خبر المسعفون في قطاع غزة باتوا بحاجة لمن يسعفهم ويضمد جراحهم

الساعة 02:40 م|08 يناير 2009

فلسطين اليوم – وكالات

في لحظات قليلة تحول حسن العتال، وهو ضابط إسعاف من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، من مسعف جاء تلبية لنداء استغاثة في منطقة دوار زمو شمالي القطاع، إلى جريح بحاجة لمن ينقذه بعد استهدافه برصاص الاحتلال خلال وقف إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات ظهر أمس الأربعاء.

 

سقط العتال، الذي يعمل ضابطا في الإسعاف منذ عشر سنوات، مضرجا بدمائه خلال محاولته إخلاء أحد الشهداء، بعد تلقيه نداءً بأن أحد المواطنين سقط شهيدا بعد وقف إطلاق النار في تمام الواحدة والنصف من ظهيرة يوم أمس الأربعاء.

 

ويقول العتال الذي يرقد في مسشفى القدس التابع للجمعية في غزة، 'توجهت إلى منطقة دوار زمو شمالي القطاع، بعد تلقي مركز الإسعاف نداء بوقوع إصابات، وترجلت من سيارة الإسعاف التي لم تستطع الوصول إلى مكان إطلاق النار بصحبة أحد المتطوعين'.

 

وأضاف: 'بعد وصولي إلى المكان، أخذت حمالة الإسعاف وتوجهت إلى أحد الشهداء، الذي لم يكن أي من المواطنين يستطيع الوصول إليه نتيجة إطلاق النار، وفور وصولي إلى الجثمان وضعته على الحمالة، وهممت بنقله إلى سيارة الإسعاف، وبعد ثوانٍ معدودة تعرضت وزميلي المتطوع إلى إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى إصابتي بعيار ناري في الفخذ الأيسر، فساعدني المتطوع على مغادرة المكان والتوجه إلى سيارة الإسعاف التي وقفت في مكان قريب'.

 

وبعد إن وصل العتال إلى سيارة الإسعاف، نقل إلى مستشفى العودة في القطاع، ومن ثم جرى تحويله إلى مستشفى القدس التابع للجمعية في مدينة غزة، ليكمل رحلة العلاج.

 

وأشار العتال إلى أنه لم يتوقع استهدافه وزميله، نظرا لزيهما الذي يدل بوضوح على أنهما من الطواقم الطبية، ولأن الاحتلال كان قد أعلن عن وقف لإطلاق النار ساعة وقوع الحادث، مطالبا بضرورة الضغط على إسرائيل لاحترام شارة الطواقم الطبية.

 

وحال العتال لم يختلف كثيرا عن حال زميله سائق سيارة الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر مروان حمودة، الذي أصيب بعيار ناري في قدمه اليسرى، بعد تعرضه لإطلاق النار وهو داخل سيارة الإسعاف في منطقة جباليا شمال القطاع.

 

ويقول حمودة: 'بعد التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، توجهت لنقل الحالات الطارئة من مستشفى الشفاء بمدينة غزة إلى معبر رفح، وبعد عودتي على الطريق الساحلي، تم احتجاز سيارات الإسعاف لمدة ساعتين'.

 

وتابع حمودة: 'بعد أن سمح لي بالمرور توجهت إلى منطقة جباليا شمال القطاع، وهناك تعرضت سيارة الإسعاف لإطلاق نار كثيف بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابتي بالقدم، ونقلت إلى المسشتفى لتلقي العلاج'.

 

والعتال وحمودة اللذان أصرا على مواصلة مهامهما الإنسانية بعد تعافيهما من الإصابة، يشكلان حالة من عشرات الحالات، التي انتهكت فيها القوانين الدولية، واستهدفت الطواقم الطبية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 12 مسعفا وطبيبا ومتطوعا، وإصابة العشرات، خلال أاثني عشر يوما من العدوان.