خبر غزو غزة: هذه هي الامكانات المحتملة.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:55 ص|05 يناير 2009

بقلم: يعقوب عميدرور

مع بدء العملية البرية التي ما يزال من غير الممكن الوقوف الان على سعتها، تواجه اسرائيل الان مرحلة حاسمة. اليكم ستة خيارات. لكل واحد نقاط ضعف وامتياز ، لكن يجب على قادتنا الحسم.

1. ينبغي الى جانب عملية برية محدودة الاستمرار على قصف سلاح الجو اعتمادا على المعلومات الاستخبارية التي تأتي من الميدان، بأمل انه كلما اصيبت اهداف اكثر وربما عدد من القادة الكبار، تطلب حماس وقف اطلاق النار وقد توافق على شروط جيدة بالنسبة الى اسرائيل. وربما حتى اعادة شليت. الافتراض هو ان وضع حماس يزداد سوءا من يوم الى يوم، لانها لا تملك ردا على تفوق الجيش الاسرائيلي في الجو ولهذا ستضطر الى طلب وقف اطلاق النار والموافقة على سوء شروطها.

ضعف هذه السبيل في ان صواريخ القسام والكاتيوشا ستظل تسقط كل يوم. الى انه يمكن الا تطلب حماس وقف اطلاق النار وان ترى مع مضي الوقت وكأن اسرائيل تخاف دخول الميدان، الى ان تضيق الجماعة الدولة ذرعا وتفرض علينا وقف اطلاق النار بلا اي انجاز. لقد بين الجيش الاسرائيلي لحماس اننا نعلم كيف نصيبها اصابة شديدة من الجو، لكنها ستعود وتبني قوتها مع مرور الزمن لان ظروف الميدان بقيت كما كانت.

2. تشجيع وساطة جهة ثالثة، مصر او دولة اوروبية، للتوصل الى وقف اطلاق النار. المشكلة ان من يدعو الى وقف اطلاق النار يرى كمن يفترض ان يدفع الثمن، وستقل القدرة على التأثير في حماس لتزيد مواقفها مرونة. ميزة هذا الخيار في انه يمكن اجراء مفاوضة حماس بعد وقف اطلاق النار والتخفيف عن السكان بذلك.

3. اعلان وقف اطلاق نار من طرف واحد لمدة محدودة، في اثر عملية برية قصيرة وصعبة، ومواصلتها اذا كفت حماس عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل. لا تفضي هذه الطريقة الى مفاوضة بل الى اتفاق بحكم الامر الواقع، بافتراض ان الضربة التي تلقتها حماس ستكون رادعة عن اطلاق صواريخ الكاتيوشا في المستقبل. في الحقيقة ان اسرائيل لن تحسن شروط وقف اطلاق النار على نحو رسمي، لكن الردع سيكون ذا تأثير جيد وسيمنع بالفعل اي عملية ارهاب في المستقبل. والمزية ان الجيش الاسرائيلي يمتنع من دخول غزة دخولا برية عميقا، وهو اجراء سيفضي كما يبدو الى ضحايا عن جانبي المتراس؛ وعيب ذلك اننا لا نحصل على اي التزام رسمي في شأن سلوك حماس في المستقبل، ومن جهة مبدئية يكون هذا نفس خطأ الانفصال من طرف واحد.

فضلا عن ذلك، لما كان اطلاق صواريخ الكاتيوشا سيستمر الى اللحظة الاخيرة، فستستطيع حماس ان تزعم- بقدر كبير من الصدق- انها انتصرت في الحرب لان اسرائيل كانت اول من ابدت الضعف. وفي غضون ذلك سيبين ايضا ان لاسرائيل مشكلة في استعمال القوة البرية في نطاق واسع لان قادتها لا يملكون التصميم المطلوب او لانهم لا يثقون بالجيش. وسيؤثر ذلك في ردع الجيش الاسرائيلي.

4. استعمال قوات برية صغيرة وكبيرة في عمليات غزو داخل القطاع بغير البقاء هنالك اكثر من المطلوب. عيب هذه الطريقة ان كلفة حياة الجنود قد لا تكون صغيرة، وبعد الغزوات سيعود الوضع الى ما كان عليه من جميع النواحي. فضلا عن ذلك، لا يستطيع الجيش الاسرائيلي الاستمرار الى الابد على هذه الغزوات، وفي كل مرة نخرج ستزعم حماس انها دفعت عن القطاع عملية برية كبيرة. هذه الطريقة لا تضمن ضغطا يفضي الى وقف اطلاق النار بشروط محسنة، وفي تلك المدة كلها ستستمر الصواريخ على السقوط على اسرائيل. كما في جميع الخيارات التي تنتهي الى وقف اطلاق النار بغير وجود اسرائيل في محور فيلادلفيا، لن يكون في هذا ايضا رد على استمرار تسلح حماس بعد العملية. لن تستطيع اسرائيل ان ترد على دخول السلاح وعلى الاستعداد للحرب لانها ستكون ملزمة وقف اطلاق النار، ولن يضمن لها احد الا تدخل حماس صواريخ تتجاوز يفنه وبئر السبع (ارى ان المفاعل الذري في ديمونا هدف لحماس وهذا يلائم ايضا احتياجات ايران).

 

5. السيطرة على عدة مناطق ضرورية وعلى رأسها محور فيلادلفيا. وتوسيع المنطقة التي هي حجاز بين مصر والقطاع (وهذا اجراء يعني طرد الاف الفلسطينيين وهدم بيوتهم ولهذا ينبغي اعداد تعويض ومسار اعلام)، وجعل حماس لا تستطيع ان تتسلح من جديد. يسيطر الجيش الاسرائيلي على هذا الحجاز مدة طويلة على ان يكون ذلك جزءا من اتفاق وقف اطلاق النار الذي سيحرز بواحدة من الطرق الثلاث الموصوفة في الخيارات الثلاثة الاولى.

يصعب علي اعتقاد ان توافق حماس على حل كهذا. وان وافقت فسيكون الجنود هنالك معرضين لخطر اكبر، في حين يكون واضحا ان من الصعب بل من غير الممكن الدفاع عن القوات المنتشرة في هذا الممر الضيق، في حين تكون محدودة من جهة بحدود دولية ومن جهة ثانية باجراءات وقف اطلاق النار. هذا الاجراء سيمنع اخطار المستقبل التي تكمن في ازدياد حماس قوة، لكن احتمالات بقائه ضئيلة والخطر على الجيش الاسرائيلي هنالك اكبر.

6. احتلال القطاع من جديد. سيفضي ذلك الى هدوء في الجنوب كما في يهودا والسامرة، لكن هذا سيكلف حياة جنود ومواطنين فلسطينيين كثيرين، فضلا عن اننا سنتحمل مسؤولية عن الحياة المدنية لمليون ونصف مليون من الفلسطينيين، وسنضطر الى الاستعداد لرد حزب الله الذي سيصعب عليه ان يبدو كمن ترك غزة وحدها. سيكون هدوء في الجنوب وسيكون واضحا من انتصر وسيزيد الامر على قوة الردع- لكننا سندفع ثمن ابقاء القطاع تحت الاحتلال. وقد توجد حاجة حتى الى تجديد الادارة المدنية الا اذا تحمل ابو مازن المسؤولية، وعاد الى غزة بقدر ما على حراب الجيش الاسرائيلي، (وهو شيء سيضر به وبفتح في الامد البعيد).