نتنياهو سيطرح على بوتين ابعاد ايران- هآرتس

الساعة 12:35 م|11 يوليو 2018

فلسطين اليوم

 من سوريا مقابل رفع العقوبات عن روسيا

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: حسب تقارير "نيويوركر" فان اسرائيل والسعودية واتحاد الامارات اقترحت على ترامب الغاء العقوبات التي فرضت على روسيا مقابل مساعدتها في اخراج القوات الايرانية من سوريا - المصدر).

إن مطالبة اسرائيل بسحب كل القوات الايرانية من سوريا يتوقع أن تقف في صلب اللقاء بين الرئيس نتنياهو والرئيس بوتين الذي يتوقع عقده هذا اليوم في روسيا. هذا على ضوء وزير الخارجية الروسي سرجيه لافروف الذي قال إنه سيكون من غير المنطقي تماما المطالبة بانسحاب شامل.

 

          روسيا اوضحت لاسرائيل في عدة مناسبات بأنها تستطيع على ابعد تقدير أن تعمل من اجل سحب كبير للقوات الايرانية والمليشيات العاملة تحت امرتها، بما في ذلك حزب الله، من الحدود الاسرائيلية في هضبة الجولان، لكنها لا تستطيع أن تجعل ايران تنسحب من الساحة السورية. ولكن ايضا وعدها بسحب جزئي للقوات الايرانية فان روسيا لا تنجح في تحقيقه.

 

          حسب تقارير من سوريا حتى خلال الاحتلال السوري لمنطقة درعا كان مراقبون وضباط ايرانيون ورجال من حزب الله مع قوات الجيش السوري، يتضح أن الجيش السوري على سيطر على معبر الحدود بين سوريا والاردن ومعبر نصيب، دخل الى مناطق تحت سيطرة المتمردين خلافا للاتفاق الذي تم التوصل اليه في الاسبوع الماضي. بناء على ذلك ليس واضحا على ماذا يستند تقدير اسرائيل أو ايمانها بأن روسيا بوسعها ابعاد ايران. مع ذلك يبدو أن هذا التقدير يرافق اسرائيل على الاقل في السنتين الاخيرتين، حتى قبل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وبصورة اكبر بعد انتخابه.

 

          المجلة الامريكية "نيويوركر" كشفت اليوم أن السعودية ودولة الامارات واسرائيل اقترحت على ترامب معادلة بحسبها ترفع الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها على روسيا قبل اربع سنوات في اعقاب الحرب في اوكرانيا واحتلال شبه جزيرة القرم، وفي المقابل تعمل روسيا على اخراج القوات الايرانية من سوريا. مراسل المجلة آدم انتوس كتب أنه قبل فترة قصيرة من الانتخابات الامريكية التقى ولي العهد لدولة الامارات الشيخ محمد بن زايد مع وسيط امريكي. إبن زايد قال له إن بوتين سيكون مهتم بحل الازمة السورية مقابل رفع العقوبات عن بلاده. الشيخ زايد حسب اقوال المراسل لم يكن الوحيد الذي سعى في هذا الاتجاه: معه عملت شخصيات رفيعة اسرائيلية وسعودية، شجعوا هذه الفكرة في المحادثات مع شخصيات امريكية رفيعة.

 

          في نيسان 2017 كشف انتوس في تقرير له في "واشنطن بوست" عن عقد اللقاء الذي جرى في جزيرة سيشل بين اريك فرينس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" التي عملت في العراق واتهمت بمخالفات جنائية، وبين المقرب من ستيف بانون الذي كان في حينه المستشار المقرب جدا من ترامب وكيريل دمترييف، مدير صندوق اموال روسي. الثلاثة التقوا في موقع استجمام للشيخ زايد بهدف فحص اذا كانت روسيا مستعدة لتقليص علاقتها مع ايران وتعاونها مع طهران في سوريا مقابل تنازلات امريكية في مجال العقوبات. بعد ذلك استثمرت السعودية والامارات مليارات الدولارات في مشاريع في سوريا من اجل تشجيع بوتين على تبني سياسة الانفصال عن ايران. الكاتب لا يعرف هل هذا الاقتراح قدمه بوتين نفسه أو أحد مساعديه أو أن الاقتراح هو مبادرة شخصية من ولي عهد دولة الامارات.

 

          بعد انتخاب ترامب، أحد الحضور في اللقاء الخاص الذي حضره سفير اسرائيل روني ديرمر، قال إنه ديرمر قال إن اسرائيل تشجع التعاون بين ترامب وبوتين على أمل اقناع روسيا بدفع ايران الى خارج سوريا. مصدر اسرائيلي رفيع قال لـ "نيويوركر" إن "اسرائيل تعتقد أنه يمكن عقد اتفاق روسي – امريكي في سوريا يدفع الايرانيين الى الهامش"، واذا تحقق ذلك "يمكن أن يكون هذا بداية لتحسين العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا". مصدر شغل وظيفة في الادارة الامريكية وتحدث مع وزير اسرائيلي مقرب من نتنياهو قال لمراسل المجلة إن الوزير سوق له فكرة "استبدال اوكرانيا بسوريا". أي رفع العقوبات عن روسيا مقابل ابعاد ايران عن سوريا.

 

          وزير خارجية السعودية ووزير خارجية دولة الامارات سوقا ايضا هذه الفكرة. وقد تساءلوا في السعودية ولا سيما امام شخصيات امريكية كبيرة لماذا لا ترفع واشنطن العقوبات مقابل ابعاد ايران. "هذا لم يكن بالون اختبار، لقد حاولوا تحويل الفكرة الى أمر مقبول"، قال مصدر لمجلة "نيويوركر".

 

          هل ترامب مستعد لصفقة من هذا النوع؟ حسب رأي مصادر في المجلة، حتى لو أنه رغب جدا في ذلك إلا أن روسيا لا يمكنها الوفاء بذلك. علاوة على ذلك، في الوقت الذي يخضع فيها ترامب للتحقيق بشأن علاقته مع روسيا قبل الانتخابات، فان مجرد طرح الفكرة من شأنه أن يضر بالدفاع عنه.

 

          من غير المستبعد أن نتنياهو نفسه سيحاول بيع بوتين هذه الصفقة. وربما سيتم طرح هذا الامر ايضا في القمة التي ستعقد بين بوتين وترامب في 16 تموز الحالي. اذا كان هناك من يتسلى بتمارين الاقناع الدولية فليس من الزائد فحص ما الذي ايران مستعدة له. المنطق السياسي يقول إن ايران ستكون مستعدة لتقديم تنازلات في سوريا مقابل رفع العقوبات الامريكية الجديدة عنها. واعادة الاتفاق النووي الى سابق عهده. ولكن هذا المنطق يصطدم مع مواقف ترامب ونتنياهو والسعودية والامارات المتصلبة حول الاتفاق النووي. ايران نفسها لها موقف واضح جدا بالنسبة لمصالحها في البقاء في سوريا – مثلما أنها تصر بشدة على أن الاتفاق النووي غير خاضع للمفاوضات. في هذه المرحلة اسرائيل يمكنها على الاكثر أن تتوقع مخطط روسي مريح يسوي مسألة اعادة هضبة الجولان السورية الى سيطرة النظام دون دخول قوات سوريا اليها وتنسيق الوضع الراهن بينها وبين اسرائيل بعد انتهاء الحرب.