تحليل استهداف المباني المدنية والأطفال دلائلها ورسائلها

الساعة 09:49 م|14 يوليو 2018

فلسطين اليوم

بشكل مباغت استهدفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" مبنى الكتيبة غير المأهول بالسكان، بعدة صواريخ من نوع أف 16 ما أدى لتدمير أجزاءٍ كبير من المباني والمقار والمؤسسات التجارية والتعليمية المجاورة إضافة إلى متنزه للأطفال لا يبعد سوى أمتار عن المبنى.

وكانت طائرات الاحتلال استهدفت منذ فجر السبت حتى ساعات المساء أكثر من 40 هدفاً في قطاع غزة للمقاومة الفلسطينية باستثناء الدقائق الأخيرة من جولة التصعيد التي استهدفت منزلاً شرق القرارة أدى لإصابة اثنين من المارة، واستهداف مبنى الكتيبة الذي أوقع شهيدين من الأطفال و15 جريحاً، ما ترك سؤالاً عن هدف ورسائل "إسرائيل" من الضربة الأخيرة؟.

المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور وجيه أبو ظريفة يرى أن توسيع الاحتلال "الإسرائيلي" دائرة الاستهداف منذ فجر اليوم السبت حتى المساء لتشمل مبانٍ مدنية وأطفال في متنزهِ غرب غزة دليل على أن "إسرائيل" تريد إيصال رسالة تحذير بأن الحرب العسكرية قد تبدأ من هذه اللحظة أو في الجولة القادمة.

وأوضح أبو ظريفة لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عمليات الاستهداف اليوم أعادت الذاكرة إلى تصريحات الاحتلال عقب انتهاء عام 2014 التي قالت "إن الحرب القادمة ستبدأ من حيث انتهت الحرب الماضية".

وأشار إلى إن الحرب الماضية (2014) انتهت باستهداف الأبراج المدنية في قلب مدينة غزة، قائلاً: "استهداف مبنى الكتيبة كادت أن تكون بداية لحرب جديدة، وهي رسالة تحذير قد تُحبط الجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية، على قاعدة وقف الاعتداءات "الإسرائيلية" بشكل كامل، لأن المقاومة لن تقبل بتغير قواعد الاشتباك".

وقال المختص في الشأن "الإسرائيلي": "إن التصعيد يأتي في سياق محاولة "إسرائيلية" لفرض وقائع جديدة على الأرض وفرض قواعد اشتباك جديدة، فهي تحاول على مدار الأسابيع الماضية بكل الوسائل أن توقف مسيرات العودة والنضال الفلسطيني الشعبي الذي أرهقها وسبب لها كثير من الأذى ولا تستطيع أن توقفه بكل الأسلحة العسكرية وهي تحاول أن تصعد عسكرية حتى تمنع المظاهرات الشعبية وحتى تخلق واقع جديد بدلاً من معادلة القصف بالقصف والقتل بالقتل".

وفيما يتعلق بتوسيع المقاومة دائرة استهداف المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بالقذائف الصاروخية قال: "منذ ليلة أمس وهي تقصف بشكل متواصل مختلف المناطق في قطاع غزة واليوم زادت ووسعت في ساعات النهار دائرة الاستهداف وهذا لم يحدث منذ انتهاء الحرب 2014، كما أن استهداف منزلين مدنيين في خانيونس وغزة يعتبر تطور وتصعيد خطير وكان بالتأكيد يستدعي تطوير رد المقاومة على هذا العدوان وهذا سيؤدي إلى تدحرج كرة الثلج مما يُصعب من السيطرة عليها".

وفيما يتعلق باستهداف الأطفال بشكل مباشر أكد المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن هذه الجريمة ليست جديدة وليست غريبة على جيش فاشي وحكومة إرهابية متطرفة، فمنذ انطلاق مسيرة العودة استشهد أكثر من 138 مواطناً مدنياً سلمياً بينهم 19 طفلاً لم يشكلوا أي خطراً يذكر على جنود الاحتلال.

وأضاف: "ما جرى اليوم من استهداف للأطفال وللمباني المدنية يجري كل يوم أمام شاشات العام أجمع، وهو مخطط له مسبقاً"، مشيراً إلى ان رسالته إلى المقاومة بان توقف كل ما يزعج "إسرائيل" خاصة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي أرهقت جيش الاحتلال.

وكان رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو قال: "إن جيش الاحتلال سيوسع عدوانه على قطاع غزة "حسب الضرورة"، مضيفاً خلال مشاورات مع كبار قادة المؤسسة الأمنية لتقييم الوضع مع قطاع غزة: "سنوسع الرد بقدر ما هو ضروري، وإذا لم تفهم حماس الرسالة اليوم، فسوف تفهمها غدًا".

واستشهد طفلين وأصيب عدد من المواطنين بجراح مختلفة في سلسلة غارات "إسرائيلية" استهدفت مواقع ومبان مدنية في قطاع غزة منذ فجر السبت وحتى ساعات المساء، فيما ردت المقاومة بقصف المستوطنات المحاذية للقطاع بعشرات القذائف الصاروخية ما أدى لإصابة 4 مستوطنين بشظايا القذائف ووصل قصف المقاومة لمستوطنة لخيش التي تبعد عن شمال القطاع نحو 15 كيلو.

كلمات دلالية