خبر لليوم الثاني عشر على التوالي...إسرائيل تواصل حرب « إبادة المدنين »

الساعة 11:17 ص|07 يناير 2009

 

لليوم الثاني عشر على التوالي...إسرائيل تواصل حرب "إبادة المدنين"

 القدس المحتلة: فلسطين اليوم

ذكر مكتب الشؤون الإنسانية في تقريره اليومي للعدوان على قطاع غزة أن محافظتي غزة وشمالها ما زالتا معزولتين عن بقية القطاع، مضيفاً أن عملية التنقل الداخلية أصبحت بالغة الخطورة في ظل عمليات تدمير البنية التحتية الأساسية كما أن الوضع الإنساني يستمر في التدهور.

وأوضح التقرير أنه طبقا لوزارة الصحة ارتفع إجمالي الخسائر البشرية والإصابات لغاية الساعة السادسة مساء إلى 640 شهيداً فلسطينياً وما يقرب من 2850 جريحاً، مضيفاً أن المخاطر التي تواجه الطواقم الطبية عند الوصول إلى الجرحى تصعب من عملية جمع بيانات دقيقة ومحدثة حول عدد الخسائر البشرية.

و فصّل التقرير الأحداث الرئيسية لليوم الحادي عشر حيث تشير التقارير الأولية إلى أنه في الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة بتاريخ السادس من كانون الثاني لعام 2009، هبطت ثلاث قذائف مدفعية خارج مدرسة الإناث الإعدادية في جباليا والتابعة للأونروا مما أدى إلى استشهاد 43 فلسطينياً وما يزيد على مئة جريح 15 منهم في حالة الخطر الشديد حسب ما ذكرته وزارة الصحة، يذكر أن المدرسة المعنية كانت تستخدم كملجأ للذين هربوا من عمليات القصف الإسرائيلية على منازلهم.

وفي الساعة الحادية عشرة والنصف، استشهد ثلاثة فلسطينيين داخل مدرسة تابعة للاونروا في مدينة غزة، بعد أن كانوا هربوا مع 400 شخص من منازلهم في بيت لاهيا  شمال غزة إلى تلك المدرسة باعتبارها ملجأ آمناً، وتوجد إشارات على مبنى المدرسة على أنها منشأة تابعة للأمم المتحدة، وقد احتجت الأنروا لدى السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق بعمليات القتل هذه وطالبت بفتح تحقيق فوري ومحايد.

وفي منتصف نهار 6/1، تم تدمير عيادة صحية تابعة للاونروا في مخيم البريج مما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص يعمل سبعة منهم في الاونروا، أما الثلاثة الآخرين فهم من مرضى العيادة

وبتاريخ 4/1، تم إخلاء ما يقرب من 100 فرد من عائلة السموني من منازلهم الممتدة إلى الشرق من مدينة غزة، وفي الساعات الأولى من يوم 5/1، قصف المنزل عدة مرات مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال فور وصولهم إلى مستشفى الشفاء عبر مركبة خاصة، وذكر الناجون أن عدداً غير محدود من الشهداء والجرحى ما زالوا تحت الركام حيث لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليهم.

وفي الساعات الأولى من يوم 5/1، ضربت قذيفة إسرائيلية منزلاً في مخيم الشاطئ مما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن سبعة مواطنين من عائلة أبو عايشة، بينما أدى القصف خلال ساعات الليل على المباني السكنية في مخيم البريج إلى استشهاد خمسة أشخاص وجرح 16 آخرين، وفي قصف آخر استشهدت امرأة فلسطينية حامل وأولادها الأربعة.

و بتاريخ 5/1، تكبد مستشفى العودة شمال غزة أضرارا بسبب قذيفتين هبطتا في موقف سيارات بالقرب من غرفة الطوارئ، الأمر الذي أدى إلى تدمير مدخل الغرفة بالإضافة إلى التسبب بأضرار لعدة محال تجارية.

و تم قصف مخزن لمتعاقد في الأمور اللوجيستية تابع لبرنامج الأغذية العالمي والذي كان يحتوي على 360 طن من الغذاء مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة شخصين آخرين بجراح خطيرة. 

و أفاد التقرير أن ما يقرب من 14 ألف فلسطيني يقيمون حالياً في 23 ملجأ للطوارئ، محذراً من نفاذ احتياطي المساعدات التابعة للاونروا حيث تحتاج إلى الغذاء والمواد الأخرى الضرورية للملاجئ خاصة الأغطية و الفرشات.

و ذكر التقرير أن الأونروا تطلب من المنظمات الإنسانية الأخرى أن تتشارك معها في المواد المتوفرة، موضحاً أن شراء تلك السلع محليا واجه إعاقات بسبب نقص الإمدادات في السوق المحلي بفعل الحصار المستمر المفروض على القطاع لمدة 18 شهرا، إضافة إلى الصعوبة في جلب سلع أخرى على معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي.

و تابع:" بالأمس وفرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 350 حقيبة للصحة والنظافة العامة إلى الاونروا لتوزيعها على المواطنين في الملاجئ، ويوجد ما يكفي من هذه الحقائب إلى 6300 شخص لمدة عشرة أيام".

وأكد التقرير أن محطة غزة للطاقة ما زالت مشلولة رغم نقل 215 ألف لتر من السولار الصناعي الذي وصل البارحة عبر معبر ناحال عوز إلى محطة الطاقة، قائلاً إن ذلك لا يعني أن كافة المناطق ستحصل على التيار الكهربائي بسب الأضرار التي أصابت معظم الخطوط.

ولفت التقرير إلى أنه تم إصلاح خطين من أصل سبعة خطوط كهرباء متضررة والمستمدة من إسرائيل ورفح، حيث تلقت محطة غزة لتوزيع الكهرباء الموافقة من الجانب الاسرائيلي لإصلاح الخطوط الأخرى القادمة من إسرائيل، منوهاً إلى أن خطاً آخر يقع إلى الشرق من خان يونس توقف عن العمل.

و من جهتها حذرت شركة الاتصالات الفلسطينية من قطع كافة الخطوط الأرضية وخطوط الهاتف المحمول والانترنت خلال يوم أو يومين بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود والقيود الإسرائيلية الأخرى.

وقال التقرير إن المستشفيات في القطاع ما زالت تعمل بواسطة المولدات لليوم الرابع على التوالي، وأن هناك ثلاث عيادات عاملة فقط من أصل 56 للرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة، موضحاً أن القيود على حرية الحركة وتقسيم غزة تعتبر من الأسباب الرئيسية لإغلاق عدد كبير من العيادات.

وأفاد التقرير أن الوقود المتوفر للمولدات في خدمات الرعاية الصحية الأساسية ومركز الأدوية الرئيسي بما يتضمن غرف التبريد لتخزين لقاحات التطعيم يكفي لمدة خمسة أيام فقط، وأنه طبقا لوزارة الصحة استشهد ستة أفراد من الطواقم الطبية وأصيب ثلاثون آخرون في حين تعرضت 11 سيارة إسعاف إلى القصف الإسرائيلي.

و تابع:" خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لم تتلق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني موافقة إسرائيلية لأي من طلباتها للتنسيق في سبيل الوصول إلى الشهداء أو الجرحى. وبالرغم من ذلك، استطاعت الطواقم من انتشال 140 جريح و22 شهيد، وأدخل الطاقم الجراحي التابع للصليب الأحمر الذي دخل بتاريخ 5/1 ألف وحدة من أكسيد التيتانوس لاستخدام مستشفيات وزارة الصحة".

ولفت التقرير إلى أنه طبقا لمصلحة مياه البلديات الساحلية، لا تتوفر المياه لدى 800 ألف مواطن في غزة وشمالها والمنطقة الوسطى لغاية 6/1، موضحاً أن من تتوفر لديهم المياه يواجهون مشاكل في تعقيمها إضافة إلى خطر تلوث شبكة المياه بسبب تسرب المياه العادمة، وأن خدمات الصرف الصحي بما فيها التخلص من النفايات الصلبة لا تعمل بسبب العدوان.

أما فيما يتعلق بالغذاء فذكر التقرير أنه لا توجد كميات كافية من غاز الطهي في كامل أنحاء القطاع حيث يعتمد السكان على أفران الحطب أو الكهرباء عند توفرها أو يقومون بإحراق بدائل أخرى حيث أمكن، مضيفاً أن السكان ما زالوا يعانون من مشكلة الحصول على الغذاء بما فيه المواد الأساسية مثل الأرز والطحين والزيت.

و بيّن التقرير أن مخابز الطحين لم تتسلم منذ بدء العملية البرية أي كميات من الطحين مما أدى إلى بقاء تسع مخابز عاملة فقط، قائلاً إن طوابير طويلة تلاحظ أمام المخابز لتسلم الكمية المخصصة وهي 50 رغيف من الخبز.

و أضاف:" الأسعار تضاعفت تقريبا منذ بدء الهجوم مما أدى إلى تفاقم أزمة السيولة النقدية، وقد ناشدت جمعية أصحاب المخابز الاونروا لتوفير الطحين لكي يتمكنوا من الاستمرار في العمل".

و قال التقرير إن نسبة 80% من سكان القطاع كانت تعتمد على عمليات توزيع الغذاء من قبل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية قبل العدوان، موضحاً أن عمليات توزيع الغذاء من قبل الاونروا استؤنفت في ظل أوضاع صعبة بعد 13 يوما من التعليق بتاريخ 1/1 لتصل إلى ما يقرب من 20 ألف مواطن يومياً بالإضافة إلى إمدادات أغذية جافة لمدة شهرين أو ثلاثة. وأشار التقرير إلى أن الأونروا أو برنامج الأغذية العالمي لم يتمكنا من التوزيع بتاريخ 6/1 بسبب الأوضاع الأمنية القائمة.

و بيّن التقرير أن معبر كرم أبو سالم تم فتحه اليوم لإدخال 50 شاحنة إلى غزة، وأنه تم السماح بإدخال 41,5 شاحنة بما يتضمن 40,5 من منظمات المساعدات الإنسانية عبر المعبر بتاريخ 5/1، مضيفاً أن 31 شاحنة من الطحين تابعة لمنظمات الأمم المتحدة، و8 شاحنات من الإمدادات الغذائية من جهات مانحة عربية، و1,5 شاحنة من اللوازم الطبية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

و ذكر التقرير أن أنابيب الوقود في ناحال عوز والناقل الآلي على معبر كارني لنقل الحبوب كانت مغلقة اليوم، وأن  معبر رفح فتح بشكل جزئي لنقل اللوازم الطبية وإخلاء الحالات الطبية، ذاكراً أنه بتاريخ 5/1 تم السماح بإدخال عشر شاحنات من اللوازم الطبية وتم السماح بخروج 18 جريحاً، وأنه طبقا لوزارة الصحة تم تحويل 133 مريض عبر معبر رفح للعلاج خارج غزة منذ 27/12.

فيما يتعلق بالوقود قال التقرير إن الوقود الصناعي ضروري لتشغيل محطة غزة للطاقة التي أغلقت منذ 31/12 وأن هناك حاجة ماسة لاستبدال عشرة محولات مدمرة كلياً، بالإضافة إلى التنسيق للسماح للطواقم الفنية بإصلاح الأضرار.

و شدد التقرير على ضرورة إبقاء معبر ناحال عوز مفتوحاً لأنه المعبر الوحيد الذي يمكن أن يسهل نقل كميات كافية من الوقود من أجل إعادة تشغيل عمليات محطة الطاقة وإعادة تخزين كميات احتياطية من الوقود في قطاع غزة، معتبراً أن تشغيل وإطفاء المحطة بشكل متكرر يسبب أضرارا جسيمة على الآليات مما سيؤدي إلى انهيار بعض المكونات الأساسية.   

و ذكر التقرير أنه بالرغم من ضخ غاز الطهي من الجانب الاسرائيلي عند معبر ناحال عوز إلى الجانب الفلسطيني، إلا أنه لم يتم تسلم الكمية بسبب التخوف من الاستهداف الإسرائيلي، مؤكداً أن هناك حاجة ماسة إلى التنسيق لتسلم كميات غاز الطهي من المخازن في المنطقة الحدودية ومن ناحال عوز، وبالتالي توزيع الغاز الضروري إلى المخابز لاستخدامه في صنع الخبز في المنزل وطبخ وجبات أخرى.

و تابع:" القمح ضروري لتوفير الطحين إلى المخابز المحلية وتوزيع الغذاء إلى سكان غزة، والناقل الآلي على معبر كارني المغلق يعتبر الآلية الوحيدة لتسهيل استيراد كميات من القمح إلى قطاع غزة".

و أكد التقرير أنه لم يتم إدخال أية سيولة نقدية إلى غزة وأن هناك حاجة ماسة إليها بما يشمل الأموال الضرورية إلى برنامج الأونروا لتوزيع المساعدات النقدية إلى ما يقرب من 94 ألف مستفيد، بالإضافة إلى برنامج العمل من أجل الأموال وتوزيع الرواتب على طواقمها وإعطاء دفعاتها إلى المزودين.

و قال التقرير إن التنقل حالياً داخل قطاع غزة مقيد جدا، مشدداً على أنه من الضروري تمكين المرضى ومركبات الإسعاف من الوصول إلى المستشفيات وأن تتمكن المؤسسات من الوصول إلى المخازن من اجل استئناف عمليات التوزيع، وان تتمكن الطواقم من التحرك لإصلاح الأضرار في الخدمات العامة