خبر تسوية مع حماس فقط.. يديعوت

الساعة 09:53 ص|05 يناير 2009

بقلم: افرايم هليفي

مر اكثر من اسبوع منذ خرجت اسرائيل لمعركة عادلة يقتضيها الواقع لمواجهة دولة حماس، وبدأت امس ايضا عملية برية وما يزال الجمهور لا يعلم ما هي اهداف العملية الدقيقة. هذا التعتيم الضروري، الذي يرمي الى تمكين الجيش الاسرائيلي من مفاجأة العدو يجعل من الصعب على المواطن حل لغز اهداف العملية الحقيقية.

تدل التقارير منذ نهاية الاسبوع على ان دولا كالولايات المتحدة ومصر وتركيا، ترى حماس منظمة ارهابية خطرة، تعمل في وقف اطلاق النار على اساس فرض انه عندما تقف النار ستستمر حماس على السيطرة على غزة في الفترة القريبة على الاقل. وفي مقابلة ذلك يرسخ تصور ان انفصال اسرائيل الذي نفذته من طرف واحد لم يعفها من مسؤولية ما يحدث في القطاع.

اعلن رئيس مصر ايضا حسني مبارك، الذي وقف بشجاعة وبصراحة في معارضة حماس وعمل على تضييق خطواتها والاضرار بها، اعلن امس بان غزة منطقة "تحت احتلال اسرائيل"، ودعا مبعوثوه أناس حماس الى تفاوض في القاهرة. يتبين ان الوسطاء المختلفين وفيهم الامريكيون يفضلون تسوية طويلة الامد تمنع تجدد القتال في غضون زمن قصير.

كلما ضربت حماس ضربا اقوى حتى نهاية المعركة، فقد تستوعب ان عليها ان توافق على شروط شديدة لوقف القتال، لكن من المهم ان ندرك ان تسوية كهذه لن تكون ممكنة بغير ان تكون حماس مشاركة فيها سواء أكان ذلك رغبة او قسرا.

بإزاء الغموض الذي يلف نيات اسرائيل الحقيقية، فان نيات حماس واضحة تماما. فهذه الحركة التي نجذتها المعاناة وسفك الدم لمدة احدى وعشرين سنة من سني وجودها، تسعى الى ان يعترف بها لاعبة شرعية في الميدان الفلسطيني والنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. والتعبير المحسوس عن ذلك هو طلب فتح المعابر على الدوام بين غزة واسرائيل ومصر اللتين تحادانها.

لو كان هدف اسرائيل ان تبعد تهديد الصواريخ لسكان جنوب البلاد فقط، وفتح المعابر لكانت ثبتت تهدئة كهذه لجيل كامل. لكن اهداف العملية الحقيقة تشتمل ايضا على الاحتفاظ بمكانة فتح كحاكمة وحدها للسلطة الفلسطينية وشريكة في التفاوض.

حماس المضروبة – لكن غير المهزومة وغير المذلة- قد تكون شريكة في المحادثة في واحد من نوعي اتفاق على وقف اطلاق النار: تسوية ضيقة قصيرة، تنقضها في اللحظة التي تجد فيها الصدوع التي تمكنها من العودة الى التحرش باسرائيل، او تسوية واسعة تشتمل على اطلاق جلعاد شليت وسلسلة من التفاهمات ايضا تفضي الى تسليم حماس بوجود دولة اسرائيل. اذا لم يطلق شليت في هذه المرحلة فستكون شروط اطلاقه في المستقبل اصعب باضعاف مضاعفة.

مما يثير العجب الشديد ان ادخال حماس في المسارات سيكون ايضا عجل انقاذ لفتح برئاسة ابي مازن. تجري على فتح فترة صعبة داخليا وخارجيا. ففي الاسبوع الاخير جال رئيس السلطة في اكثر العواصم العربية وفشل. وهو يشخص الان الى نيويورك مؤملا ان يخلصه مجلس الامن.

لكن ما تزال مكانة ابي مازن تزداد ضعفا داخل فتح. ففي هذه الايام اجل مرة اخرى مؤتمر حركته برغم انه اعلن في الماضي بأنه مصمم على اجرائه حتى نهاية 2008. ابو مازن يخاصم ابا العلاء خصومة شديدة، ويلقى معارضة تزداد لحكومة يرأسها سلام فياض. في الانتخابات اللوائية لفتح في منطقة نابلس – على شاكلة الانتخابات التمهيدية- فاز مؤيدو مروان البرغوثي بانتصار كاسح. لم تكن اسهم ابي مازن قط متدنية الى هذا الحد في بورصة السياسة في السلطة الفلسطينية.

ان تسوية واسعة لانهاء معركة قد تجلب لاسرائيل انجازات سياسية كبيرة، وبدء احتمال تقديم مصالحها بإزاء قيادة موحدة للفلسطينيين، والا فان عملية "الرصاص المسكوب" قد لا تنتهي الى هزيمة حماس او انهيارها التام بل الى ان تكون لحن نهاية السلطة الفلسطينية.