صراعٌ مع الوقت

تقرير ماذا بعد الجدار الخرساني ؟ المقاومة ترد..!

الساعة 02:31 م|17 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

يعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي آماله على الجدار الإسمنتي الذي يشيدهُ بأحدث الآليات الهندسية على طول الحدود مع قطاع غزة، والذي يأتي في إطار الحد من عمليات تسلل المقاومة الفلسطينية، والكشف عن مسارات وأعين أنفاقها الأرضية الممتدة للداخل المحتل.

وفي أعقاب الحديث عن فشل مفاوضات التهدئة في العاصمة المصرية القاهرة، تزايدت تهديدات الاحتلال باقتراب موعد الجولة العسكرية مع القطاع، تزامناً مع استمرار فعاليات مسيرة العودة الكبرى شرقاً وغرباً والتي تهدف لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

رهان جزئي

عبد الرحمن شهاب مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية، قال "إن الاحتلال يراهن على فعالية بناء الجدار الإسمنتي للتخفيف من عمليات المقاومة، مشيراً إلى أن الاحتلال يدرك في الوقت ذاته أن الجدار لن يمنع تحرك المقاومة ميدانيًا للداخل المحتل واصفاً إياه بـ"الرهان الجزئي".

وأضاف شهاب، خلال حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن توجه الاحتلال لبناء الجدار جاء بناءً على التصورات الإسرائيلية بأنَّ قدرات المقاومة تتطور في آلية التسلل للأراضي المحتلة عام (48)، من خلال تنفيذ عمليات نوعية وموجعة.

حرب عقول

وتابع شهاب: "الاحتلال يحاول تمديد فترة الهدوء مع قطاع غزة، لينهي أعمال بناء الجدار والتفرّغ لمواجهة المقاومة التي تدرك طبيعة المرحلة، لتستدعي العمل على اجتياز الجدار بابتكارات وإبداعات جديدة، مشيرًا أن هذه المرحلة، مرحلة حرب العقول"

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد، أن الاحتلال يصارع الوقت لمواجهة المقاومة في قطاع غزة ببناء الجدار في أسرع وقتٍ ممكن، مبيناً أن الاحتلال وحلفائهُ يحاولون تدمير البنية الاقتصادية في القطاع بفرض مزيدٍ من العقوبات الأمريكية على الفلسطينيين.

تناقض إسرائيلي

وأضاف مقداد خلال حديثه لـ "فلسطين اليوم"، أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تناقض بعضها البعض، لاسيما تصريحات قادة الجيش، مبيناً أن منهم من يؤكد للمستوطنين فعاليتهُ في القضاء كليًا على الأنفاق، والبعض الآخر يُحذر من ضعفهُ.

وتابع: "الاحتلال يحاول من خلال بناء الجدار طمأنة الجمهور "الإسرائيلي" من إمكانيات المقاومة الفلسطينية في غزة، ويدرك جيداً أن الخيار ضيقٌ جدًا في الحد من الأنفاق".

في السياق، قال جنرال إسرائيلي بارز لصحيفة هآرتس العبرية، في وقت سابق، إن الجدار العازل حول قطاع غزة لن يمنع تهديد الأنفاق من داخل القطاع، وأنه لا جدوى كبيرة من بناء الجدار التكنولوجي حول قطاع غزة، لأنه لن يمنع استمرار عمل الفلسطينيين ببنائهم للأنفاق من غزة إلى الداخل.

المقاومة جاهزة

من جهته، قال أبو عطايا الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين، إنَّ المقاومة قادرة على خلق المعادلات في الميدان، مشدداً على أن الاحتلال يحاول إعلامياً تغطية فشلهُ في مواجهة المقاومة في غزة ببناء الجدار وطمأنة جمهورهُ "الإسرائيلي".

وأكدَّ أبو عطايا في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنَّ المقاومة تملك الكثير من المفاجئات والعزيمة والإصرار ما يؤهلها ميدانيًا لمواجهة الاحتلال الصهيوني وردعهُ، مشيراً إلى أنَّ عقول وأدمغة المقاومة اليوم قادرة على أن تتغلب على مكر الاحتلال.

ولفت أن الجدار الإسمنتي لن يؤثر على سير أعمال المقاومة، مضيفاً أنه سيطور من إمكانياتها في مواجهة الاحتلال وأساليبه في أرض الميدان.

وحذر أبو عطايا، من محاولة الاحتلال الصهيوني ارتكاب أي حماقة بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنَّ المقاومة ستحمي شعبها وستلجأ لمعادلة تختلف عن معادلة القصف بالقصف إلى ما بعد ذلك.

وشرعت "إسرائيل" ببناء جدار تحت الأرض مزود بمجسات، لرصد عمليات الحفر على طول السياج المحيط بالقطاع، لمواجهة خطر الأنفاق وإمكانية تسلل المقاومة الفلسطينية منها لتنفيذ عمليات ضد الجيش أو المستوطنين، أو لتنفيذ عمليات أسر جنود خلال أي مواجهة مقبلة.

ومن المتوقع إسرائيليًا أن ينتهي الجيش الصهيوني من بناء الجدار في نهاية عام 2018، والذي يمتد من أقصى جنوب قطاع غزة "رفح" إلى أقصى الشمال "بيت لاهيا" بتكلفة قدرت أكثر من (3 مليارات شيكل) حيث يرتفع بنحو ستة أمتار فوق الأرض، وإقامة جدار إسمنتي على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض.

كلمات دلالية