"إسرائيل" أدركتْ عدم قدرتها إخضاع المقاومة

خبير عسكري: المقاومة ردتْ الصاع صاعين وثبتت قواعد الاشتباك بالحديد والنار

الساعة 02:12 ص|10 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

أكَّد الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تمكَنت من تثبيت قواعد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أنَّ المقاومة استطاعت ان تتحكم في مسار أحداث الجولة الأخيرة بحنكةٍ وحكمةٍ عالية.

وأوضح عريقات في حديث صحفي أنَّ الغرفة المشتركة للمقاومة نجحت في ردِ الصاع الصاعين للاحتلال الإسرائيلي الذي حاول خرق قواعد الاشتباك لصالحه، مشيراً إلى أنَّ "المقاومة قالت كلمتها وكانت كلمتها هي العليا في الميدان".

ويرى عريقات أنَّ المقاومة صدمت القيادة الإسرائيلية على المستوى الأمني والسياسي والعسكري من خلال ردها على محاولة إسرائيل المساس بقواعد الاشتباك، مشيراً إلى أنَّ المقاومة أفقدت نتنياهو وحكومته القدرة على السيطرة والتوزان وكيفية التعامل معها؛ الأمر الذي أربك الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي وصفت نتنياهو وأعضاء المجلس الوزاري المصغر بـ"الأرانب".

وقال عريقات: "الجولات التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في الآونة الأخيرة أسست لقواعد اشتباك مفادها أنَّ القصف بالقصف، والهدم بالهدم، والدم بالدم، بمعنى انه لن يكون هناك عدوان بدون ثمن، وأن الجزاء سيكون من جنس العمل، وأن العدوان على غزة ليس نزهة"، مضيفاً "ندرك جيدًا أن ميزان القوى مختل لصالح إسرائيل؛ لكن ما يعادل ذلك الخلل هو الإرادة القتالية العالية التي يبديها عناصر المقاومة في الميدان، إضافة لاحتضان وتمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة.

ويرى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي غير قادرة على التعامل مع قطاع غزة كحالة مقاومة لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي خيار أمام نتنياهو وحكومته إلا الرضوخ أمام المطالب والحقوق الفلسطينية، والتفاوض مع المقاومة ليس على أساس أنَّ إسرائيل القوة القادرة على فرض شروطها، وإنما على أساس واضحٍ أنَّ هناك قوة فلسطينية ممثلة بالمقاومة قادرة على فرض رؤيتها وأجندتها في الميدان.

وذكر أنَّ المعادلة الجديدة التي فرضتها المقاومة في الميدان عززت عامل القلق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأدت لتآكل صورة قوة ردع جيش الاحتلال، وعززت عدم قدرة حكومة نتنياهو على التعامل مع المقاومة في غزة على أكثر من صعيد، فلا استطاعت أن تحسم المقاومة العسكرية، ولا هي استطاعت أن توقف مسيرات العودة السلمية قرب السياج الفاصل، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو فشلت فشلاً ذريعاً أمام صمود المقاومة الفلسطينية.

ويعتقد عريقات أنَّ جميع الاستراتيجيات الإسرائيلية فشلت أمام إرادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لسببين، الأول أن الشعب الفلسطيني أبدع في مسيرات العودة وأدواتها المختلفة، والسبب الثاني أن المقاومة استطاعت أن تبني قدراتها وأن لا تسمح لإسرائيل بفرض معادلاتها.

وقال: عندما فشل نتنياهو في مواجهة مسيرات العودة السلمية، حاول كسر المسيرات من خلال عسكرتها من خلال التصعيد العسكري ففشل في كسر مسيرات العودة، وفشل في فرض قواعد اشتباك جديدة لصالحه.

ويرى أنَّ المقاومة استطاعت أن ترسل رسائل قوية إلى الاحتلال الإسرائيلي في الجولات القتالية الأخيرة والتي من بينها توسيع نطاق المستوطنات المستهدفة، وهي رسالة لإسرائيل مفادها "أن المقاومة قادرة على توسيع نطاق قصفها إذا ما وسعت من عدوانها على قطاع غزة".

وعن التنسيق بين فصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة، أشار عريقات إلى أنَّ التنسيق الكبير بين المقاومة يربك ويزعج الاحتلال الإسرائيلي ويقوي الموقف الفلسطيني، لافتاً إلى أنَّ التنسيق يدل على أنَّ تلك الجولة من القتال كانت قراراً جماعياً وليس قراراً فردياً، وأنَّ العلاقة بين فصائل المقاومة وصلتْ مرحلة التناغم الكامل، متمنياً أن تنعكس الوحدة الميدانية على الوحدة السياسية والقرار الذي يؤسس لأن يعمل الكل الفلسطيني ضمن استراتيجية فلسطينية موحدة.

واختتم الخبير العسكري حديثه قائلاً "الأمور تسير نحو إدراك المستوى الأمني والعسكري والسياسي الإسرائيلي أنَّ المقاومة اليوم ليست المقاومة في السابق، وأنه من الصعب إخضاعها".

واستشهد 3 مواطنين بينهم سيدة وطفلة واصيب العشرات، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة الليلة الماضية وفجر ومساء اليوم.

فيما ردت المقاومة على العدوان بقصف عشرات المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة بعشرات القذائف والصواريخ، والتي اسفرت عن إصابة عدد من المستوطنين ووقع أضرار ببعض المنازل.

ويأتي العدوان الإسرائيلي في ظل أجواء متوترة يشهدها القطاع منذ أول أمس بعد استشهاد عنصرين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) بقصف مدفعي إسرائيلي لموقع للمقاومة أثناء مناورة تدريبية.

كلمات دلالية