خبر « هآرتس »: ثمن العناد الاسرائيلي حول الخروج من غزة هو جنود قتلى

الساعة 12:51 م|06 يناير 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

 اثارت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الثلاثاء تساؤلات حول الثمن الباهظ الذي ينتظر الجيش الاسرائيلي منذ بدء عدوانه البري على قطاع غزة.

 وكتب مراسليها آفي هاريل وآفي ايشخاروف ان عناد القادة العسكريين ادى الى تجاهلهم للخسائر المتوقعة في ارواح جنودهم التي بدأت في معارك حي الشجاعية التي قتلت فيها المقاومة ثلاثة جنود دفعة واحدة.

 واشارا الى ان ثمن الخروج من القطاع كما هو متوقع سيكون الكثير من جثث الجنود الاسرائيليين. وكتب مراسلا الصحيفة: "ان أولئك الذين يريدون التعامل مع التأجيل في ايجاد استراتيجية خروج دبلوماسية للحرب على غزة وكأنها مرسوم الهي يجب أن يأخذوا بالحسبان أنه في نهاية هذا التصميم هناك خسائر. والتأجيلات المتكررة في المضي قدما بعملية "الرصاص المسكوب"، أولا قبل العملية البرية والآن في الطريقة البطيئة التي تسعى فيها اسرائيل لـ"نقاط خروج" لها ثمن. ونحن بدأنا الآن في تسديده.

 

ومنذ بداية "الرصاص المسكوب" أشاد معظم أعضاء الحكومة والجيش بأنفسهم بشأن التطبيق الشامل لتوصيات لجنة فينوغراد من حرب لبنان الثانية. ولكن انتقادات لجنة فينوغراد للتنسيق السيء بين التحرك العسكري والانجازات الدبلوماسية يبدو أن له أهمية في هذه الجولة أيضا. ومعظم الجيش في المستوى العملياتي يدفعون باتجاه مواصلة العملية في عمق منطقة "حماس". وهذا بالضبط ما هو متوقع منهم.

 

وعلى عكس ذلك، كان رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي حذرا جدا في عرض الأخطار والفرص خلال اجتماع الحكومة بعد ظهر الجمعة. ومن المرجح ان يكون أشكنازي راضيا بنهاية سريعة للعملية البرية، في الأيام المقبلة. ولكن مع حقيقة ان كلا من وزير الجيش ووزيرة الخارجية يبدءان نهارهما بمحاولة تحديد كيفية احباط نجاح بعضهما البعض، وفي الوقت الذي يلهو فيه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بفكرة تحطيم "حماس"، فليس من العجيب أن اي حل دبلوماسي ما يزال بعيدا.

 

لقد أدخل الجيش الاسرائيلي آلة حرب مدمرة الى قطاع غزة لمواجهة آلاف من الارهابيين ومقاتلي حرب العصابات الذين كانوا يتدربون منذ أشهر استعدادا لاجتياح محتمل. وتتقدم القوات وسط منطقة مبنية ومحصنة ومفخخة، ومن خلال القيام بذلك فانها تعرض نفسها لخطر كبير.

 

وكان أشكنازي قد قال في المباحثات الأولى أن استخدام قوة نارية كبيرة سيكون حتميا حتى في أكثر المناطق السكانية اكتظاظا بالسكان. والحل الاسرائيلي يكون بذلك من خلال اظهار عدوانية لحماية الجنود لاقصى حد ممكن.

 

ان هذه هي "قواعد جورجيا"، وهي ليست بعيدة جدا عن الأساليب التي استخدمتها روسيا في نزاعها الصيف الماضي. والنتيجة هي قتل عشرات من الفلسطينيين غير المحاربين. ان الفرق الطبية الفلسطينية ربما لم تصل الى جميعهم بعد.

 

وعندما تدخل قوة اسرائيلية في ورطة، كما حدث في الشجاعية الليلة الماضية، يتم المباشرة باطلاق نيران كثيفة على المناطق المبنية لتغطية التخليص. وفي حالات اخرى، فان سلسلة من التفجيرات تنفذ عن بعد لتفجير ألغام "حماس". وهذه وسيلة تخلف مساحة من الدمار تقضي على شوارع كاملة، ولا تفرق بين الأهداف العسكرية ومنازل المدنيين.

 

ومن وجهة نظر المقاومة، فان معركة الشجاعية التي أوقعت ثلاثة جنود اسرائيليين قتلى يوم الاثنين هي أول انجاز هام. وللمرة الاولى، أثارت النشرات الاخبارية الاسرائيلية مسألة ما اذا كان من المجدي للعملية أن تستمر.

 

وعندما دخل الجيش الاسرائيلي الى القطاع برا ليلة السبت، تجنبت "حماس" الاشتباك معه مباشرة. وفقط عندما بدأ الجنود بعمل التحضيرات للبقاء، ومن بينها الاستيلاء على منازل فلسطينية، فان المجموعة الفلسطينية بادرت الى تحدي الغزاة من مدى أقرب.

 

وفي الوقت الذي تكبد فيه الفلسطينيون حتى الآن 582 شهيدا واكثر من 2700 جريح، فان معركة الشجاعية كانت الانتقام الأول من جانب شعب غزة. وحتى هذه المعركة ليلة امس، بدا بأن ضائقة "حماس" تدفعها باتجاه حل دبلوماسي. وتوجهت "حماس" الى مصر كوسيط، على الرغم من العداوة بين القاهرة و"حماس". ورغم هذا، فان مقترح وقف اطلاق النار المصري بدا وكأنه لا يسمح لـ"حماس" بعرض أية انجازات هامة في نهاية القتال. ومصر تريد من "حماس" وقف القتال من دون شروط مسبقة لفترة غير محدودة، والدخول في مفاوضات من دون جدول زمني. وتعتزم مصر أيضا على ما يبدو التحرك بشكل جدي أكثر لوقف التهريب الى غزة من أراضيها. وترى القاهرة في العملية الاسرائيلية فرصة لتسوية الحسابات مع "حماس" لانها لم تجدد للحوار مع حركة "فتح".