خبر مشعل: لن نموت في صمت ومستعدون لتهدئة جديدة تتضمن رفع الحصار وفتح المعابر

الساعة 11:53 م|06 يناير 2009

فلسطين اليوم: وكالات

أكد خالد مشعل مسؤول المكتب السياسي لحماس في مقال له نشرته 'الغارديان' استعداد الحركة للتفاوض على تهدئة جديدة تتضمن تطبيق شروط التهدئة السابقة والانسحاب الكامل من قطاع غزة.

 

واستعرض في المقال وحشية العملية العسكرية وان إسرائيل بعمليتها البربرية التي لا تفرق بين مدني ومقاتل تعبر عن حس إسرائيلي يرى أن أي طرف فلسطيني يريد التفاوض فعليه التفاوض ضمن الشروط الاسرائيلية.

 

واكد ان حماس التزمت بالتهدئة والتي خرقتها إسرائيل بشكل دائم. وجاء في المقال الذي حمل عنوان ' هذه الوحشية لن تكسر أبدا إرادتنا كي نكون أحرارا': 'شعبي في غزة حوصر لثمانية عشر شهرا من البر والبحر والجو داخل أكبر سجن في العالم.' وقدم مشعل في المقال قائمة بالمعاناة الفلسطينية تحت الحصار وما فعلته حماس للالتزام بالتهدئة على الرغم من الخروقات الاسرائيلية لها. واكد مشعل ان حماس كانت مستعدة لتجديد التهدئة مقابل التزام اسرائيل بتعهداتها وهي وقف عمليات القتل والخرق وفتح المعابر ورفع الحصار، لكن دعوة حماس سقطت على اذان صماء، بل انه اكد ان حماس مستعدة لبحث تهدئة جديدة وفق شروط تتضمن رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح كل معابر القطاع بما فيها معبر رفح وسحب كامل للقوات الغازية من غزة. ويرى مشعل ان اسرائيل لا تريد الا اتفاقا من جانب واحد، يتضمن وقف اطلاق النار يلتزم به الفلسطينيون فيما تواصل هي عملية القصف والتجويع والاغتيالات والتوغلات والاستيطان الاستعماري. واضاف ان اسرائيل ترغب بوقف 'كريم' لاطلاق النار لا تلتزم هي به. والمح الى ان التهدئة الاولى تضمنت الى جانب غزة شروطا تتعلق بالضفة وهو ما لم تلتزم به اسرائيل ابدا. وقال ان من يدعو حماس لوقف المقاومة يعبرون عن موقف سخيف. وفي الوقت الذي يتغافلون فيه عن افعال المعتدي والمحتل، الذي يملك اكثر الاسلحة فتكا يقومون بلوم الضحية. ويشير الى صواريخ القسام البدائية والمصنعة محليا بأنها في الحقيقة صوت عال للفلسطينيين يعبرون فيه عن الاحتجاج على العالم. وقال ان اسرائيل ورعاتها من الامريكيين والاوروبيين 'يريدون منا أن نقتل في صمت. لكن لن نموت في صمت.' وقارن مشعل بين حصار غزة وحصار عرفات في المقاطعة عندما رفض التوقيع على المطالب الاسرائيلية، حاصروه ثم قتلوه بالسم. وختم مقاله قائلا ان شهوة اسرائيل لا يرضيها الا الدمار والقتل والمعاناة في غزة.ولكنها ستواجه في غزة نفس المصير الذي واجهته في لبنان. لن يكسرنا الحصار أو القصف ولن نستسلم أبدا للاحتلال.' وكان قد اشار في المقال ان بحر الدم والدمار الذي يسيل في غزة تم بناء على ذرائع خاطئة واكاذيب، تم من خلالها قتل عائلات كاملة وهي نائمة، فبدلا من فتح المعابر قامت بتضييق الحصار على المواطنين وقطع الماء والكهرباء وقتل الغزيين اثناء التهدئة بالمئات. وقال ان صواريخ لم تطلق من الضفة الغربية ومع ذلك قتل فيها 50 فلسطينيا ومئات جرحوا في الوقت الذي واصلت فيه اسرائيل سياساتها التوسعية. وقال ان ما تريده اسرائيل من الفلسطينيين هو رضاهم بما تتكرم عليهم به من كرتونات محاطة من كل الاتجاهات. واضاف ان غزة تبدأ عام 2009 مثلما بدأت العام السابق، ففي الفترة ما بين كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) قتلت اسرائيل 140 غزيا. وقبل غزوها لبنان عام 2006 امطرت اسرائيل غزة بالقنابل التي قتلت 240 من اهلها. وانتقد مشعل دفاع ما اسماه العالم الحر عن مجازر اسرائيل التي تختلف في التبريرات لكنها تتشابه في الوسائل. وتحدث عن تشوش القيادة الاسرائيلية وتغييرها مبررات الدمار، مؤكدا انه مثلما فشلت في لبنان فستفشل في غزة. وتحدث عن وحدة شعب غزة وارادة المقاتلين الذين الحقوا هزائم في صفوف الجيش الاسرائيلي وان لا احد يكسر ارادتهم واصرارهم على الحرية. وعبر عن خيبة امل الفلسطينيين بالرئيس المنتخب باراك اوباما الذي صمت على مذابح غزة واندفع بقوة لشجب هجمات مومباي. وقال ان اهل غزة لن يستسلموا للاحتلال ويرضخوا له.

 

إسقاط حماس هو الهدف

انتبهت الصحف البريطانية او بعضها على الاقل اخيرا ان العملية الاسرائيلية الجارية في غزة لم تعد تهدف الى تحقيق اهداف امنية محددة، من مثل وقف اطلاق الصواريخ وتدمير الانفاق ووقف تهريب السلاح، بل صار عنوان العملية هو اسقاط حماس. ومن هنا التفتت صحيفة 'الغارديان' الى ان عنوان العملية هو تدمير كل البنى التحتية التي يمكن ان تحكم من خلالها حماس، ونقلت عن مسؤولين امنيين في الاستخبارات قولهم ان العملية تحقق اهدافها. وقالت ان خطط العملية ومسارها يعمل على التأكد من ان حماس ستنهار في النهاية بشكل لا تعود فيه قادرة على الحكم. واشارت الى ان المسؤولين الاسرائيليين متأكدون ان تغيير المعادلة في غرة سيؤدي الى سقوط حماس. ولاحظت ان الدبابات الاسرائيلية تستهدف كل شيء من السوق المركزي ومركز المدن الفلسطينية في الوقت الذي تدور فيه معارك على اطراف غزة. وقال ان الثقة التي تتحدث فيها وزيرة الخارجية تسيفي ليفني، عن رفض اي مقترح لوقف اطلاق النار تعكس ثقة النخبة المسؤولة في المؤسسة الاسرائيلية من ان الهجوم الذي بدأ بحملة ترويع وصدمة قد ادى الى الاضرار بشكل كامل بقدرات حماس العسكرية والسياسية على حكم غزة وان هناك اعتقادا بينهم انه في ظل الدمار والقتل وتزايد اعداد الشهداء بين المدنيين وغياب القيادة عن المشهد فان حماس لن تعود ابدا لقيادة غزة. ولم يوفر القصف الاسرائيلي اي بناية من المؤسسات العامة من مراكز تدريب الشرطة الى المجلس التشريعي ووزارة العدل وحتى المؤسسات التعليمية. واشارت الى الاستراتيجية التي اتبعتها اسرائيل منذ بداية العملية وهي عدم التأكيد على 'تغيير النظام' وتصوير الحرب على انها دفاعية وذلك حتى لا تؤثر على الدعم الدولي الذي حظيت به اسرائيل. ولكن تصريحات ليفني ورئيس شين بيت تشير الى النية الحقيقية وراء العملية وهي القضاء على الحركة الاسلامية وهو ما اكده رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية ومدير الاستخبارات اللذان اكدا ان حماس تلقت ضربة قوية. ويرى الاسرائيليون ان حماس باتت معزولة دوليا واقليميا ومحليا وهم واثقون من ان الفلسطينيين يعارضونها الان. وتهدف اسرائيل الان للضغط على حماس واجبارها على اتفاق يضعها تحت امرة السلطة الوطنية في رام الله. ونقلت عن مفاوضة فلسطينية سابقة قولها ان العملية قوت التضامن مع حماس ولكنه ليس دائما ومن المتوقع ان تؤثر العملية على الحركة وتكلفها سياسيا. وقالت ان الغزيين يتضامنون مع حماس الان وهم تحت النار ولكن عندما ينجلي الغبار فالامور ستكون مختلفة.

كابوس قوات حفظ السلام

روبرت فيسك في صحيفة 'الاندبندنت' تحدث عن مصاعب نشر قوات حفظ سلام في غزة قائلا انها ذريعة معروفة لمهمة مستحيلة التحقيق، خاصة ان الفلسطينيين حاولوا من قبل تدويل النزاع منذ ان طلب ياسر عرفات حماية دولية تقدمها قوات الامم المتحدة بعد انهيار اتفاق اوسلو. وفي كل المرات كانت اسرائيل ترفض. وقال ان المثال الجيد هي القوات الدولية التي نشرت في الخليل بعد مذبحة الحرم الابراهيمي والتي تم تعطيل عملها بشكل دائم من المستوطنين اليهود وفي النهاية اختفت بشكل كامل. وقال ان الاونروا تقوم برمي الخيام والطعام لاحياء الفقر الفلسطينية في المخيمات لاجيال.

ويتساءل ان شبح عرفات قد يراقب تدويل القضية الفلسطينية في ضوء امكانية فشل اسرائيلي في غزة. واشار الى تجربة الامم المتحدة مع قوات حفظ السلام في لبنان من وحدات اليونيفيل التي دخلت هناك عام 1978 الى الوحدات الجديدة بعد حرب لبنان الاخيرة. ويقول ان اسرائيل في كل العمليات كانت ترفض الاستجابة لمطالب الامم المتحدة بل في بعض الاحيان كانت الاستخبارات الاسرائيلية تمر عبر نقاط تفتيش قوات سلام الامم المتحدة لاغتيال معارضي جيش لبنان الجنوبي. وقال ان اسرائيل دائما ما حاولت تشويه سمعة قوات حفظ السلام من كونها متعاطفة مع الفلسطينيين والارهابيين ومعادية للسامية بل واتهمت قوات فيجية بعمليات نشر الايدز. واشار لمعوقات نشر القوات او المراقبين الدوليين لمراقبة خروقات وقف اطلاق النار من حماس او اسرائيل. والحل وان كان يبدو بسيطا في غزة ولكن الفلسطينيين سيطالبون بقوات مماثلة في الضفة الغربية التي تشوشت فيها الخطوط منذ عام 1967 بسبب التوسع والاستيطان مما سيحول قوات حفظ السلام الى كابوس لان اسرائيل مصممة على مشاريعها التوسعية.