حوار الصحفي أبو الهول: مصر ستتخذ إجراءات جريئة لتحقيق المصالحة الفلسطينية

الساعة 05:08 م|11 يوليو 2018

فلسطين اليوم

المصالحة قد تشهد تقدماً مع تولي اللواء أحمد عبدالخالق مسؤولية الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات

مصر قد تلجأ إلى تقديم تسهيلات إلى الطرفين لدفعهم لإنجاز المصالحة

أبو الهول يتوقع أن تناقش مصر مع وفد حماس سبل التوصل إلى خطوات عملية لإنجاز المصالحة

غياب الثقة والاشتراطات المُسبقة أمران أفسدا المصالحة

مصر تتصدى لصفقة القرن من خلال ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة الصفقة

بعض الرؤى الإنسانية التي يدور الحديث عنها لتحسين أوضاع غزة غير بريئة النوايا

ظروف أمنية وتقنية ولوجستية تحول دون استبدال معبر كرم أبو سالم بمعبر رفح لإدخال البضائع بالكميات التي تحتاجها غزة

توقع أشرف أبو الهول نائب رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) المصرية، "أنَّ تتخذ القيادة المصرية إجراءات جريئة لإقناع حركتي حماس وفتح في إنجاز المصالحة الفلسطينية، خاصة مع تولي المسؤول الجديد عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق المعروف بشخصيته الحازمة، وعلمه بالتفاصيل الدقيقة في ملف المصالحة، ومعرفته القوية لجميع القيادات الفلسطينية، الامر الذي من الممكن أن يسهل مهمة إنجاز المصالحة".

وأوضح أبو الهول في حوارٍ خاص مع "فلسطين اليوم الإخبارية" أنَّ القيادة المصرية تتعامل بحكمة كبيرة مع ملف المصالحة الفلسطينية، ولا يمكنها أنْ تضغط على الطرفين بطريقة تفسدُ المصالحة، متوقعاً أن تقدم القيادة المصرية العديد من التسهيلات لدفعهم لإنجاز المصالحة، مستبعداً في الوقت ذاته أن تعلن مصر عن الجهة المعطلة للمصالحة، خشية تعطيلها او أن تحسب مصر على طرفٍ ضد الطرف الآخر.

وتوقع أبو الهول أن تناقش القيادة المصرية مع وفد حركة حماس سبل التوصل إلى خطوات عملية لدفع المصالحة الفلسطينية، والخروج من دائرة التمكين والتسليم، ووضع الاشتراطات التي تعرقل المصالحة، موضحاً أن الجهود المصرية منصبة على تعزيز بناء الثقة وسبل تحقيق المصالحة الوطنية، وإمكانية الوصول إلى خطوات عملية في هذا الإطار، مشيراً إلى أنَّ المعطل الرئيسي للمصالحة الفلسطينية هو عامل غياب الثقة المتبادلة بين الحركتين، إضافة إلى وضع الاشتراطات المسبقة.

وأشار أبو الهول إلى أنَّ الدعوة المصرية لوفد حماس هي دعوة من أجل الصالح الفلسطيني، وهي تدلل على أنَّ مصر تبدي أهمية كبيرة للمصالحة الفلسطينية من أجل إنقاذ القضية من مخطط صفقة القرن، والتي تحولت إلى صفقة فصل غزة عن الضفة نهائياً من خلال الاغراء بالمشاريع الإنسانية غير البريئة، واصفاً إياها بالمشاريع الملغومة.

ولفت أبو الهول أن القيادة المصرية تواجه صفقة القرن من خلال ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني من خلال إتمام المصالحة بين حركتي حماس وفتح، مشيراً إلى أنَّ مصر أبلغت جميع الأطراف ذات الصلة بالصفقة أن الصفقة مرفوضة ولا يمكن أن تمر من جانبها؛ لعدم تحقيقها الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.

وعن الرؤية المصرية تجاه غزة في ظل رؤى تحسين أوضاع غزة، قال: الرؤية المصرية لتحسين أوضاع غزة، تتمثل في إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، إذ أن تحقيق المصالحة كفيل بأن يحسن أوضاع غزة الاقتصادية والإنسانية والسياسية، مضيفاً "أن حالة القلق والتردي والخوف والحروب والمشاريع ذات الابعاد السياسية لن تحقق لغزة التنمية الحقيقة والمستدامة، المهم الآن إنهاء الانقسام لأن المصالحة إن تمت فمن الممكن أنْ تتحسن الأوضاع في غزة".

وعن إمكانية تحسين ظروف معبر رفح البري بعد إغلاق الاحتلال لمعبر كرم أبو سالم، أوضح أبو الهول أنه لا يمكن عملياً الاعتماد الكامل على معبر رفح لسد احتياجات قطاع غزة، إذ أن معبر رفح غير مجهز مثل كرم أبو سالم من حيث القدرة الاستيعابية، إضافة إلى أن نقل البضائع إلى قطاع غزة سيزيد من التكلفة المادية مقارنة بإدخالها من المعابر الإسرائيلية.

وأشار إلى أنَّ الوضع الأمني في شمال سيناء يؤثر سلباً على انسيابية حركة التجارة من مصر إلى قطاع غزة، لافتاً إلى أنَّ تحسين العلاقات التجارية مع غزة يخضع للقرار الأمني والسياسي المصري.

وعن تصريحات القيادي في حركة حماس محمود الزهار القبول بإقامة مشاريع اقتصادية في غزة وسيناء، يعتقد أبو الهول أن تصريحات الزهار لا تنسجم مع الرؤية المصرية تجاه تنمية غزة، وأن الرؤية المصرية تتجه نحو تنمية غزة من داخلها لا من خلال الأرضي المصرية في سيناء، وفق توقعاته التي أشار أنها ليست ناتجة عن أي معلومات وإنما ناتجة عن تحليلات بشأن الرؤية المصرية تجاه غزة.

وكان وفد من حركة حماس غادر ظهر اليوم الأربعاء، للقاهرة برئاسة نائب رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية للقاء اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية يوم غد الخميس، حيث سيركز الاجتماع على تطورات ملف المصالحة، وسبل حل أزمات قطاع عزة.

ويتزامن وصول وفد حماس الداخل مع قدوم وفد الخارج بقياده نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري.

وقالت مصادر مطلعة إن المسؤولين الجدد عن الملف الفلسطيني في إدارة جهاز المخابرات المصرية، يريدون البدء بـ "خطوات عملية" في المرحلة المقبلة، يتم من خلالها إنجاز بعض الملفات التي جرى تأجيل حلها خلال الأشهر الماضية، والمقترنة جميعها بملف "التمكين".