خبر نعلين... الغضب من العدوان على غزة يتحول إلى مواجهات يومية

الساعة 04:27 م|07 يناير 2009

         نعلين... الغضب من العدوان على غزة يتحول إلى مواجهات يومية

رام الله: فلسطين اليوم

لم يتردد أهالي قرية نعلين الواقعة غرب مدينة رام الله في الخروج بمسيرات حاشدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اليوم الأول لبدئه.

ولعل صمود نعلين وتصدرها قائمة القرى الفلسطينية المقاومة لجدار الفصل العنصري الذي يهدد بالتهام مئات الدونمات من أراضيها، كان أمرا مساعداً في استمرار تلك المظاهرات التي ما زالت تنظم قرب مواقع الجدار العازل وبعناوين مختلفة في كل مرة.

ففي اليوم الأول للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي سقط الشهيد عرفات الخواجا أثناء مواجهات مع جنود الاحتلال بعد أن تحولت مسيرة لأهالي القرية إلى اشتباكات مع الجيش الذي بادر بقمع المظاهرة، ثم انضم إليه شهيد ثان وثالث بعد عدة أيام على أرض القرية ذاتها.

ولا يكاد أهالي القرية يشيعون جثامين شهدائهم إلا وتندلع مواجهات جديدة مع جنود الاحتلال التي يصاب فيها عدد من الشبان في كل مرة، إضافة إلى الهتاف بأعلى الصوت أن الاحتلال زائل لا محالة.

ومن أبرز أشكال إعلان التضامن مع قطاع غزة قيام المئات من أطفال قرية نعلين في الأمس القريب بمسيرة سادت فيها صور أطفال غزة من الشهداء والجرحى والمشردين، ورفعوا خلالها شعارات تطالب بوقف العدوان ورفع الحصار في خطوة تؤكد على أن الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون المعاناة ذاتها يختلفون قليلا عن أطفال العالم.

وفي هذا السياق فاجأ أحد الأطفال الذي لا يتجاوز التاسعة من عمره جموع الصحفيين بأقواله إن أهالي غزة منتصرون سواء استشهدوا أو انتصروا على العدوان، وذلك لأن مثل هذه التصريحات قد لا تصدر عن أي طفل في هذا السن في أي دولة بالعالم.

ولم يتوان الأطفال في مسيرتهم بزيارة بيوت شهداء القرية الثلاثة لا سيما وأنهم من الأطفال، وخلال زيارة الأطفال أيضاً لبيوت أهالي الأسرى أكدت والدة احد المعتقلين في سجون الاحتلال أن الهدف الرئيسي لدى أمهات القرية هو أن يعوّدن أبناءهن على مقاومة الاحتلال.

وقال منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القرية صلاح الخواجا إن أطفال قطاع غزة يقعون في مرمى الطائرات والدبابات العسكرية الإسرائيلية الأمر الذي يؤثر في أطفال الضفة الغربية وخاصة أطفال قرية نعلين الشاهدة دوماً على ممارسات الاحتلال القمعية.

وعلى الرغم من النهاية المعهودة لمسيرات أهالي القرية إلا أنهم لم يتوانوا اليوم في تنظيم مظاهرات حاشدة للتعبير عن رفض العدوان، الأمر الذي رد عليه الجنود بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع باتجاههم.

وكانت نتيجة تلك المواجهات أكثر من خمسة مصابين وعشرات حالات الاختناق جراء إطلاق أكثر من 150 قنبلة مسيلة للدموع، إضافة إلى غضب عارم لدى المشاركين في المسيرة والذين تعهدوا بإكمال فعاليات التنديد بالعدوان الإسرائيلي على القطاع.

يذكر أن قوات الاحتلال قامت باستخدام قنابل غاز جديدة يصل مداها إلى 400 متر ويضاعف فيها الغاز بنسبة 400%، وتشتمل هذه القنابل على فتيل حارق يجعلها مزدوجة التأثير الأمر الذي أدى إلى حالات اختناق شديدة..