خبر مطلوب: انتصار /يديعوت

الساعة 09:23 ص|06 يناير 2009

بقلم: ناحوم برنيع

 

        حملة الجيش الاسرائيلي في غزة تقترب من نقطة حرجة. امس كان يوما غير سهل في كل ما يتعلق في النشاط البري للجيش الاسرائيلي في غزة، يوم عديم البشائر في كل ما يتعلق بالنشاط السياسي.

        ثلاثة وزراء المطبخ السياسي، الذين اجروا تقويما يوميا للوضع، لم يتوصلوا الى قرارات دراماتيكية.

        يمكن ان نصف معضلتهم على النحو التالي: فهم يشعرون بانهم ملزمون بانهاء الحملة بانجاز يمكنهم ان يتباهوا به. والا فلن تنتهي الحملة باحساس بالنصر، انجاز كهذا يفترض ان يأتي من النشاط البري او من النشاط الدولي او منهما الاثنين. اذا لم يكن هناك انجاز، كما يشعرون، فلن يتحقق فعل الردع الذي من اجله انطلقت اسرائيل الى الحملة.

        الشرك هو انه كلما وسعت اسرائيل نشاطها البري تكون اكثر تعرضا للمس بجنودها. المس بالجنود يعطي على الفور الاحساس بالنصر. هذا ما قاله باراك حين تحدث عشية الحملة عن العلاقة بين الكلفة والمنفعة.

        النشاط الدولي يجري اساسا في الافق الامريكي: اسرائيل توضح للولايات المتحدة بانها لن توقف الهجوم البري في غزة طالما يمتنع المصريون عن التعهد بتغيير الواقع في محور فيلادلفيا. الطلب الاسرائيلي لامريكا يترجم الى ضغط امريكي مباشر وغير مباشر على الحكومة المصرية. كما توجد ايضا محاور نشاط سياسي اخرى، ولكن هذا هو المحور الحاسم.

        الخطر في هذه الحملة ان تتدحرج الحملة الى ذات الاخطاء التي وقعت فيها اسرائيل في الماضي. قبل كل شيء التدحرج من حملة محدودة الى حملة موسعة بقوة القصور الذاتي. والوهم هو انه ما لم يتحقق بالقوة قد يتحقق ربما بقوة اكبر. محافل في الجيش الاسرائيلي- ليس كل الجيش الاسرائيلي – تؤمن بان مهمتها هو الدفع نحو توسيع العملية وان هذه هي الخطوة السليمة لالحاق الهزيمة بحماس. رئيس الموساد، مئير دغان، هو الاخر يدفع في هذا الاتجاه. فهو يرى اهمية كبيرة جدا لنتيجة لا لبس فيها في ان الحملة تلقى الصدى في كل العالم العربي.

        مشكلة ثانية هي المراوحة في المكان. وهي تتعلق ايضا بالجنود في الميدان وكذا بالنسبة لمقرر السياسة في تل ابيب وفي القدس. عندما لا يتحرك الجيش الى الامام فانه ينتظم للدفاع عن نفسه وعندما ينتظم للدفاع فانه يكون عرضة للخلل وللهجمات من خلال العدو. هكذا كان في لبنان في حرب 2006، وهكذا من شأنه ان يكون في غزة ايضا. المراوحة سيئة ايضا للقيادة السياسية وهي الملزمة بان تعرض على العالم تقدما عسكريا كي تحمله على ان يأخذ الانطباع والعمل حسب مصالح اسرائيل.

        يقال عن المدمنين على القمار انهم لا يعرفون متى يتوقفوا. عندما يكسبون يواصلون المقامرة، وعندما يكسبون اقل هم بالتأكيد يواصلون المقامرة. انا امل جدا ان يكون وزراء المطبخ السياسي المصغر الثلاثة حصينين تماما من هذا الضعف. المرحلة الحالية في العملية البرية يجب استنفادها وانهاؤها. اما بالنسبة للمراحل التالية فيجدر التفكير جيدا جيدا قبل الوصول الى قرارات يكون من الصعب جدا التراجع عنها.