مختصون يحذرون من الانعكاسات السلبية لتصريحات وزير العمل حول الخريجين

الساعة 11:29 م|26 يوليو 2018

فلسطين اليوم

أثارت تصريحات وزير العمل بحكومة التوافق الفلسطينية حول خريجي الجامعات الفلسطينية، و عدم أهليتهم للعمل بعد التخرج استياء و قلق آلاف الخريجين الذين تخرجوا من التخصصات المختلفة.

و تخوف هؤلاء الطلبة من أن يكون اختيارهم للتخصصات الجامعية سبباً لفقدان فرص للعمل بعد انهاء دراستهم الجامعية.

و كان وزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا قال في تصريحات له ان الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تقوم سنوياً بتخريج أعداد ضخمة من الخريجين غير المؤهلين لسوق العمل، وغالبيتهم يحملون شهادات بتخصصات غير مطلوبة بالسوق بينما يوجد حوالي 70 تخصصاً غير موجود في فلسطين والسوق بحاجه لها.

تصريحات الوزير أبو شهلا لاقت انتقادات من مختصين في الجامعات الفلسطينية، حيث أكد رئيس الجامعة الأسلامية، د. عادل عوض الله بأن الجامعات الفلسطينية تخرج سنوياً آلاف الخريجين من تخصصات دقيقة، مؤهلين للعمل في كافة المجالات، لافتاً الى أن الكثير من خريجي الجامعات الفلسطينية "أطباء و مهندسين و معلمين..الخ" أثبتوا أنفسهم و خرجوا للعالم و اثبتوا كفاءاتهم

و أوضح عوض الله بأن المشكلة لا تكمن في الخريج و الجامعات، مؤكداً بأن وزارة العمل لم تقم بدورها في توفير فرص عمل لهؤلاء الخريجين.

و شكك الدكتور عوض الله في تصريحات الوزير أبو شهلا، التي أكد فيها وجود خريجين غالبيتهم يحملون شهادات بتخصصات غير مطلوبة بالسوق قائلاً: "عندما تفتتح الجامعات في فلسطين كليات جديدة و تجاري العصر، تقوم بجلب خطط من الأقسام العربية و الأوروبية، و يتم تغيير الخطط كل 4-5 سنوات، وفقاً للتغيرات العصرية".

و أشار الى أن الجامعات تسعى لاعتمادات دولية للتخصصات الموجودة، مؤكداً أن الكثير من الخريجين خرجوا الى أوروبا و ل يطلب منهم مواد استدراكية، و تمت الاستفادة منهم في سوق العمل العالمي.

و أوضح عوض الله أن المسميات و الأقسام هي نفسها في الجامعات الفلسطينية و العالمية، و لكن الاختلاف الوحيد الموجود هو الامكانات و الأجهزة و الهمة التي توجد عند الطلبة، حيث انه في الجامعات العالمية يتم ارسال الطلبة الى المناطق العملية، حيث يكتسب خبرات عملية بعدما ينهي دراسته الجامعية.

و لفت الى أن مخرج الطلبة الفلسطينيين النظري سليم 100%، أما المخرج العملي يوجد به بعض الاشكاليات تقلل المستوى و لا تعدمه.

من جانبه انتقد الكاتب والأكاديمي الفلسطيني في جامعة الأزهر بغزة، د. أيوب عثمان تصريحات الوزير أبو شهلاً، قائلاً: "إن هذا الكلام يعيب أصحابه، و أن الوزير عندما تفوه بحديثه هذا لم يفكر بانعكاس هذا التصريح السلبي عالمياً على الخريجين".

و قال عثمان إنه كان ينبغي على الوزير أن يفكر في تصريحه قبل أن يخرج من فمه".

و تساءل أيوب عما اذا كانت المشكلة في الخريج أم في منتج الخريج؟، و قال إن منتج الخريج هو البرنامج الذي وضعته وزارة التربية و التعليم، التابعة للحكومة التي ينتمي اليها الوزير أبو شهلا.

و قال إن جامعاتنا تضخ في كل عام آلاف الخريجين، و أن هناك تخصصات تحتاجها بلادنا و غير موجودة، داعياً الوزير لتقديم نموذج اصلاحي، لا سيما حول السبعين تخصص التي تحدث عنها، و أن يوضح ما هو سوق العمل المطلوب و مواصفاته، بدلاً من أن يلقي بالمسؤولية على كاهل الخريج و ذويه.

و دعا د. أيوب الوزير للحوار مع الجامعات حول هذا الموضوع، و أن يجري الحديث عن العقوبات و الفساد الموجود في المؤسسات لا أن يتحمل الخريج عواقب هذا الفساد و الانقسام في الساحة الفلسطينية.

وتشير بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني، أن البطالة تسجل 25% من القوى العاملة  في الضفة الغربية وقطاع غزة، وترتفع في صفوف الفئة العمرية من 20 - 24 عاما (الخريجين الجدد) إلى 41%، وهو ما يشير إلى فجوة عميقة من مخرجات التعليم العالي وسوق  العمل.

ويبلغ عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة 250 ألفا، يتخرج منهم في كل عام قرابة 40 ألفا، بينما تفيد التقديرات بأن السوق الفلسطيني لا ينتج أكثر من 8 آلاف فرصة عمل سنوياً، وهو ما يضطر عشرات الآلاف إلى العمل في غير تخصصاتهم، أو محاولة البحث عن فرصة عمل في دول عربية وأجنبية أخرى، بينما يبقى آخرون عاما بعد آخر مدرجين على سلم البطالة ينتظرون وظيفة تبدو بعيدة المنال.

و يرى مختصون اقتصاديون بأن البطالة في صفوف الخريجين تعود لضعف قدرة سوق العمل الفلسطيني، على خلق فرص عمل، و ليس لها علاقة بمخرجات التعليم، لا سيما أن الاقتصاد الفلسطيني محاصر.

 

-

 

كلمات دلالية