خبر شهادات لناجين من مجازر الإبادة التي نفذتها قوات الاحتلال في غزة

الساعة 03:10 م|08 يناير 2009

فلسطين اليوم : غزة

واصل الناجون من مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الغازية في القطاع حديثهم عن المشاهد التي رأوها بأعينهم تقع على أفراد من أسرتهم وأقربائهم لاسيما من شريحتي الأطفال والنساء.

وكان عددٌ من الناجين الذين فروا من منطقة العطاطرة إلى شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، تحدثوا له عن الجرائم و الفظائع التي ارتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين العزل .

وقال أحد المواطنين الذي انهمك بالبحث عن منزل يلجأ إليه هو و أسرته المكونة في جلها من أطفال صغار كانوا يصرخون ، "إن قوات الاحتلال قامت بإعدام أكثر من 20 مواطناً وهم داخل منازلهم ثم قامت بإطلاق العنان لكلابها لالتهام الجثث" .

وأكد المواطن وهو من عائلة العطار التي تسكن الحي، أنه شاهد العديد من الكلاب التابعة لقوات الاحتلال تنهش لحم الجثث ومن بينهم أطفال ونساء، وقال "إنه لا يزال مرعوباً من المنظر الذي دفعه إلى اصطحاب أبنائه ومغادرة المكان فوراً" .

وأعرب هذا المواطن عن خشيته من فقدان جثث لمدى الحياة نظراً لكثرة أعداد الكلاب التي كانت تنهش بعض الجثث المنتشرة في الشوارع .

وشدد على أن غالبية الشهداء هم من عائلته وبعض العائلات الأخرى التي تسكن الحي، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال كانت تطلب من سكان الحي الخروج من منازلهم باتجاه الجنوب ومن ثم تقوم بإطلاق النار عليهم وقتلهم .

وتوقّع العطار وجود العشرات من الشهداء داخل المنازل وأزقة الحي ، لافتاً إلى أن باقي المواطنين خرجوا بعد أن أقدمت العديد من الجرافات على هدم البيوت على رؤوس ساكنيها .

وقال ناجٍ آخر كان برفقة العطار : "إنهم ناشدوا منذ اللحظة الأولى لبدء المجزرة ضد أهل الحي الصليب الأحمر الدولي وسيارات الإسعاف الإسراع بنقل الجرحى والشهداء ، إلا أن أحداً لم يتمكن من الوصول إلى الحي بسبب الطوق العسكري التي تضربه قوات الاحتلال عليه".

وبدا المواطن الذي ينتمي أيضاً للعائلة نفسها مصدوماً نظراً لاستشهاد العديد من أفراد أسرته، معرباً عن خشيته من ارتفاع أعداد الشهداء في صفوف عائلته، خصوصاً أن الكثير منهم لم يتمكنوا من مغادرة الحي بسبب الحصار وشدة الغارات وإطلاق النار من قبل المروحيات الصهيونية التي تمشط المنطقة.

وقال : " إن وجود منزله على طرف الحي من الناحية الجنوبية مكنه من المغادرة بشكل صعب جداً رغم قيام طائرات الاحتلال بإطلاق النار عليه".

وشوهد العشرات من سكان الحي يجوبون الشوارع بحثاً عن مأوى، ومنهم من كان حافي القدمين، وآخرون يحملون أبناءهم المصدومين، فيما هرع آخرون للاحتماء في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" غرب مدينة غزة.

وهب العشرات من أصحاب المنازل التي لم يطلها القصف الإسرائيلي لإيواء النازحين، حيث استمع الكثير من المواطنين إلى شهادات الناجين الذين طلبوا توجيه المناشدات إلى كل البشر لإنقاذ من تبقى من أهل الحي من القتل.