بالفيديو صاروخ إسرائيلي غادر يسلب حلم الشهيد النمرة باحتراف كرة القدم

الساعة 03:23 م|15 يوليو 2018

فلسطين اليوم

طائراتٌ غادرة تُحلق في سماء غزة، وأطفالٌ يلعبون في الشوارع والساحات العامة دون اكتراثٍ لتلك الغربان في السماء، تلك السماءُ التي أُمطِرَت صواريخٌ وقذائفٌ سقطت على غزة، والتي بدورها اتخذت من اللون الأحمرَ رداءً تتوشح به نتاجاً لأثر الصواريخ.

أمير ولؤي طفلان من أولئك الذين لم ترعبهم صواريخ "إسرائيل"، اتخذا من ساحة الكتيبةِ وسط غزة مطعماً وملعباً في ذات الوقت، مطعماً لتناول غدائهما، وملعباً لممارسة هوايتهما المفضلة كرة القدم.

في وقتٍ شعر الطفلان فيه بالأمان، باغتتهم طائرات الاستطلاع بصاروخٍ أدى إلى استشهادهما، غير أن جيش الاحتلالِ، لم يكتفِ بذلك فاستهدف المكان مرة أخرى بطائرات الـ  f16، مخلفاً شهيدان و25 إصابة أخرى.

ميسون النمرة والدة الشهيد أمير، تروي لحظة سماعها نبأ استشهاد نجلها قائلةً: "كان المشهد صادم وقال لي أمير أريد الذهاب لتناول الغداء مع أصدقائي، ولم يقل إنه ذاهب إلى الكتيبة، وفي وقت القصف اتصلت به كان هاتفه مغلق ثم خلال دقائق صُدمت بخبر استشهاده باتصال من المستشفى".

وأضافت والدة الشهيد بصوتٍ خافتٍ يكادُ أن يُسمع: "احتلال إسرائيلي غاشم قتل الطفولة وقتل البراءة باغتياله طفل بعمر 15 عاماً، متسائلةً "مش حرام هاد، وين العالم والقوانين، وين العروبة تشوف الإجرام؟".

وعن حُلمه وحياته بيَّنت النمرة في حديثها لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، حيث اشترك قبل يومين فقط من استشهاده بنادٍ رياضي، ولكن آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تعرف للطفولة معنى اغتالت أمير وحُلمهِ، مطالبةً العالم بالالتفات إلى غزة وحمايتها، والوقوف إلى جانب شبابها.

وفي ذات السياق استنكر وليد النمرة شقيق الشهيد عن استهداف الاحتلال للأطفال في ساحة الكتيبة قائلا: "ما الذنب الذي اقترفه طفلٌ صغيرٌ يلعب لكي يُقتل بهذه الطريقة"، موضحاً أن شقيقه أمير يتخذ من متنزه الكتيبة حديقةً مفضلةً للترويح عن نفسه.

ولفت وليد إلى حالة الصدمة التي يمر بها جراء استشهاد شقيقه الصغير وعدم تصديقه إلى الآن خبر استشهاده، مؤكداً أنه لن يقوم بزيارة منتزه الكتيبة من جديد، فلم يعد هنالك أيُّ حياة في المكان بنظره بعد استشهاد أمير.

من جانبه أكد وليد النمرة جد الشهيد أمير أن "كيان الاحتلال إرهابي، ظالم، ومفتري، لا يرى أحداً أمامه، محمياً بأمريكا، يقتل أطفالنا الأبرياء دون حسيبٍ أو رقيب، وأن "إسرائيل" ستُزال بأيدي المقاومة". 
وتساءل عن الدور العربي والعالمي تجاه جرائم الاحتلال، مشدداً على أن "الطفل البريء الذي قُتل أمس ستنتقم له مقاومةٌ مرغت أنف إسرائيل بالتراب".

وأعلنت وزارة الصحة عن ارتقاء الطفلين أمير النمرة ولؤي كحيل، وإصابة 25 آخرين جراء استهداف منطقة الكتيبة، إضافة إلى وقوع أضرارٍ جسمية لحقت بسيارات الإسعاف والخدمات الصحية والأثاث بمبنى النقل والاسعاف التابع للوزارة في منطقة الكتيبة بغزة.

 

 

كلمات دلالية