القيادي المدلل: لعيد الأضحى معان ودروس عظيمة يعيها أهل فلسطين جيدا

الساعة 09:46 م|21 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

أكد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، أن أهل فلسطين يضربون أروع النماذج وأصدقها في التضحية؛ بتقديمهم فلذات أكبادهم وأغلى ما يملكون في سبيل الله، ومن أجل حريتهم، وكرامة أمتهم، واستعادة مقدساتهم.

جاء ذلك خلال خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك، ببلدة عبسان الكبيرة، شرق محافظة خان يونس، وسط حضور الآلاف.

وقال المدلل مخاطبا الجموع المحتشدين في العراء :" إن هذا يوم الوفاء لمن ضحوا بأرواحهم وشبابهم من أجل كرامة شعبهم وحريته. يوم فادي أبو صلاح الذي لم يترك ساحات المواجهة والمقاومة، بالرغم من فقدانه نصف جسده في إحدى جولات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف "إنه يوم رزان النجار ملاك فلسطين. ويوم كافة الشهداء الكرام ممن رووا أرض الوطن الحبيب بدمائهم الزكية".

وتابع المدلل :" فليكن هذا اليوم، يوم محبة وتزاور، يوما للوحدة والتكافل، ويوما لإعلاء القيم والمعاني العظيمة التي يحضنا  عليها ديننا الحنيف".

وتحدث المدلل عن قصة إبراهيم مع ولده إسماعيل، عندما قرر الأب ذبح ابنه طاعة لله.

وبين أن هذا يوم للابتلاءات والمحن، حيث نتعلم من قصة إبراهيم وولده إسماعيل، درسا في الطاعة المطلقة من الوالد لربه الذي أمره أن يذبح ولده الوحيد، فلذة كبده، وقابلها طاعة مطلقة من الابن لأبيه بتنفيذ الأمر الإلهي، بالرغم من محاولات الشيطان أن يثني إبراهيم عن ذلك، ليرجمه أبونا الخليل رافضا الخضوع لاغواءاته.

ونوه المدلل إلى أنه وفي أقسى اللحظات وأصعبها التي تمر على إبراهيم وولده يتنزل الفرج؛ حيث نزل جبريل بأمر من رب العالمين ومعه كبش من الجنة يفتدي به إسماعيل.

ولفت إلى أن هذا درس لم تستوعبه الأمة الإسلامية، وقد غابت عن دينها، وقرآن ربها، وتاريخها.

وأوضح المدلل أن هذه الأمة التي ضحت بأبنائها وفلذات أكبادها من أجل رفعتها ونهضتها،  هاي هي اليوم - للأسف - تضحي بثرواتها، ومقدراتها، وبقدسها وأقصاها، طاعة لأميركا وإسرائيل.

وأشار إلى أن القدس تهود، والأقصى يدنس، وحرمات المسلمين تنتهك على أبواب المسجد المبارك، صباح مساء، فيما العرب والمسلمون لا يحركون ساكنا.

ولفت المدلل إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عندما يقر قانون "اليهودية القومية"، إنما يحول بذلك فلسطين إلى "إسرائيل"، مضحيا بقرارات الأمم المتحدة، وبالمواثيق الدولية، وبما يعرف بالشرعية الدولية، فيما حكام العرب يضحون بكل شيء لدى الأمة من أجل إرضاء أميركا وإسرائيل.

وشدد القيادي في "الجهاد" على أنه عندما يغيب حكام الأمة عن عقيدتهم والتاريخ، ويغيب عندهم الانتماء للأمة وحضارتها، تعيش الأمة الهزيمة والذل والهوان.

واستشهد المدلل بنموذج حي من الأمة في واقعنا المعاش، يرفض الخضوع والذلة، قائلا: "لا تزال غزة صامدة وشامخة شموخ الجبال الراسيات، لم ترفع الراية البيضاء، ولم تخضع لأعدائها بالرغم من التضحيات الجسام التى تقدمها على مدار اللحظة".

ومضى المدلل يقول :" تكاد غزة تكون البقعة الوحيدة في واقعنا المؤسف، التي تقول: لا لأميركا، ولا لإسرائيل، ولن تمر المؤامرة".

واستطرد "أي عظمة هذه التي تعيشها غزة؟، وأي إرادة هذه التي تمتلكها؟ .. إن بزوغ الفجر يأتي بعد أشد لحظات الليل حلكة وظلاما".

كلمات دلالية