خبر محظور الخسارة / هآرتس

الساعة 09:25 ص|06 يناير 2009

بقلم: اريه شفيت

 

        (المضمون:  حملة رصاص مصهور هي حرب – الخط الاخضر. حتى عندما يكون الثمن باهضا واليما يمزق نياط القلب، في هذه الحرب محظور الخسارة – المصدر)

 

        امس هذا بدأ.عندما بدا انه كاد ينتهي، هذا بدأ. ليس فقط القسام في سديروت والغراد في عسقلان. ليس فقط صور الجنود في الحقول. بل اصابات قوات الجيش الاسرائيلي داخل قطاع غزة. مرة اخرى هذه الحرب، التي لا يكفيها ابدا.

        حين سار جنود الجيش الاسرائيلي داخل القطاع في منتهى السبت. سار متظاهروا السلام في جادة ابن جابيرول في تل ابيب. وحملوا اعلاما حمراء شيوعية، اعلام سوداء عدمية، واعلام فلسطين. للوهلة الاولى المتظاهرون كان محقين. فقد حذروا من سفك دماء ومن سخف مصهور. ولكن الاعلام التي رفعوها اثبتت اين اخطأ المتظاهرون: التعايش الذي يبدي قسم هام من الفلسطينيين استعدادهم له اليوم هو تعايش دون ازرق ابيض. تعايش دولتين لشعب فلسطيني واحد.

        في نهاية المطاف هذا هو السبب الذي ادى الى ارسال جنود جولاني الى حيث ارسلوا. فهم لا يرسلوا كي يحتلوا، بل كي يحموا الخط الازرق. لم يرسلوا كي يقتلوا المدنيين بل كي يضمنوا بان يكون لنا ايضا مكان في هذه الارض. مصابو امس لم يصابوا في حرب استعمارية، بل في حرب وجودية. حرب حتى عندما تدار في جباليا، هي حرب في سبيل الوطن.

        عدالة المعركة لا تبرر كل خطوة وخطوة في المعركة. يحتمل انه كان من الاصوب التوقف بعد الهجوم الجوي. يحتمل انه من الاصوب الان ايضا تشديد المساعي السياسية والبحث عن مخرج يضع حدا قريبا للقتل. ولكن محظور علينا ان نتشوش: حملة رصاص مصهور هي حرب – الخط الاخضر. حتى عندما يكون الثمن باهضا واليما يمزق نياط القلب، في هذه الحرب محظور الخسارة.