خبر من بيت الى بيت / هآرتس

الساعة 09:26 ص|06 يناير 2009

بقلم: الوف بن

        (المضمون:  "توسيع العملية" يمكنه ان يكون التقدم من بيت الى بيت، على نمط "السور الواقي" في الضفة الغربية، بهدف قتل او اسر اكبر عدد من مقاتلي حماس - المصدر).

        الاصابات التي تكبدتها امس قوات الجيش الاسرائيلي في القطاع، لم تثر في القيادة السياسية افكارا عن وقف الخطوة البرية والموافقة على وقف النار. اسرائيل تقترب من قرار باحتلال كامل لغزة. الرسالة التي خرجت امس من القدس كانت انه لا يمكن انهاء حملة "رصاص مصهور" دون انجاز، واذا لم يتوفر في اليومين القريبين حل سياسي مرضي فسيتعين على اسرائيل ان توسع العملية.

        "توسيع العملية" يمكنه ان يكون التقدم من بيت الى بيت ، على نمط "السور الواقي" في الضفة الغربية، بهدف قتل او اسر اكبر عدد من مقاتلي حماس. او حصار غزة من الخارج على نحو يشبه حصار الجيش المصري الثالث في عام 1963 او حصار بيروت في 1982 الى ان يخرج قادة حماس من مخابئهم واياديهم على رؤوسهم. قد يستغرق هذا بضعة اسابيع وربما اكثر. مصادر سياسية تنفي الادعاءات بخلاف في القيادة السياسية بالنسبة لاستمرار العملية، وتصر على ان ايهود اولمرت، ايهود باراك، وتسيبي لفني موحدون في الفهم بانه في الوضع القائم محظور التوقف ويجب مواصلة الحملة حتى الانجاز السياسي.

        مصادر اخرى تروي عن ادعاءات بشأن تآمر وخطوات غير منسقة. باراك يؤمن بان رد الاقتراح الفرنسي بالتوقف عن القتال الاسبوع الماضي كان خطئا ادى الى تفويت نقطة خروج من الحملة؛ اما الان فهو يريد ان يواصل. اولمرت، حسب عدة شهادات، يدفع نحو تعميق العملية. لفني قلقة من خطوة دولية تعطي شرعية لحماس.

        اسرائيل علقت في مضيق: اذا انسحبت الان من غزة ستظهر كمن هربت بعد اول ورطة في المعركة مع حماس. اذا واصلت الاحتلال الكامل للقطاع من شأنها دفع ثمنا اقتصاديا وسياسيا باهظا دون ضمان الانجاز السياسي. المشكلة في هذه الاوضاع هي ان ملاحقة النصر يمكنها ان تكون باهظة اكثر من المقابل.

        مفهوم ان الاحاديث عن احتلال كامل، والكشف المصور عن تدريبات الاحتياط تمهيدا لدخولهم الى غزة، ترمي ايضا للضغط على حماس كي تستسلم، ودفع الاسرة الدولية كي تمنح انجازا لاسرائيل.

        ولكن هذا لا يعني انهم لن يضطروا الى استخدام هذه القوة في نهاية المطاف. الرئيس الفرنسي ننيكولا ساركوزي، شرح امس لاولمرت بان زعماء اوروبا يتعرضون لضغط كبير من الراي العام، تحت انطباع المشاهد القاسية من غزة. واقترح حث اقتراح في مجلس الامن يدعو الى وقف النار وتسوية امنية جديدة في محور فيلادلفيا. يمكن التقدير بان فرنسا تسعى الى تشكيل ونشر قوة دولية. اسرائيل تحاول نسج خطوة مركبة في مركزها تفعيل الية دولية لاحباط تهريب السلاح الى غزة.

        اما مصر فيفترض ان تقدم الغطاء والاذن للعمل في اراضيها. التنفيذ على الارض سيلقى على عاتق قوات امريكية وغيرها. والجهد لن يتم فقط على طول الحدود في رفح بل سيتركز في كل سلسلة التهريبات من ايران وحتى محور فيلادلفيا. هذا يبدو مغامرا مثل فيلم جيمس بوند ومعقدا مثل تفكير ايهود باراك، ولكن اسرائيل ستحاول الاقناع بان استمرار تسلح حماس سيضعضع ما تبقى من استقرار في الشرق الاوسط.

        مصر هي الدولة الاساس في التسوية التي يحثها اولمرت ولفني لوقف تهريب السلاح.

        زيارة مبعوثين امريكيين الى القاهرة ستكون مؤشرا على التقدم. في اسرائيل يؤمنون بان المصريين سيؤيدون الخطوة خشية ان يدفع احتلال غزة الى بوابتهم مئات الاف اللاجئين الفلسطينيين الذين سيهربون من القتال الى سيناء. الخطر من ناحية اسرائيل في التسوية المتبلورة هي ان العلاقات الحساسة مع مصر ستكون متعلقة من الان فصاعدا بنجاح المساعي ضد مهربي السلاح.