وسيلة ابتكرها شبان مسيرة العودة

تقرير "الإشغال الليلي" ابتكار جديد للتأكيد على أن غزة لن تقف مكتوفة الأيدي

الساعة 03:52 م|14 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

مع الإصرار الفلسطيني على الاستمرار في مسيرات العودة كأداة ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي للاستجابة للمطالب الفلسطينية بكسر الحصار، يبتدع الفلسطينيون أدوات جديدة من شأنها إشغال الاحتلال ومستوطنيه على حدود قطاع غزة، بهدف الوصول إلى كسر الحصار الإسرائيلي.. واستحدث الشبان طريقة "الإشغال الليلي" كأداة جديدة من الأدوات السلمية لمسيرة العودة وذلك عبر إطلاق أبواق صفارات الإنذار والحرائق على الحدود ليلاً، في خطوة أدت لاستنفار أمني إسرائيلي كبير.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن الرسالة الواضحة جداً من مسيرات العودة ذات الطابع الشعبي الجماهيري أنه لن تنعم دولة الاحتلال بالراحة ما دام غزة غزة تحت الحصار، لن تستطيع إسرائيلي أن تحافظ لا على أمنها على المستوى الدولي وشرعيها الديمقراطية التي تحاول تسويقها منذ المؤتمر الأول إليهم، لذلك "الاشغال الليلي" هذا الابتكار الجديد على غرار البالونات الحارقة ووحدة الكوشوك، هذه الاشكال الإنسانية لن تسمح لدولة الاحتلال أن تمارس ضغطها على غزة وتحاصر غزة وتجوعها دون أن تدفع الثمن.

وقال:" الرسالة الآن هي أن غزة لن تبقى مكتوفة الأيدي، ومسيرات العودة مستمرة ومتطورة، والذي راهن على مسيرات العودة سيقتلها الاستمرار والروتين فشل، مضيفاً أن البالونات الحارقة كانت تطوراً، والمسير البحري تطورا جديداً، واليوم الشباب الفلسطيني يبتكر "الإشغال الليلي" أيضاً، وهذه الابتكارات تدل على أن العقلية الفلسطينية مبتكرة وليس كما يدعي نتنياهو بأن العقل الصهيوني هو الذي يستطيع الابتكار، وأهم رسالة لهذه الابتكارات الجديدة هو أن غزة لن تبقى مكتوفة الأيدي.

يشار إلى أن قطاع غزة يعيش وضعاً كارثياً جراء الحصار الإسرائيلي الظالم منذ 12 عاماً، وشكلت مسيرات العودة دافعاً لدى المجتمع الدولي بالتحرك للتوصل إلى حل يفضي إلى التخفيف عن القطاع، إلا أن هذه الحراك لم يكتب له النجاح حتى الآن.

في ذات السياق، أشار المحلل إبراهيم المدهون، إلى أنّ "مسيرات العودة ستستمر، وهناك قوى تدفع بهذا الاتجاه، وهناك استجابة شعبية واسعة وواضحة"، مشيراً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني بات يرى في المسيرات وسيلة ستؤدي إلى كسر الحصار في ظل تراجع حراك التهدئة، ووصول المصالحة إلى طريق مسدود إضافة لزيادة وتيرة الحصار على القطاع".

و"الإشغال الليلي" ابتكره الشباب الفلسطيني لاستنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي والتشويش عليه وعلى مستوطنيه، وهذا نوع من الضغط على الاحتلال من أجل إبقاء قضية قطاع غزة على الأجندة، وتذكير الاحتلال بأنه "طالما استمر الحصار فستستمر المسيرات وستتطور"، وفق المدهون.

وأوضح أنّ "هناك حالة من التوسع في المسيرات، من الحراك البحري والمسيرات على حاجز بيت حانون، ومسيرات يوم الجمعة وابتكارات الإشغال الليلي. وهذا تطور طبيعي لمسيرات العودة، ويبدو منه أنّ هناك إصرارا على استمرار المسيرات طالما الحصار مستمر، وطالما هناك موجة تصفية للقضية الفلسطينية".

واعتبر المدهون أن "التصعيد التدريجي الحاصل حالياً، يأتي بسبب تراجع حراك التهدئة ولأن الاحتلال كان يعطي تجاوباً من استعداده لرفع الحصار والتخفيف والآن هناك مماطلة"، موضحاً انّه "لا يوجد هناك خيار آخر للشعب الفلسطيني إلا هذه المسيرات، خصوصاً أنّ الشعب وفصائل المقاومة لا يريدون مواجهة عسكرية في الوقت الراهن، لهذا يجدون النضال السلمي والعمل السلمي ربما تكون أقل تكلفة لمواجهة الاحتلال والحصار".

وهناك من يراهن على أن الدخول في فصل الشتاء سيقتل أدوات مسيرات العودة، إلا أن الواقع والإصرار الفلسطيني يؤكد على أن لكل فصل أدواته الخاصة التي من شأنها المضي قدماً في المسيرات حتى تحقيق هدفها.

كلمات دلالية