تحول مقر الأونروا في غزة إلى ساحة من الفوضى والسخط في صفوف الموظفين، وسط حالة من الهرج والمرج، بكاء وصراخ يملئ المكان في أعقاب فصل الأونروا العديد من موظفيها على بند العقود.
مئات الموظفين اصطفوا في اعتصام حاشد معبرين عن غضبهم جراء قرار الفصل الذي يهدد مصير حياتهم ومعيشتهم في ظل الحصار الخانق على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 12 عاماً.
إدارة "الأونروا"، أصدرت قرارها اليوم الأربعاء، برسائل عُلقت على بوابة الموظفين بـ"الأونروا" بفصل عدد منهم وتغيير عقود آخرين، في تحدٍ واضحٍ لكافة الفعاليات والاعتصام الذي نظمت في مقر الأونروا لدفع إدارتها بالتراجع عن قرارها بالتراجع.
العديد من حالات الإغماء في صفوف الموظفين، صراخ عشرات الموظفات اللاواتي لا حول لهن ولا قوة سوى راتب الأونروا الذين يعتمدن عليه في حياتهن المعيشية لتوفير قوت أطفالهم.
وعلى الهواء مباشرة، شهدت ساحة الاونروا حالة انتحار أحد الموظفين بعد تلقيه رسالة تفيد بفصله من العمل، فسكب على نفسه البنزين في محاولة للانتحار أمام مكتب مدير عمليات الوكالة، إلى أن نجح المعتصمين بإيقافه.
بدوره، قرر اتحاد الموظفين في الأونروا، اغلاق كافة مقرات رؤساء المناطق بالأونروا حتى إشعار آخر.
وأعلن اتحاد، عن بدء "نزاع عمل" مع إدارة الوكالة أي شلل كامل في كافة الخدمات وشلل العمل في مقار الأمم المتحدة.
وبيّن الاتحاد، أن التصعيد هو سيد الموقف بعد قرار فصل الموظفين حيث انه سيتم اغلاق جميع مؤسسات الاونروا في غزة وامتدادها للضفة، مشيراً الى المجال بات مفتوحاً للرئاسة والحكومة وكافة الفصائل للتدخل لحل المشكلة وحث الاونروا عن التراجع.
وفي السياق، أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، الاضراب الشامل في جميع مؤسسات الوكالة بقطاع غزة غداً الخميس، في ضوء عدم التوصل إلى أي نتائج مع إدارة الوكالة التي تصر على الغاء عقود وفصل مئات الموظفين.
ودعت الهيئة خلال بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه، جميع العاملين في مؤسسات الوكالة للمشاركة في الإضراب لتوجيه رسائل ضاغطة على إدارة الاونروا للتراجع عن قراراتها والتي تحاول فيها القضم المتدرج والسريع للخدمات.
وبينت أنها في حالة تداعي مستمرة وتجري متابعات ولقاءات واتصالات مكثفة مع كل المعنيين من أجل وقف حالة التغّول على الموظفين من قبل إدارة الأونروا، لافتة أنها ستواصل لقاءاتها الوطنية بمشاركة كافة القوى ولجان اللاجئين واتحاد الموظفين وأولياء الأمور والموظفين المعنيين من أجل وضع برنامج فعاليات ضخمة ومتدرجة ضد إجراءات إدارة الوكالة، تزامناً مع الأقاليم الأخرى في لبنان وسوريا والضفة والأردن.