خبر روبرت فيسك: التعتيم الإعلامي الإسرائيلي بغزة لن يفلح

الساعة 09:04 ص|06 يناير 2009

فلسطين اليوم – وكالات

علق كاتب بريطاني في مقال له بصحيفة إندبندنت اليوم الاثنين على التعتيم الإعلامي على ما يحدث في غزة بمنع المراسلين الأجانب من نقل ما يحدث، بأن هذا الأمر لن يفلح.

 

وتساءل روبرت فيسك: ما الذي تخافه إسرائيل؟ إن استخدام التبرير القديم بأن غزة "منطقة عسكرية مغلقة" لمنع تغطية احتلالها للأرض الفلسطينية كان مستمرا لسنوات، لكن آخر مرة لعبت إسرائيل هذه اللعبة -في جنين عام 2000- كانت هناك كارثة.

 

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يجرب الآن نفس التكتيك "المشؤوم" مرة أخرى بفرض حظر على المراسلين، والتصوير بعد ساعات فقط من دخوله غزة لقتل المزيد من أفراد حماس والمزيد من المدنيين.

 

وعلق الكاتب على ما أعلنته حماس عن أسرها جنديين إسرائيليين، بأنه إذا كان هناك مراسلون على الأرض للتأكد من حقيقة زعم حماس، ما كان الإسرائيليون ليضطروا أن يقولو للعالم إنهم لم يعلموا ما إذا كانت الرواية حقيقية.

 

وأشار إلى أن الإسرائيليين من الوحشية لدرجة أن أسباب حظر الإعلام يمكن تفسيرها بسهولة جدا، وهي أن كثيرا من الجنود الإسرائيليين سيقتلون الكثير من الأبرياء وأن صور المذابح ستكون أكبر بكثير مما يمكن تحمله.

 

وقال فيسك أيضا إن لجوء الإسرائيليين للأسلوب السوفياتي القديم لحجب العالم عن الحرب -كما حدث بالحرب الأفغانية عام 1980- قد لا يكون مفاجئا، لكن النتيجة هي أن الأصوات الفلسطينية أصبحت الآن تهيمن على الموجات الهوائية.

 

وأضاف: أصبح الرجال والنساء المعرضون للهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية يروون قصصهم بأنفسهم على التلفزيون والإذاعة وفي الصحف، بدون "التوازن" المصطنع الذي تفرضه الكثير من الصحافة التلفزيونية على النقل المباشر للأخبار. وقد يصير هذا الأمر نوعا جديدا من التغطية، أن تترك المشاركين يروون قصصهم بأنفسهم.

 

وأوضح الكاتب أن الجانب الآخر هو أنه ليس هناك صحفي أجنبي في غزة لتفنيد رواية حماس للأحداث، معتبرا أن ذلك يمثل نصرا آخر للمليشيات الفلسطينية يسلمه لهم الإسرائيليون.

 

وقال فيسك: هناك أيضا جانب أظلم للموضوع، وهو أن رؤية إسرائيل للأحداث قد مُنحت مصداقية زائدة من قبل إدارة بوش بأن منع الصحفيين من دخول غزة قد يكون ذا أهمية قليلة للجيش، وعندما يحين الوقت للتحقيق في الأمر، فإن كل ما يحاولون تغطيته ستستحوذ عليه أزمة أخرى وستغطي عليه عناوين رئيسية أخرى