"عملية بيت لحم" تربك الاحتلال وتكشف عورة منظومته الامنية

الساعة 07:58 م|16 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

يرى محللٌ عسكري وآخر إستراتيجي أن عملية بيت لحم البطولية التي نفذها شابٌ فلسطيني تأتي في سياق الرد الطبيعي على الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، مشددان على أنَّ العملية دليل على استمرار المقاومة في الضفة المحتلة على الرغم من الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، واستمرار السلطة في نهج التنسيق الأمني مع الاحتلال.

واوضح المحللان أنَّ العملية البطولية وتفاعل الشباب الفلسطيني معها على وسائل التواصل دليل على  أنَّ الشعب الفلسطيني متمسك بنهج المقاومة الذي يرى فيها أنه النهج القادر على استعادة الحقوق.

الخبير العسكري والاستراتيجي د. محمود العجرمي يرى أنَّ العملية تمثل تحدياً مقلقاً لأجهزة الأمنية الإسرائيلي التي تدعي أنها قادرة على محاصرة المقاومة في الضفة المحتلة، مشيراً إلى أنَّ العمليات الفردية من أصعب العمليات؛ كونها تتبع فكرة هجمات "الذئاب المنفردة" التي يصعب محاصرتها أو التنبؤ بوقت تنفيذها.

وأوضح العجرمي "أنَّ شعبنا الفلسطيني في الضفة المحتلة لم ولن يتوقف عن مقاومة العدو الإسرائيلي"، متوقعاً تصاعد العمليات الفدائية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، خاصة في ظل وجود تقارير إسرائيلية تتحدث بشكل صريح عن إمكانية عودة زخم العمليات الفدائية في الضفة كرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.

وبين أنَّ "اشتداد المقاومة في بعض الأحيان وخفوتها في أحيانٍ أخرى حالة ثورية طبيعية مرت فيها جميع الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال، إذ أنَّ الشعوب تجمع اوراقها وترتب اوضاعها ثم تنتفض وتنطلق ومن ثم تهدأ وهكذا دوليك؛ وصولاً لانتفاضة عارمة تقتلع الكيان الغاصب من جذوره"، مشيراً إلى أن الحالة الثورية في الضفة تشبه النار تحت الرماد.

وقال: "العملية البطولية دليل واضح على استمرارية الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو الإسرائيلي بشتى الوسائل والطرق"، مشيراً إلى أنَّ شعبنا يمارس حقه في المقاومة كرد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق شعبنا.

وأكد الخبير العجرمي أنَّ العملية انعكاس واضح للشارع الفلسطيني المؤمن بنهج المقاومة ورفضه لمشاريع التسوية التي أثبتت فشلها في استجلاب أي حقٍ فلسطيني.

وذكر أنَّ الدروس المستفادة من اتفاق أوسلو الذي يمر عليه 25 عاماً أنَّ العدو لا يمكن ردعه سوى بالمقامة؛ كما حصل في العام 2005 عندما دحرت المقاومة الفلسطينية المستوطنين من قطاع غزة.

ويتفق الخبير الأمني والعسكري يوسف الشرقاوي مع سابقه في أن "المنظومة الإسرائيلية ليس باستطاعتها منع شاب من أن يقدم على تنفيذ عملية فردية، او التنبؤ بوقوع عملية تدور في عقل شاب فلسطيني، ذلك أن تلك العمليات من العمليات التي تتبع عمليات الذئاب المنفردة وإسرائيل تكون قلقة حيال ذلك النوع من العلميات".

وأوضح الشرقاوي أن العمل الفدائي في الضفة دليل على فشل خيار التسوية، ودليل على فشل الاتفاقيات العقيمة مع الاحتلال الإسرائيلي الممثلة باتفاق أوسلو الذي يمر عليه أكثر 25 عاماً.

وذكر أن العمليات الفدائية التي ينفذها الشباب الفلسطيني في الضفة هي  نتيجة طبيعة للعدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة والقدس وقطاع غزة والمدن المحتلة عام 1948.

ودعا الشرقاوي أهالي الضفة المحتلة والقدس والمدن المحتلة عام 1948 لتنظيم مسيرات شعبية ضخمة على غرار مسيرات العودة في قطاع غزة.

في السياق، باركت فصائل المقاومة الفلسطينية، عملية الطعن البطولية التي نفذت صباح أمس الأحد، على يد الشاب خليل مخامرة (17 عاماً) من مدينة يطا في الخليل، والتي أدت إلى مقتل مستوطن "إسرائيلي" واصابة أخر بجروح، بعد تنفيذها على مدخل مجمع "رامي ليفي" القريب من مفرق مستوطنة "غوش عتصيون" المقامة على أراضي المواطنين جنوبي بيت لحم.

من جانبها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي، بالعملية البطولية وأكدت أنها استهدفت الإرهاب الاستيطاني في مدينة بيت لحم، وأوضحت الحركة في بيان لها، أن العملية هي رد فعل طبيعي على ما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي من عدوان وجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

كما، وثمنت حركة حماس العملية ووصفتها بالبطولية وقال القيادي فيها حسام بدران "إن المساس بالمسجد الأقصى خط أحمر، وهذه العملية هي استجابة لكل التحذيرات من خطورة ما يقوم به الاحتلال الآن، وما ينوي القيام به في المسجد الأقصى، مشدداً على أن شعبنا لن يصمت إزاء الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى.

وأضاف بدران "أن شعبنا الفلسطيني يعرف آلية الرد على غطرسة الاحتلال وإجرامه، وهذه العملية تعكس إيمانه بالمقاومة كخيار وحيد في سبيل ردع هذا المحتل وإبطال مخططاته الإجرامية.

ودعت الحركة أهالي الضفة المحتلة لمواجهة شاملة مع الاحتلال وتصعيد العمليات العسكرية ضد المستوطنين.

وثمنت حركة الأحرار العمل البطولي الذي قام به الشاب خليل مخامرة، مشددة على أن روح المقاومة باقية متجذرة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني وأن كل محاولات استئصالها ستبوء بالفشل.

ودعت الأحرار أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس لتنفيذ المزيد من العمليات البطولية حتى يتم لجم الاحتلال عن جرائمه المتكررة والمتواصلة.

واعتبرت لجان المقاومة الشعبية عملية (عتصيون) نوعا من أنواع الرَّد الشعبي المقاوم على المؤامرة (الصهيوأمريكية) التي تستهدف الأرض والشعب، داعية إلى تصعيد انتفاضة القدس في جميع انحاء الضفة والقدس المحتلتين لمواجهة الهجمات الاستيطانية المتواصلة.

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، قد كشفت عصر أمس الأحد، أن قتيل عملية الطعن يدعى "أري بولد" 40 عاماً من مستوطنة أفرات جنوب القدس المحتلة، بينما تم نقل منفذ العملية بعد إصابته بجروحٍ متوسطة.

وأثارت العملية البطولية، غضب قادة الاحتلال "الإسرائيلي"، وقال عضو الكنيست عنات باركو " يجب هدم منازل منفذي العمليات فوراً"، بينما أعرب الوزير موشيه كحلون عن حزنه العميق لمقتل المستوطن، كما كتب وزير الحرب أفيغدور ليبرمان تغريدة على توتير قال فيها "قلبي مع غوش عتصيون، التعازي لعائلة القتيل، سنواصل محاربة (الإرهاب)، بقبضة من حديد.

وفي المقابل أثارت العملية فرحة عارمة بين النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدالوا صوراً للقتيل "الإسرائيلي" خلال خدمته في جيش الاحتلال، واعتبروا مقتله جاء رداً على الجرائم التي ارتكبها مع جيشه بحق الشعب الفلسطيني.