خبر الدكتور « رمضان شلح » : لو ضربوا غزة بقنبلة نووية لن يقضوا على المقاومة

الساعة 10:39 ص|05 يناير 2009

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي:

            لو ضربوا غزة بقنبلة نووية لن يقضوا على المقاومة

        نحن لا نطلـب المستحيـل بل وقفاً للعـدوان ورفـعاً للحصار

 

 فلسطين اليوم : دمشق (خاص)

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلّح أن العدوان الإسرائيلي الجوي والبري على القطاع لن ينجح في القضاء على المقاومة، مشدداً على أن ذلك لن يتم حتى "إذا ضربوا غزة بقنبلة نووية".

 

وأعلن الدكتور شلّح في مقابلة مع قناة الجزيرة "رفض المقاومة الفلسطينية رفض استجلاب أية قوات دولية إلى قطاع غزة"، وأنها (المقاومة) "ستعتبرها قوة معادية وستتصدى لها".

 

ورداً على تصريحات رئيس السلطة محمود عباس حول "وحدة الصف الفلسطيني"، انتقد الأمين العام للجهاد، الرئيس عباس، مؤكداً أنه "لا يترجم أقواله إلى أفعال وعليه أن يتخذ خطوة تاريخية بالمبادرة بالاتصال بقادة المقاومة وعلى رأسهم خالد مشعل".

 

وهذا نص المقابلة كاملاً:

- بعد بدء العدوان البري على غزة، هل يمكن للمقاومة الفلسطينية أن تغير موقفها؟

بدايةً أتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا حن ومعنا ملايين حول العالم ونحني هامتنا اجلالا لهذا الشعب الذي يتعرض لأبش مذبحة إنسانية نيابة عن الأمة كلها في مواجهة آلة الحرب الصهيونية.

 

المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تغير رأيها لأنها منذ اللحظة الأولى كانت تدرك أنها على الحق وقد استقبلت هذا العدوان وشعارها "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"

 

العدوان البري الإسرائيلي من وجه نظر المقاومة هو إعلان إسرائيلي على فشل الحملة الجوية وأنه لم يستطع أن يحقق الأهداف التي أعلنها وغير المعلنة منها فلجأ إلى الهجوم البري.

 

العدو أراد من هذا الهجوم البري كما أعلن أن يوقف قصف الصواريخ وأن يسيطر على أماكن في قطاع غزة من عدة محاور، ورغم أنه حاول أن يحقق نوع من الصدمة بالطريقة التي مارسها إعلاميا وبالتكتيم وبالهجوم على كل المحاور إلا انه هو الذي صدم هذه المرة لأن إستراتيجية المقاومة قامت على انتظاره وعدم السماح له بأن يستدرجها في الأماكن المفتوحة.

 

هدفنا كان إيقاع أكر قدر من الخسائر في العدو وقد أحقق هذا واعترف العدو رغم التكتيم الإعلامي الكبير على الخسائر، وهدفنا الثاني منع تقدم العدو في كل المحاور التي دخل فيها باتجاه المناطق والأراضي المفتوحة منعناه من الدخول الى المناطق السكانية ولديه الآن خشية وخوف كبير من ان تتحول المناطق الآهلة بالسكان إلى ملحمة حقيقية لا يستطيع التحكم في نتائجها ولا يريدها.

 

-هل ترون في هذا الهجوم الإسرائيلي ملامح عودة إلى احتلال شامل لغزة؟

قلنا هناك أهداف غير معلنة لهذه العملية رغم أن المحللون يقولون أن الهدف المعلن اليوم هو وقف الصواريخ والقضاء على المقاومة، واليوم المقاومة كان جوابها واضحا بأن أكدت على أن هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق من خلال الإجابة العلنية باستمرار إطلاق الصواريخ.

 

والآخرون يقولون بأن الاحتلال يريد تغيير الوضع القائم في غزة وأن يسقط ما يسمى حكومة حما هناك ويحاول الاستفراد بحماس لذلك الإعلام الإسرائيلي حريص على القول أن المعركة ضد حماس فقط، ونحن نقول لا فالمعركة ضد الشعب الفلسطيني بأسره بكل قواه وفصائله على مختلف انتماءاته والأيديولوجية والعقائدية يتصدى لهذا العدوان في الميدان.

 

إذا أرادوا فعلا أن يغيروا هذا الوضع، هناك فعلا اتجاهات في إسرائيل وجنرالات وسياسيين متقاعدين يدفعون بإعادة احتلال غزة والسيطرة عليه لفترة محدودة إلى حين توفر اقتراحات سياسية أخرى يتم من خلالها نقل السلطة إلى سلطة رام الله، هكذا بفكر العدو ولكن نحن ندرك أن هذا مستحيل الحدوث، فهو يعلم أن الدخول في مناطق سكانية والاشتباك في حرب شوارع هي عملية انتحارية لا يمكن للعدو أن يتوقع نتائجها والذي أعدته له المقاومة، ونحن نذكره بملحمة جنين على مساحة كيلو متر مربع واحد فكيف بالمناطق السكانية على امتداد قطاع غزة.

 

نقول إنه إذا كان هدفهم إنهاء حماس وإنهاء المقاومة، نقول لقادة العدو ومن يدعم هذا العدوان من الإدارة الأمريكية ومعها القوى الغربية أنتم واهمون واهمون والله لو قصف قطاع غزة بقنبلة نووية لا يمكن أن يقضى على المقاومة أو على حماس.

 

حماس والمقاومة هي الشعب الفلسطيني، وعليهم أن يفهموا أن استخدام القوة المجنونة والهمجية بهذا الحجم لا يمكن أن يحقق لهم امن أو استقرار وليقارنوا كيف كانت المقاومة في بداية الانتفاضة وكيف هي اليوم رغم سنوات من النزيف وأكثر من خمسة آلاف شهيد.

 

- أشرت إلى السلطة الفلسطينية، ما رأيك فيما قاله الرئيس محمود عباس اليوم بأن أهم شيء الآن وحدة الصف الفلسطيني؟

ما سمعناه من الأخ أبو مازن كلام جميل، لكن يهمنا أن تترجم هذه الكلمات والأقوال إلى أفعال، وأنا آسف بالقول للعالم كله إن الأخ أبو مازن لم يترجم أفعاله إلى أقوال، هو يتحدث مع الأوروبيون والأطراف العربية، ولكن باسم من يتحدث؟.

 

إذا كان يتحدث باسم المقاومة فنحن موقفه من المقاومة، ثم انه في ظل الانقسام الفلسطيني في أحسن الأحوال فالأخ رئيس السلطة يتحدث باسم شريحة مهينة تمثل حركة فتح في الشعب الفلسطيني، لكن هناك عنوان آخر في المقاومة لم يتحدث معه أبو مازن حتى اللحظة، يستطيع أن ببادرة وأن يتحمل المسؤولية التاريخية وأن يتصرف كقائد يحسب له هذا الموقف وأن يبادر بالاتصال بقيادات المقاومة وأن يرفع الهاتف على الأخ خالد مشعل.

 

وقد حاولنا دائما مرات عديدة أن نجمع بين أبو مازن والأخ مشعل لكنه كان يرفض، والآن إذا لم يجمعنا الدم الفلسطيني تحت مظلة واحدة سنفهم كلام أبو مازن بأنه ذر للرماد في العيون ولا قيمة له ولا يمكن أن يوصل إلى أي نتيجة.

 

-هناك تحركات عربية ودولية في اتجاه محاولة وقف إطلاق النار ووقف الهجمات الإسرائيلية على القطاع، من بينها كلمة لأمير دولة قطر وجدد فيها الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة بعد التسويف التي طرأ على الدعوة السابقة. ما هي قراءتكم لذلك؟

أثمن موقف قطر وما سمعناه من سمو الأمير الشيخ حمد آل ثاني، بصراحة ما طالب به سمو الأمير هو تعبير عن موقف قطر هو موقف المقاومة أصلا ونحن لا نطلب المستحيل نقول نريد وقف العدوان ووقف الحصار أن الحصار هو شكل من أشكال العدوان فرض عليا منذ سنوات،  إما أن تستسلموا وان تقبلوا بشروط إسرائيل فيما سمي بالتهدئة وأن تتحملوا المسؤولية وان تموتوا بنار العدوان.

 

نطالب بما طالب به الموقف القطري بوقف العدوان والحصار، ثم أن هناك شكوى مرة في الخطاب القطري وفي كلمة سمو الأمير من الموقف العربي الذي تهرب من انعقاد القمة، الذين أحالوا الموقف إلى مجلس الأمن يعلمون أن الفيتو الأمريكي هناك ناصب لنا كمين ضد للقضية الفلسطينية منذ عقود مضت، نحن نريد وسائل ضغط حقيقية عربية و تمارس نوع من الضغط على الموقف الدولي.

 

الإسرائيلي اليوم خطته أن يتقدم وان يحقق نوعا من الانجاز الميداني ليحول المسألة إلى مساومة سياسية ليقول لنا إننا يمكن نفكر بالانسحاب عن الأرض التي سيطرنا عليها مقابل إملاء شروط سياسية والبعض يتحدث عن استجلاب قوات دولية.

 

نقول لا يمكن للمقاومة بأي حال من الأحوال أن تقبل بقدوم قوات دولية على ارض غزة في هذه المعركة فلماذا لم يأتوا بها من قبل بينما كان الشعب الفلسطيني تحت الذبح والاستيطان والاغتيالات في الضفة الغربية إنهم يريدون أن يملوا علينا شروط إسرائيل، نقول لمن يقترح هذا الحل المقاومة ستعتبر أي قوات دولية قوات معادية جاءت لتوفير الحماية لإسرائيل وسنتصدى لها.

 

-في أي إطار تضع محادثات المسؤول الإيراني سعيد جليلي مع أحمد جبريل اليوم؟

أنا شخصيا التقيت الدكتور سعيد جليلي، واليوم التقى عدد من قادة الفصائل بينهم الأخ أبو جهاد احمد جبريل، وقد جاء ليعبر عن موقف الجمهورية الإسلامية وهو ذات الموقف المتألم لما يجري والذي سمعناه من سمو الأمير في قطر.

 

هناك أطراف عربية وإقليمية تدرك أن ما يجري في غزة هو مذبحة ليس لغزة أو حماس أو الشعب الفلسطيني، الأمة كلها اليوم بما تمثل من تاريخ أو جغرافيا أو قارات أو موقع على خريطة العالم تذبح اليوم بالآلة العسكرية الصهيونية وبغطاء من الموقع الأمريكي ، وهنا

 

نحن نصر على عتابنا للموقف المصري الذي أغلق المعبر اليوم هذا موقف غير مقبول بالنسبة لنا، نحن لا نعادي مصر ولا نريد منها أن تخوض حربا لأجل الشعب الفلسطيني ولكن نقول أن هناك خطأ في تقدير الموقف والأخوة في مصر لديهم أحيانا نظرة غير دقيقة لبعض المسائل. وفي مسألة غزة بالتحديد الموقف المصري يستند لنظرة مغايرة لموقف المقاومة ومغايرة للموقف الإسرائيلي أيضا.

 

ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة ووجود المقاومة بهذه القوة وفتح المعابر بالاتفاق الذي يشيرون إليه الأخوة في مصر وبعض الأطراف العربية يقولون غزة ما زالت محتلة وهذا يعني أن إسرائيل يجب أن تتحمل التزاماتها، وإسرائيل تقول لا نحن خرجا من مصر وعلى العرب أن يحددوا موقفهم من غزة، الشعب الفلسطيني وقع ضحية بين هاتين الرؤيتين مسألة وضعية غزة القانونية أو الخوف على مستقبل غزة أو مستقبل حل الدولتين الذي يدفع الأخوة المصريين لاتخاذ هذا الموقف.

 

نقول هناك معركة ولا مجال للبحث في حل الدولتين أو الدولة الواحدة، لا نطلق اليوم صواريخ كي نحرر "تل أبيب" وإنما ندافع عن أنفسنا وشعبنا في قطاع غزة أمام آلة الحرب.

ما يمكن أن يفعله الأخوة في مصر كثير وأكثر مما نراه، الفجيعة في الإعلام سببها أن حجم التوقعات من جماهير الأمة ومن الشعب المصري من مصر لما تمثله في التاريخ والجغرافيا اكبر مما هو موجود.

 

نقول للقيادة المصرية والرئيس مبارك أنت تعلم إن المستهدف من هذا الكيان في قلب الأمة هي مصر بالدرجة الأولى ونحن في فلسطين ضحية ونقطة ارتكاز فقط ، إسرائيل اليوم تقاتلنا بخبرة الحروب الصليبية وبخبرة الهجمة الأوروبية الحديثة منذ عصر نابليون إلى اليوم لا يمكن أن نقبل أي صمت عربي على الإستراتيجية الصهيونية والأمريكية التي تحول قطاع غزة إلى مختبر لأحدث الأسلحة الأمريكية ولترسانة الأسلحة الصهيونية.