خبر نعمان : إسرائيل لن تفلح في تحقيق انتصار سياسي بعد فشلها عسكريا

الساعة 10:00 ص|07 يناير 2009

فلسطين اليوم - بيروت

استبعد وزير لبناني سابق أن تتمكن إسرائيل من تمرير قرار شبيه بالقرار 1701 لإنهاء حربها على قطاع غزة بعدما أخفقت عسكريا في تحقيق أهدافها على أرض الميدان، وأكد أن أي انتصار عسكري أو سياسي لإسرائيل في حربها ضد المقاومة في غزة هو انتصار لبعض عرب محور الاعتدال أيضا.

 

وأوضح وزير الاتصالات اللبناني السابق الدكتور عصام نعمان في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن إسرائيل فشلت حتى الآن في تحقيق أي من أهدافها العسكرية في غزة، وأن أي حل مرتقب لا يخرج عما ستفرزه المعركة على أرض الواقع، وقال: "من الصعوبة على المرء أن يتكهن بآفاق الحل أو بالأحرى التسوية السياسية الممكنة في ضوء كل ما جرى، ويجري في قطاع غزة، ذلك أن مخطط إسرائيل لم يحقق أغراضه على ما يبدو، والحكومة الإسرائيلية هي الآن في مأزق، فقد كانت حسابات ثالوثها سواء أولمرت أو ليفني أو باراك أن تستطيع بالطيران خلال خمسة أيام من إنهاء قيادات المقاومة في غزة عن طريق اصطيادها في أماكن تواجدها".

 

وذكر نعمان بأن إسرائيل قامت بمجهود كبير من أجل رصد جميع تحركات قادة المقاومة وجمع المعلومات عنهم وتحديد تسلسلهم التنظيمي وأقاربهم، كل ذلك من أجل رصد أماكن تواجدهم حيث يمكن أن يكونوا، لكن هذه الخطة فشلت فاضطرت إلى تمديد المرحلة الجوية ثلاثة أيام إضافية، ثم فشلت فاضطرت لدمج المرحلتين الجوية والبرية، وبدأت المرحلة البرية بجس نبض المقاومة على أطراف التجمعات السكنية أيضا فشلت، ولم تستطع إسرائيل الدخول إلى قطاع غزة بما هو تجمعات سكنية، على الرغم من دخولها إلى بعض الحقول وإلة مستعمرة نتساريم، ولكنها لم تستطع أن تلحق هزيمة بالمقاومة، ولذلك فهي الآن في مأزق: هل تستأنف القتال وتغامر بالدخول إلى النواة الصلبة للمقاومة أم تتوقف عند هذا الحد وتعطي الجهود الديبلوماسية مداها؟ ولا أعتقد أنها ستستطيع التوصل لقرار على غرار 1701 بل سيكون أي قرار دون ذلك، لأن ما فشلت فيه إسرائيل عسكريا لا تستطيع أن تفلح فيه سياسيا"، كما قال.

 

واستبعد نعمان أن توسع إسرائيل حربها فتستهدف حزب الله وسورية، وقال: "أعتقد أن إسرائيل غير قادرة على فتح جبهات جديدة في جنوب لبنان وسورية، فإسرائيل بالكاد تستطيع مواجهة الجبهة الجنوبية في غزة، وبالتالي فتح جبهة جديدة في جنوب لبنان أو سورية هذا مستحيل، ذلك أن إسرائيل جهزت جيشها للقتال في حروب نظامية، لكن المقاومة جهزت نفسها لحرب عصابات، وفي هذه الحرب برهنت إسرائيل أنها غير قادرة على النصر، كما أن المقاومة فاجأتها في سلاح الجو بامتلاكها للصواريخ، ويبدو أن المقاومة أحسنت صناعة الصواريخ قصيرة المدى، وهي من خلال شبكة الانفاق التي أوجدتها بين غزة ومصر استطاعت من تهريب آلاف الصواريخ متوسطة المدى، وهي تطلق اليوم صواريخ وصلت إلى عسقلان وأسدود وبئر السبع، وكل هذه المستوطنات تبعد نحو 40 كلم عن غزة، حتى أن أوساطا عسكرية إسرائيلية سربت لصحيفة هاآرتس أن المقاومة تملك صواريخ بمدى 60 كلم يمكنها أن تصل إلى تل أبيب، ولذلك فالمقاومة في وضع جيد وهي تشاغل إسرائيل مشاغلة جيدة، وعندما لا تفوز إسرائيل عسكريا فإنها لن تفوز سياسيا. ولهذا لن تستدرج سورية وحزب الله لسببين: الأول لأن إسرائيل مشغولة في غزة، والثاني أن سورية وحزب الله قرارهما بيدهم ويفتحون المعركة عندما يريدون ذلك".

 

وأعرب نعمان عن أسفه لاستمرار الانقسام العربي بشأن المقاومة، وأكد أن بعضا من عرب الاعتدال يسره هزيمة المقاومة في غزة، وقال: "لا أغالي إن قلت إن أي انتصار لإسرائيل هو انتصار لبعض عرب الاعتدال، لأنه ثبت أن بعضا من هؤلاء متواطئ مع إسرائيل، وبعض من هؤلاء يرى أن انتصار المقاومة يشكل خطرا عليهم إذا ما تحالفت مع إيران، ولذلك أجزم أن بعض زعماء عرب الاعتدال كما قال أولمرت اتصلوا به وشجعوه لمقاتلة "حماس"، خصوصا أنه قال ما قال بصيغة تسجيلية ولم يسم أحدا، كما لم يكذبه أحد، ولذلك أقولها دون مغالاة إن انتصار إسرائيل هو انتصار لعرب الاعتدال وإخفاقها هو إخفاق لهذا الفريق من العرب المعتدلين"، على حد تعبيره.