خبر لكسر صمودهم .. الاحتلال يشن حرباً نفسية على سكان القطاع بطرق ووسائل متعددة

الساعة 01:05 ص|08 يناير 2009

فلسطين اليوم : غزة

شنت إسرائيل حربا نفسية إلى جانب الحرب الفعلية التي تنشها منذ 12 يوما، وقد استخدمت خلالها شتى الطرق والوسائل، في محاولة  للتأثير على معنويات الفلسطينيين، وإدخال الخوف والهلع إلى قلوبهم.

واللافت أن الحرب المذكورة، والتي اندلعت بالتزامن مع الضربات الجوية الأولى على غزة، كانت تسير بصورة متصاعدة، وباستخدام أساليب وطرق متطورة، لإيصال الرسالة لأكبر قدر من الفلسطينيين، حتى أولئك المتواجدين داخل منازلهم.

وكانت أولى فصول تلك الحرب، سيل من المكالمات الهاتفية انهالت على المواطنين في منازلهم، وكانت تحمل رسائل التهديد والوعيد، لكل من يحوي في منزله أسلحة أو عتادا عسكريا.

ويقول المواطن حازم خليل من سكان مدينة رفح "تلقيت أكثر من مكالمة هاتفية، كان يتحدث فيها رجل ذو صوت أجش، يتحدث بنبرة التهديد والوعيد".

وأشار خليل إلى انه سارع بفتح السماعة الخارجية، وبدأ وأبناؤه بالتهكم على المتحدث، مؤكدا أنهم يدركون جيدا أهداف تلك الرسائل، التي أوضح أنها تدل على فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق ما بدأه عسكريا.

أما المواطن بلال العبسي فأكد أنه تلقى كذلك اتصالات هاتفية مماثلة، ورسائل (S.M.S)، مؤكدا أن بعض أفراد العائلة أصيبوا بحالة هلع وخوف لكنه سارع إلى طمأنتهم، والتأكيد لهم أنها مجرد "تهديدات فارغة".

أما المواطن محمد عبيد، فأشار إلى أنه تلقى اتصالا هاتفيا يحمل مضمونا مختلفا، فقد استمع إلى اسطوانة تطالب منه التعاون مع جيش الاحتلال، والإرشاد على المقاومين، وقد ترك المتحدث رقم هاتف للاتصال به، ووعد بمكافآت مالية للمستجيبين.

وأكد عبيد أنه شعر بالسعادة والاطمئنان بعد أن استمع إلى تلك الرسالة، موضحا أنها تشير بصورة واضحة إلى مدى عجز إسرائيل في ملاحقة وتتبع المقاومين، وإلا فما كانوا طالبوا مساعدة الفلسطينيين.

وأعرب عبيد عن ثقته بأن كافة المواطنين ممن تلقوا اتصالات مماثلة لم يتجاوبوا معها، ومعظمهم أغلقوا سماعة الهاتف قبل الاستماع إلى الرسالة كاملة.

ولم تتوقف حدود الحرب المذكورة عند الاتصالات، فقد تعدتها لتصل إلى إلقاء آلاف المنشورات من الطائرات على المدنيين، بعضها تطالب سكان المناطق القريبة من حدود قطاع غزة مع إسرائيل بمغادرتها والتوجه إلى مراكز المدينة، وأخرى تحمل التهديد والوعيد لسكان المدينة.

وتقول المواطنة منى حرب من سكان جنوب قطاع غزة "فجأة شاهدنا لون السماء تحول إلى الأبيض، وشاهدنا آلاف الأوراق تتساقط علينا من السماء".

وأوضحت حرب إلى أن عشرات الشبان من سكان المناطق التي سقطت عليها المنشورات سارعوا بجمعها وإحراقها، مؤكدة أن عددا محدودا من المواطنين هم من تأثروا بمضمون تلك المنشورات، وتركوا منازلهم، فيما لم يلق الغالبية العظمى منهم لتلك المنشورات بالا.

أما المواطن محمود نعيم، فأكد أنه شاهد فتية يصنعون من المنشورات التي سقطت على منطقة سكناهم طائرات ورقية، وآخرون جمعوها لاستخدامها في عمليات الطهي، أو صنع الخبز.

وأكد نعيم انه قرأ إحدى المنشورات، وكان وكغيره من المواطنين لم يلق لها بالا، داعيا المواطنين للعمل من أجل إفشال أهداف الحرب النفسية، وعدم التعاطي معها.

ويبدو أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بالطريقتين المذكورتين، وسعى لاستخدام وسائل توصله إلى اكبر عدد من المواطنين، محاولا على ما يبدو فصل جسم المقاومة عن جماهيرها، والاستفراد بها.

فيقول المواطن نبيل سلامة، :"اضطررنا وبعد الانقطاع شبه المتواصل للتيار الكهربائي للاعتماد على الراديو لاستقاء المعلومات"، موضحا انه تفاجأ بالتشويش على أثير بعض الإذاعات المحلية في غزة، ويبث رسائله الدعائية من خلالها.

وأشاد سلامة بما قامت به الإذاعات المحلية من دعاية مضادة، حاولت من خلالها توضيح ما يجري للمواطنين، وعملت على كشف أهداف بث الرسائل المذكورة، موضحا أن ذلك أسهم إلى حد كبير في تخفيف أثر تلك الرسائل على المواطنين.