خبر هكذا سيتم الحسم /معاريف

الساعة 09:00 ص|07 يناير 2009

هكذا سيتم الحسم /معاريف

بقلم: عوفر شيلح

 

        (المضمون: المعجزة الحقيقية اليوم لن تكون اذا كان سيتقرر احتلال غزة او الخروج، بل اذا كان سيتخذ قرار يتجاوز المصادقة او عدم المصادفة على حملة اخرى. المعجزات، بشكل عام، لا تحصل -   المصدر).

1. الوزراء سيتوجهون اليوم الى جلسة المجلس الوزاري السياسي – الامني الذي سينعقد للبحث في استمرار "رصاص مصهور". هذا ايضا جزء من القائمة التي اعدتها لجنة فينوغراد: احدى المسائل التي لم تجد جوابا لها كانت لماذا لم ينعقد المجلس الوزاري في 11 آب حتى ولو هاتفيا، لاعادة المصادقة على قراره في الحملة البرية النهائية (ما نفذ كان مغايرا تماما عما تقرر قبل يومين من ذلك). إذن هذه المرة ستكون جلسة، وسترفع الاصابع وهذه لن تنشر على الملأ – وتحت تهديد آلة الكذب لن تسرب ايضا، الى أن تتحرك القوات. في نظر معظم مواطني اسرائيل هكذا ينبغي للامر أن يكون. ولا يوجد ما يفرح اكثر من عدم المعرفة. 

        المواقف في المدخل الى الغرفة معروفة. هذه المرة لن يكون فيها رئيس أركان كفاحي يدفع الحاضرين نحو اقرار اقتراح الجيش (وليس أي اقتراح غيره) الان، وعلى التو. بحيث أن الاغلبية – كما ينبغي الافتراض – ستبقى في مواقفها الاساس، التي لم تتغير كثيرا في الايام العشرة الاخيرة.

        وزير الدفاع ايهود باراك سيعرض استمرار النشاط العسكري. تفاصيله التكتيكية غير مهمة. واضح أن معناه هو ادخال قوات اخرى الى غزة وتقدم آخر في المنطقة – وقوات دخلت، والتي تعني تعهد آخر، من الصعب جدا اخراجها دون رؤية نجاح آخر. وعن ذلك سيقول باراك انه يجب ان يكون واضحا للجميع بان المعنى هو بقاء طويل داخل المنطقة. اذا لم تكونوا مستعدين لذلك، سيقول رئيس الوزراء – هذا ما قاله في كل الجلسات حتى الان – لا توقعوا على الخطوة. كي لا تقولوا انكم لم تعرفوا.

        باراك يريد تهدئة محسنة، ولكن ليس واضحا مع من يمكن بناء تهدئة كهذه. فلا يمكن، كما يلمح بلطف من اقوال وزير الدفاع، تحقيق انجازات، إذ ان الالية الدولية (التي ليس هو المسؤول عن تحقيقها، بالطبع، بل واحدة ما اخرى) لم تنشأ. وهو سيبث للوزراء بانه جد غير راغب في مواصلة الحملة البرية. رئيس الاركان اشكنازي سيقول ما قاله في جلسة الحكومة في بداية الاسبوع – حتى تعميق الحملة هو ايضا لا يعني بالضرورة انهيار حكم حماس. ولكنهم لن يقولوا اشكنازي يعتقد عن حق بان هذا ليس من مهمته، وباراك لا يريد، ان يكون البديل الحقيقي للامر الذي لا يريدونه هو الخروج من غزة فورا والاستناد الى الردع الذي حققته اسرائيل في الايام العشرة الاخيرة. وبدلا من ذلك، فان البديل الذي ستنطوي عليه اقوال وزير الدفاع سيكون حل دولي متعذر، او "تعميق وتوسيع".

        وزيرة الخارجية تسيبي لفني ستتحدث عن اتفاق بدون حماس، اساسه منع التهريب من الاراضي المصرية. هي ايضا تعرف بان مثل هذا الامر معقد، يستدعي مفاوضات حساسة، صعب اجراؤها تحت ظروف الزمن والضغط الحالية. والا، وقد سبق للفني ان قالت ذلك، يجدر الخروج فورا. ولكنها ستبث، هكذا وزير في اسرائيل يفكر بانه يتعين عليه أن يفعل، انه يجب المواصلة الى أن تتجسد هذه التسوية.

        النائب الاول لرئيس الوزراء حاييم رامون سيكرر ما قاله في الجلسة السابقة: يجب دفع حكم حماس الى الانهيار، بمعنى احتلال المزيد من قطاع غزة والمزيد من الخنق الى أن يتخلوا عنه. اذا لم يكونوا مستعدين لذلك، سيكرر رامون القول، فيجدر الخروج فورا. ولكنه لن يقصد بذلك حقا خيار الخروج. على أي حال ما يريده هو يتحقق حاليا خطوة إثر خطوة.

        ورئيس الوزراء ايهود اولمرت؟ الكثير كتب في الايام الاخيرة عن السر الذي في قلب اولمرت. يكاد يكون كل متحدث يقول انه يعتقد ان رئيس الوزراء يفكر مثله. ولكن اذا ما حاكمنا الامور حسب التجربة، فان اولمرت لن يكون اول من يطرح خيار الخروج على الطاولة. فهو لم يفعل ذلك في 9 آب 2006، عندما اعتقد حقا ان الحملة البرية التي يقترحها الجيش الاسرائيلي اشكالية، ولا حتى بعد يومين من ذلك حين اعتقد (وقال في محفل مغلق قبل يوم من ذلك) بانها لا داعي لها وستكلف ضحايا عابثة.

        وهكذا سيتم الحسم. اذا كان سيكون لمواصلة الخطوة العسكرية، فان هذا سيكون ما لا يسارع باراك واشكنازي اليه (وقد عرف وزير الدفاع كيف يعلل ذلك جيدا في الجلسات السابقة)، ولفني غير ملتزمة به، وبدون الالتزام الذي يطالب به رامون بانهيار حماس حتى النهاية، والله يعرف ماذا يفكر به اولمرت. هكذا تتخذ القرارات وتتدحرج الخطوات العسكرية في اسرائيل، من الايام الستة في العام 1967 وحتى حانوكا 2009.

        2. في هذه الاثناء على الارض، القوات تواصل. السياسة التي توجه خطاهم هي قبل كل شيء الحذر، لا يوجد ما يدعو الى السرعة أو حيث يمكن الوصول. وعندما لا يعملون فانهم يوجدون في "حالة دفاع"، ويستخدمون كل مأوى محتمل للامتناع عن الاصابة، وحين يعملون، "يقضمون" قليلا وينتظرون الرد ويحاولون المس بالاشخاص والكشف عن وسائل القتال. هذا ما يريد عمله الجيش الاسرائيلي بالقوات الحالية، طالما لم يتخذ قرار سياسي عما ينبغي عمله.

        هذا الثقل والحذر يردع حماس من هجوم ناجع، بقدر ما هي قواتها على الارض قادرة عليه، على القوة العسكرية الاسرائيلية. الجانب الاخر من ذات العملة يجد تعبيره في جملة الاحداث لنار قواتنا على قواتنا. صحيح، مثل هذه الامور حصلت في كل حروب اسرائيل. في حرب لبنان الاولى كان نحو 50 من بين 200 قتيل في الاسبوع الاول اصيبوا بنار "ثنائية". وعندما يكون الكثير من القوة داخل منطقة مكتظة، فان هذا قد يحصل.

        الحدث الذي قتل فيه ثلاثة مقاتلي جولاني أول أمس بدأ اساسا وكأنه خطأ في التشخيص، شيئا مشابها لما حصل لوحدة دوفدفان في عصيرة الشمالية في الصيف – سوء فهم في تشخيص البيت أدى الى أن تشخص الدبابة كعدو وحدة اسرائيلية.

        "انتم تقولون ما تريدون، ونحن نطرح ما يعنيه ذلك ونعرف كيف ننفذ"، قال رئيس الاركان اشكنازي للقادة السياسيين على مدى اشهر. ولكن في اسرائيل لا تجري الامور على هذا النحو: في اسرائيل مثلما قالت لفني حين وصفت حرب لبنان، "صادقنا على حملة اخرى وحملة اخرى، 34 يوما".

        المعجزة الحقيقية اليوم لن تكون اذا كان سيتقرر احتلال غزة او الخروج، بل اذا كان سيتخذ قرار يتجاوز المصادقة او عدم المصادفة على حملة اخرى. المعجزات، بشكل عام، لا تحصل.