خبر انتصار خطير / يديعوت

الساعة 09:23 ص|08 يناير 2009

بقلم: غي بخور

مستشرق

 

لا ريب أن نصرالله عصبي في الايام الاخيرة: حماس تحطم له نظرية بيت العنكبوت، والتي بموجبها اسرائيل هي دولة ضعيفة مجتمعها مدلل ولهذا فانها لن تجرؤ على ان تضرب اعداءها اكثر مما ينبغي.

اليوم لا يمكن ان يكون شكل لدى احد: لقد اثبتت اسرائيل لمن يحتاج الى ذلك في الشرق الاوسط بان بيت العنكبوت لنصرالله لم يعد قائما بعد. فقد تصدت اسرائيل لـ "مثلث الذهب" للحرب الاخيرة وتمكنت منه: الجبهة الداخلية لا تصرخ على اطلاق الصواريخ بل تظهر حصانة مثيرة للانفعال، الخسائر المدنية التي تلحق بالعدو تثير وسائل الاعلام العالمية ولكنها لا تمنع اصحاب القرار في اسرائيل، وأخيرا يبدو أننا شفينا من الحاجة الماسوشية للجان التحقيق في ختام الحرب.

لن يكون هناك شخص آخر في العالم العربي يمكنه الان أن يدعي بان اسرائيل ضعيفة وتستجدي حياتها، مثلما في مسرحية حماس مع شخصية جلعاد شليت. مشاهد الاسبوعين الاخيرين ستترك اثرها لسنوات قادمة. تبجح وغرور حماس نزلا الى الانفاق الى جانب زعمائهم الخائفين.

الدرس استوعب، والان حان دور الكفاح السياسي، والذي سيكون شديدا بقدر لا يقل عن العسكري. الجيش الاسرائيلي ملزم بان ينتشر على حدود المدن في القطاع، يشدد الضغط، بما في ذلك عدم توريد الوقود، مواصلة القصف الجوي والامتناع عن الاتصال بالمدنيين ذلك أن العدو سيحاول جباية اصابات بيننا بوسائل الارهاب لترجيح كفة النصر.

اسرائيل انتصرت، ولكن لحظة الانتصار كفيلة بان تكون هي الاخطر في كل المعركة وذلك لانه في حماسة النجاح يمكن التحرك الى الامام اكثر فأكثر، وطلب المزيد وهكذا خسارة كل شيء. فاذا كنت تريد أن تمسك كثيرا – لن تمسك شيئا. اللحظة التي يتوقف المرء فيها هي اللحظة التي تبقى في الوعي، وهذه هي اللحظة.

انتصرنا، والان ينبغي قطف ثمار النجاح. كيف؟ اولا، يجب الحذر من "وسطاء" خطيرين، مثل المصريين والاتراك. في الايام الاخيرة اعترفوا في مكتب رئيس الوزراء بان الاستعانة بطيب رجب اردوغان الاسلامي للتوسط مع سوريا كانت "خطأ". عرضت للخطر مصالح هامة جدا مع تركيا مقابل لا شيء، وذلك لان أي عدم موافقة اسرائيلية كانت ستؤدي الى مس فوري بهذا الوسيط الحساس.

لا ينبغي الاستعانة بالمصريين في موضوع غزة. لانهم هم ايضا ذوو مصلحة. لديهم مصلحة واضحة في أن تبقى غزة لنا بعد الحملة. وعليه، فان افق مجلس الامن وحده والقرار من خلاله يمكنه أن يكون مقبولا من اسرائيل، مثلما في حرب لبنان. الفرنسيون والامريكيون يمكنهم أن يبدأوا بدحرجة القرار.

سيكون هذا صراع، وينبغي الاستعداد لذلك. ولهذا الغرض سنواصل الضغط على غزة بكل القوة، ولكن دون أن نعرض جنودنا للخطر بقدر اكبر مما ينبغي. ما هي شروط الحد الادنى لاسرائيل التي لا ينبغي الخروج عنها.

1.    المعابر بين اسرائيل والقطاع ستصبح حدودا ولن تفتح بعد الان، وذلك لان حماس التي ضعفت ستبقى الحاكم للقطاع، وحماس هي عدو اسرائيل. لم يحصل في تاريخ العام ان كانت دولة تغذي اعداءها.

2.    معبر رفح سيكون من الان فصاعدا صلة غزة بالعالم العربي، واسرائيل ستبقي الرقابة لمصر. فهم على أي حال فهموا كم هو كبير الضرر الذي يمكن لغزة أن تلحقه بهم.

3.    لغزة يتم ارسال قوة تشبه اليونيفيل، تضم ما لا يقل عن 15 الف جندي وتنتشر في القطاع باسره، مثلما في جنوب لبنان. وهذا سيكون سبيل العالم للرقابة على ما يجري في هذه المنطقة الخطيرة. واضح أن القوة ستشرف ايضا على المعابر وعدم العودة الى الانفاق.

4.    يكون للقوة تفويض بتجري القطاع من السلاح على مراحل والاشراف على السلاح المستقبلي لحماس. ولماذا ستوافق حماس على ذلك؟ لانها ستترك كحاكم لقطاع غزة.

5.    مطلب دولي لاعادة الجندي جلعاد شليت بدون شروط، لنزع الشرعية عن اختطاف مزيد من الجنود في المستقبل.

ومثلما فهم نصرالله الدرس ووافق على الشروط الدولية قبل سنتين ونصف، هكذا كفيل بان يحصل لحماس ايضا، التي وضعها اسوأ بكثير من معلمها، الذي ينظر من الحدود الشمالية، خائب الامل من اداء تلاميذه.