خبر مرهج : صمود المقاومة في غزة أسطوري له ما بعده سياسيا وعسكريا

الساعة 10:02 ص|06 يناير 2009

فلسطين اليوم - غزة

وصف وزير لبناني سابق معارك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد القوات الإسرائيلية بأنها معارك أسطورية تجاوزت كل التوقعات بدأت تداعياتها السياسية والعسكرية بالظهور إقليميا وعربيا ودوليا.

 

وأوضح وزير الداخلية اللبناني السابق بشارة مرهج في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن استمرار المعركة الإسرائيلية في غزة طيلة هذه الأيام دون أن تحقق أهدافها في وقف الصواريخ أو استئصال المقاومة يؤكد عمليا بطلان النظرية الإسرائيلية التي كانت ترى أن غزة أصبحت ناضجة للسقوط بعد سنوات من الحرب المتقطعة والحصار الشامل، وقال: "صمود "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة هوصمود أسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأن استمرار القتال حتى الآن يبرهن على أن أهل غزة والمقاومة مصممون على مواجهة العدو بشكل لم يسبق له مثيل. وهذه المواجهة تمثل أرقى أشكال الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وتتكافأ مع معركة تموز 2006، كما أن ضراوة المعركة تشير إلى شجاعة أهالي غزة والمقاومة، وتؤكد صوابية الخيارات الأساسية التي تم اتخاذها في ضوء المعاناة المتواصلة التي عاشوها طيلة السنوات الماضية، وهو ما شكل تجربة استثنائية في حياة القطاع".

 

وأشار مرهج إلى أن المعركة التي تجري على الأرض بين المقاومة والقوات الإسرائيلية هي تاريخية بأتم معنى الكلمة، وقال: "يشهد القطاع حاليا معركة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنه محاصر بالدرجة الأولى وليس له أي منفذ يتلقى منه الدعم العسكري أو الاقتصادي فضلا عن الحصار السياسي الذي تشارك فيه أطراف كان عليها أن تقف إلى جانبه، هذا الوضع الميداني يعطي صورة عن شجاعة المقاومة وتصميم أهل غزة على الصمود، وبالتالي حال غزة ليس لها مثيل في التاريخ، فهي تتعرض لحرب من جيش دولة قوية في الوقت الذي تعاني فيه حصارا وتنهال عليها المواقف السياسية من كل جانب، لذلك أعتبر هذه الأيام السابقة من المعركة صمودا فوق العادة ويسجل تاريخيا".

 

وأكد مرهج أن معارك غزة لن تمر دون تداعيات، وأن أثرها لن يتوقف عند غزة، وقال: "واضح أن تداعيات معركة غزة بدأت في مختلف أنحاء العالم، فهذه أول مرة يشهد فيها العالم مظاهرات تأييد للقضية الفلسطينية في حين لم نشهد مظاهرة واحدة مؤيدة لإسرائيل، وهذا يجب أن يقف عنده المراقبون ولا سيما الأنظمة العربية المرتبطة بالأجندتين الأمريكية والإسرائيلية والتي لا تقبل بأن تتخذ مواقف سياسية حازمة تتلاءم وتطلعات شعوبها، فلا يجوز أن تمر هذه المناسبة دون أن تسحب هذه الدول وتحديدا مصر لسفرائها من إسرائيل وتقطع علاقاتها السياسية والاقتصادية بها، وتوقف تصدير الغاز والبترول إلى إسرائيل الذي تستخدمه لتسيير الدبابات لقتل أهل غزة، بينما تمنع مرور المساعدات الغذائية والدوائية عن غزة".

 

ولفت مرهج الانتباه إلى أن الحرب الإسرائيلية ضد غزة لم تبدأ في الأيام العشرة الماضية وإنما هي حرب طويلة لسنوات، وأن تحويلها الآن إلى هذا الشكل الكثيف من العمليات العسكرية كان بسبب رؤية داخل إسرائيل كانت تظن أن غزة أصبحت ناضجة للسقوط، وأضاف: "لهذا ستكون التداعيات كبيرة على صعيد الأنظمة العربية ولا أعتقد أن أحدا بمقدوره تفادي تداعيات هذه الحرب لا سيما على المستوى السياسي"، على حد تعبيره.

 

على صعيد آخر أشار مرهج إلى أن بعض الأطراف العربية التي لا ترغب في انتصار المقاومة هي ذاتها التي تدعو لاستدراج حزب الله وسورية إلى الرد الميداني على العدوان، وقال: "الذين يتحدثون عن الرد الإيراني والسوري ومن حزب الله هم نفس المجموعة التي تنتظر انتصار إسرائيل وسقوط المقاومة، وهم في الوقت الذي يدعون فيه لعدم التورط في هذه الحرب ويؤكدون بأنهم لن يدعوا أحدا يستدرجهم لهذه الحرب، هم أنفسهم الذين يتحدثون عن دور إيران سورية وحزب الله، مما يؤكد على نواياهم المبيتة، فغزة تحتاج إلى كل أشكال الدعم، وأهم أشكال الدعم ما قاله رئيس الوزراء التركي الذي تصرف كأفضل نظام عربي فطالب بوقف العدوان وفك الحصار، وهو موقف لم يستطع أي نظام عربي البوح به. ومن هنا فإن هؤلاء المنتقدين للموقف السوري وقوى المقاومة في لبنان لا يريدون إلا إحراج هذه القوى ليس لنصرة غزة بدليل أنهم لم يقدموا شيئا لها، وإنما لتغيير معادلات المعركة التي هي معركة طويلة الأمد وليست خاطفة كما يريد هؤلاء نصويرها"، كما قال.