خبر مطلوب اسم للحرب / معاريف

الساعة 09:24 ص|06 يناير 2009

بقلم: عاموس جلبوع

        (المضمون: حماس ستبقى محفل القوة المركزي والقامع في قطاع غزة، الا اذا احتلت اسرائيل كل القطاع وبقيت فيه لفترة زمنية طويلة - المصدر).

        نتائج الخطوة البرية لـ "رصاص مصهور" ستمنح المعركة في غزة الانجاز الجوهري الحقيقي وكذا الانجاز في الصورة. اسم "رصاص مصهور" عديم الجوهر والصورة، وباللغة الانجليزية cast lead هو ليس مفهوما أيضا. في حديث أجريته مع د. رؤوفين ايرلخ المسؤول عن مركز المعلومات والارهاب في مركز التراث الاستخباري، طرح ثلاثة اقتراحات لاسماء اكثر مناسبة للحملة.

        الاسم المحتمل الاول هو "حرب غزة الاولى". الاولى، كون القصة مع حماس لن تنتهي أغلب الظن، في الجولة الحالية. بعدها ستأتي على ما يبدو حرب اخرى. يوجد لهذا سببان مركزيان: الاول ان حماس ستواصل كونها محفل القوة المركزية والقامعة في قطاع غزة، الا اذا احتلت اسرائيل كل القطاع وبقيت فيه لفترة زمنية طويلة، ولا يمكن التوقع في أن تتغير في جوهرها الايديولوجي، سلوكها وأهدافها.  والثاني هو أنه حتى لو تضررت القدرات العسكرية لحماس بأشد صورة ممكنة، فلن تتوفر أي جهة عربية او عالمية تكون قادرة على أن تمارس عليها ضغوطا كابحة ذات مغزى من اجل ان تحافظ على مدى فترة طويلة على التهدئة ووقف النار الكامل في قطاع غزة. ومع أن مصر معنية جدا بالهدوء في القطاع، ولكن قدرتها على ان تفرض الهدوء قليلة واشكالية.

        هنا يكمن فرق جوهري بين حماس وحزب الله. حزب الله يكبح جماحه الردع الاسرائيلي ولكن ايضا ايران وسوريا تكبحان جماحه. لكلتيهما توجد مصلحة في كبح جماح حزب الله والحفاظ على هدوء مع اسرائيل – حاليا، بالطبع – ولكلتيهما، ولا سيما لايران، قدرات على فرض كبح الجماح وكذا بالعكس، التشجيع على خرق الهدوء. وعليه، فحيال حماس يمكن لكبح الجماح أن يأتي في المستقبل فقط من جانب اسرائيل، في صورة ضغط عسكري بين الحين والاخر.

        اسم محتمل آخر للحرب هو "حرب الصواريخ الثالثة". الاولى كانت في العام 1991 وحرب الخليج، حين اطلق عراق صدام حسين الى اسرائيل نحو 50 صارخ سكاد، كل واحد منها مع رأس متفجر بوزن نصف طن. غوش دان شل وبعض سكانه غادر الى الشمال والجنوب. حرب الصواريخ الثانية جرت في 2006 حين اطلق حزب الله الاف الصواريخ، اغلبيتها الساحقة نحو شمالي الدولة؛ بعض السكان نزحوا نحو جنوبي الدولة. الان النزوح هو نحو الوسط والشمال.

        حجم النار واضرارها في حرب الصواريخ الثالثة الجارية الان ادنى بكثير من ذاك الذي كان في الحرب الثانية ولكن يوجد فيها ميزتان للنوع الجديد لحروب اسرائيل: الجبهة الداخلية هي الجبهة والضرر الاساس من العدو هو الصواريخ والقاذفات الصاروخية. من الصعب ان نتنبأ متى ستكون "حرب الصواريخ الرابعة"، ولكن ستكون حاجة بالطبع لان نأخذ بالحسبان بان فقط الاتجاه غربا سيبقى مسار النزوح لاولئك الذين سيرغبون في ذلك.

        الاسم المحتمل الثالث هو "حرب أمن الجنوب". هذا الاسم يمنح التعبير الافضل للهدف العلني الذي وضعته دولة اسرائيل للحرب: تحسين الوضع الامني من أساسه. ثلاث مرات نجحت اسرائيل حتى الان في مهمة تحسين الوضع الامني حيال الارهاب: في حملة السويس في العام 1956، التي وضعت حدا لارهاب الفدائيين وانهت عمليات الرد الشهيرة للمظليين والتي استنفدت نفسها؛ في حملة السور الواقي في يهودا والسامرة، التي بدأت في اذار 2002 وأشارت الى بداية نهاية موجة ارهاب الانتحاريين؛ وفي حرب لبنان الثانية، التي وضعت حدا لارهاب حزب الله على الحدود الشمالية وجلبت الامن لشمالي الدولة. لم ننتصر، بالفعل، بشكل واضح وحاد في هذه الحرب، لم ندفع حزب الله الى الانهيار ولم نحطم قوته العسكرية، ولكن منذ سنتين ونصف السنة الشمال هادىء، وكل شيء بالطبع محدود الضمان.

        اذا نجحنا في الحرب الحالية، في أن نجلب فترة هدوء طويلة مثلما في الشمال، ان نوجه ضربة قاسية للقدرة العسكرية لحماس وجعل صعبة بشكل اقصى امكانية اعادة بناء قدراتها العسكرية في المستقبل وتعظيم الردع الاسرائيلي في المنطقة – فهذا يكفينا.