "إن مسار المفاوضات الذي سلكته السلطة مع إسرائيل ترك أضراراً كارثية على القضية الفلسطينية؛ من بين تلك الأضرار تأسيس (دولة إسرائيل الثانية) وهي المستوطنات التي نتجت بفعل استمرار السلطة والمنظمة في المضي بطريق التسوية مع الأعداء".

وأوضح د. الهندي في كلمة له خلال إعادة افتتاح مسجد الرحمن الذي دمره الاحتلال عام 2014 أنَّ إسرائيل لا يمكن أن تقدم للفلسطينيين أي شيء عبر طريق المفاوضات، قائلاً "إسرائيل لا يمكن أن تعطي الفلسطينيين أي شيء، المنظمة والسلطة سارت بطريق المفاوضات أكثر من 25 عاماً ولم تحصل على شيء لا على دولة على دولة في غزة والضفة ولا حتى على كانتونات".

وأضاف د. الهندي: إن السلطة دخلت نفقاً مظلماً من خلال المضي في مسيرة المفاوضات ولم تحصل على أي شيء، لذلك العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة.

وتابع: لقد اعزنا الله في المقاومة والصمود والتحدي وإن ابتغينا العزة بغير ذلك أذلنا الله، وإن ابتغينا العزة بالتحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل وبالتنسيق الأمني سيكون ذلك وبالاً علينا وعلى قضيتنا.

وشدد الهندي على أنَّ الصراع مع الاحتلال ممتد وطويل وعميق ولا يحسم بليلة أو ضربة واحدة، مشيراً إلى أنَّ المطلوب منا كفلسطينيين هو تربية الجيل القادم تربية صحيحة.

وقال: التحدي الأكبر الماثل أمامنا هو كيف سنسلم الجيل القادم الذي تقع عليه مسؤولية مواصلة الدرب والمشوار الراية، هل نسلمها مكسورة أمام الأعداء؟ أم نسلمها مرفوعة عالية؟، مضيفاً "أنَّ الراية تكون مرفوعة عندما نربي الجيل القادم تربية حسنة صالحة قادر من خلالها على التمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ".

ولفت د. الهندي إلى انَّ الصراع الحقيقي يدور على الجيل القادم، قائلاً "الأسئلة التي يجب أن نفكر فيها جيداً كيف سيكون شكل الجيل القادم؟، وكيف ستكون ميوله؟، وما هي أهدافه طموحاته؟، مشيراً إلى أن الجيل يتعرض للنهش من الأعداء بوسائل متعددة لضرب فكرة المقاومة لديه، مبيناً أهمية المساجد في تربية الجيل المسلم القادر على استعادة الحقوق.

وتابع: دور المساجد عظيم في بناء الجيل المسلم، لأن البناء الحقيقي هو بناء الانسان، وهذا هو الصراع الحقيقي، لاسيما أن اعدائنا يحاولون أن تميل قلوب هذا الجيل مع الهوى؛ لكن نقول بعد التوكل على الله أن ذلك لن يحدث وسيميل هوى الجيل القادم إلى مبادئ الإسلام العظيم، وسيميل هواه للتخلص من الاحتلال.

واختتم حديثه قائلاً :"صحيح أن غزة مدينة ضيقة ومحاصرة من الأعداء، لكن تلك المدينة هي المدينة الوحيدة التي تمتلك حريتها، والمدينة التي لا تقبل أن تؤدي صكوك الغفران أو الطاعة أمام ترامب" مضيفاً أنَّ بعد الحصار والضنك انفراج لكل الكروب التي تعانيها غزة.