دعوا إلى تشكيل إطار وطني للتصدي لها

باحثون وكتاب يناقشون المبادرات المطروحة في المشهد الفلسطيني

الساعة 01:00 م|11 يوليو 2018

فلسطين اليوم

عقد مركز قدسنا للدراسات والتطوير ندوة سياسية في مدينة غزة، المبادرات المطروحة في القضية الفلسطينية، تحت عنوان "المشهد الفلسطيني بين فكي الاستحقاقات السياسية والإنسانية".

وشارك في الندوة، كل من الكاتب والمحلل الدكتور ثابت العمور، والأستاذ حسن لافي الكاتب والمحلل المختص بالشأن الإسرائيلي، والدكتور وليد القططي الكاتب والمحلل المختص بالقضية الفلسطينية.

وافتتح الدكتور ثابت العمور الندوة بشكر إدارة مركز قدسنا للدراسات والتطوير لتناولها المبادرات المطروحة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الشعب الفلسطيني.

وأكد الدكتور العمور أن المبادرات السياسية ممتدة عبر تاريخ القضية الفلسطينية منذ عشرات السنين، مشيراً الى مبادرة بورقيبة عام 1965م، والذي طرح حل شعبين في دولة واحدة، ومن ثم مبادرة السلام العربية التي طرحها السادات عام 1976م، والتي قوبلت باستهجان عربي رسمي واسع ورفض كبير، ترتب عليه قطع العلاقات مع مصر، وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية، ونقل المقر الدائم للجامعة من القاهرة إلى تونس.

وقال العمور أن المبادرات التي طرحت عبر تاريخ القضية الفلسطينية، كانت تطرح عقب موجة اشتباك كبيرة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى خطورة بعض المبادرات الشخصية المطروحة مؤخراً، والتي طرحها بعد الكتاب والمفكرين العرب، أو حتى رجال الأعمال.

وقال الدكتور ثابت أن بعض هذه المبادرات قد تكون عبارة عن بالونات اختبار للحالة الفلسطينية.

ونوه الدكتور العمور، إلى خطورة مبادرة عدنان مجلي، التي طرح من خلالها إعادة بناء منظمة التحرير عوضاً عن إصلاحها، مما يعني هدم المنظمة وإعادة بناءها مما يشكل خطراً حقيقيا على القضية الفلسطينية.

وانتقد الدكتور ثابت، الموقف الفلسطيني من المبادرات المختلفة، حيث تُقابل برفض كبير في البداية، دون بلورة موقف فلسطيني واضح وموحد، مما يقود الفلسطينيين في وقت لاحق للقبول بما هو دون المبادرات التي طرحت في البداية، حتى باتت تنحصر هذه المبادرات في القضايا الإنسانية، مستدلاً على ذلك بقضية اللاجئين، حيث كانت المبادرات في البداية تطرح حق العودة، ومن ثم التعويض، ومؤخراً غابت قضية اللاجئين عن المبادرات المطروحة.

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور العمور، إلى تشكيل إطار وطني موحد للتصدي لكل المحاولات المنفردة والمنعزلة عن الكل الفلسطيني، والتي تتعاطى مع المبادرات.

الدكتور وليد القططي، الكاتب والمحلل المختص بالقضية الفلسطينية، أكد أن هذه المبادرات لا تقتصر على كونها بالونات اختبار، مؤكداً أنها تأتي لإدارة الصراع بهدف ترويض الفلسطينيين أو كسب الاحتلال للوقت اللازم لتمرير مخططاته وتحقيق مصالحه.

وتطرق الدكتور القططي إلى مبادرة عدنان مجلي، مؤكداً أن سقفها متدني جداً، لا يرقى إلى مستوى أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني.

وقال بأن الشراكة التي طرحها مجلي في مبادرته، ليست شراكة حقيقية، كونها مبينة على أوسلو والتي تعتبر نتاج فصيل سياسي معين، مؤكدا أن أوسلو فقدت شرعيتها الدولية منذ 1999م وشرعيها الدستورية بانتهاء ولاية كل من عباس والمجلس التشريعي.

وكشف القططي بأن دعوات مجلي الى دعم المقاومة الشعبية السلمية إنما تهدف إلى إعفاء المحتل الإسرائيلي من تكاليف احتلاله، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسئولية الانقسام الفلسطيني بالدرجة الأولى.

وتطرق الدكتور القططي إلى تهديدات عزام الأحمد، وتوعده سكان القطاع بمزيد من الإجراءات والعقوبات، والتي جاءت في ذات سياق إجراءات المحتل الإسرائيلي المتمثلة في إغلاق معبر كرم أبو سالم .

وتناول الدكتور القططي، مآلات صفقة القرن، واحتمالات تمريرها، مرجحاً عدم تمريرها وذلك لإجماع الكل الفلسطيني على رفضها بغض النظر عن دوافع ومبررات الرفض.

وأشار إلى وجود قوى دولية كالولايات المتحدة تدفع لتمرير صفقة القرن لأهداف ومصالح اقتصادية، وقوى إقليمية كمصر والسعودية تدفع لتمرير الصفقة بهدف ضمان وصول محمـد بن سلمان إلى عرش المملكة، ومحاولات السعودية ومحورها الانتصار على المحور الإيراني.

من ناحيته، استعرض الكاتب والمحلل المختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي، الموقف الإسرائيلي من هذه المبادرات، والأهداف والأدوات الصهيونية للتعاطي مع هذه المبادرات.

وقال لافي:" إن ترامب الذي صعد إلى كرسي الرئاسة الأمريكي، يحمل رؤية مختلفة عن سابقيه، حيث يرى بأن حل الدولتين لم بعد مقدساً، وأن الحل قد يأتي ضمن اتفاق إسرائيلي مع أي جسم سياسي فلسطيني.

وأكد لافي، أن الحل الأمريكي للمنطقة أو ما يسمى بـــ"صفقة القرن"، لا ينحصر في القضية الفلسطينية، إنما يهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة وفق المصالح والرؤية الأمريكية، مشيراً إلى التحديات التي تواجه الولايات الأمريكية ومصالحها، من المحور الإيراني، والتحدي الروسي والصيني.

وبين، أن صفقة القرن تهدف إلى الانتقال بالعلاقات العربية الإسرائيلية من التطبيع إلى الشراكة والتحالف، لتميكن المصالح الأمريكية في المنطقة والتصدي للمحور الإيراني.

وقال لافي:"إن الاحتلال الإسرائيلي ينظر إلى قطاع غزة على انه انفجار قد أُشعل فتيله، وأنه قادم لا محالة، وذلك نتيجة لاشتداد وتضييق الحصار المفروض على أكتر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، سيقود إلى تدهور الحالة الإنسانية يترتب عليها تدهور الحالة الأمنية والعسكرية.

وأشار لافي إلى موقف دولة الاحتلال الإسرائيلي من الأزمة السورية، حيث ترى أن الأزمة انتهت مما يفرض تغيير إقليمي كبير بعد 7 سنوات من الصراع، نتج عنه انتصار الأسد وخسارة "الثوار" حسب الصحافة الصهيونية.

وقال لافي أن المحتل الصهيوني دائماً ما يسعى تحقيق أمنه، والمحافظة على هدوء كيانه بأقل التكاليف، حيث يتنصل من مسئولياته تجاه سكان الضفة والقطاع كأراضي محتلة من قبله.

وأكد الأستاذ حسن لافي أن الفلسطينيين هم الوحيدين الذين تصدوا بدمائهم لإعلان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، داعيا إياهم إلى ضرورة البحث والتمسك بحلفائهم الحقيقيين.

كلمات دلالية