خبر الدكتور الهندي: الفشل الجوي للعدو سيتبعه فشلٌ بري وصيف تموز 2006 ماثلٌ أمامنا

الساعة 02:13 م|04 يناير 2009

فلسطين اليوم : غزة

دعا الدكتور محمد الهندي القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الفلسطينيين إلى الصمود والثبات في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد بحقهم، مشدداً على أن "الدماء الزكية البريئة التي سالت على هذه الأرض ستجلب لنا النصر بإذن الله".

 

وأوضح الدكتور الهندي في تصريحاتٍ خاصة لـ"فلسطين اليوم" أن الشعب الفلسطيني أعدّ نفسه لمثل هذا اليوم وهذا الجنون الذي يتعرض له على يد آلة القرصنة والعدوان الإسرائيلي.

 

وأشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أن ما لم يكن يتوقعه أن ينحاز بعض العرب أو يصمتوا صمت القبور حيال هذه المجازر، التي لفت إلى أن 98% من ضحايا من المدنيين العزل ورجال الشرطة المدنية.

 

وفيما يلي نص الكلمة:-

بسم الله الرحمن الرحيم

ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس"....................

يا أهلنا الصامدين في غزة الصابرة المحتسبة في ضفتنا العزيزة الغالية، يا أهلنا المنزرعين في وطنهم فلسطين المحتلة عام 48 الموزعين في الشتات في كل بقاع الأرض، يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية الأعزاء الذين تلهج قلوبهم بالدعاء للمرابطين على أرض فلسطين وتهفو أفئدتهم لمسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

اليوم يخرج البرابرة الجدد ..النازيون المدججون بكامل أسلحتهم وحقدهم ليقيموا محرقة للشعب الفلسطيني المجاهد المرابط..ولليوم الثامن على التوالي، ويزرعوا الخوف في قلوب الأبرياء العزل في المنازل والمساجد والمشافي والمدارس والشوارع على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي التحضر.

ونؤكد اليوم لهذا العالم أن نسبة الشهداء من المدنيين  ورجال الشرطة المدنية هي 98 في المائة، فيما لن يتجاوز عدد الشهداء من كتائب القسام وسرايا القدس العشرة شهداء.

هذه هي إسرائيل التي نعرفها وخبرناها منذ قبل العام 48،، وقد أعددنا أنفسنا لهذا اليوم لمثل هذا اليوم ومثل هذا الجنون، لكن الذي لم نعد أنفسنا له ولم نعرفه أو نتوقعه أن ينحاز بعض العرب لرؤية هذا العدو المجرم أو أن يصمتوا صمت القبور أمام هذه المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية.

في حرب تموز أثيرت النزعة المذهبية غطاء لهذا الانحياز، فماذا نقول اليوم، ماذا يقول الساسة العرب عن شعب فلسطين الذي يحرق اليوم في غزة.

كنا نعلم أن النظام العربي في مجمله بدون عقل يدور في متاهة لا يعرف أهدافه ولم يحدد حلفائه أو أعداده ولم يضع يده على مصالحه الحقيقية، اليوم نتأكد أنه بدون قلب أيضا، هو أقرب إلى الجماد، إلى الأصنام منه إلى البشر.

يا أهلنا..يا أمتنا الغالية..لقد أعزنا الله بالجهاد وبالمقاومة، واليوم على ثغور غزة وعلى وهج الدم الطاهر يعيد المجاهدون الأبطال بسلاحهم المتواضع الاعتبار للأولويات، يحافظون على ثوابت قضيتنا من الضياع، ويعيدوا الوحدة لشعب فلسطين في غزة والضفة وكل مكان، ويعيدوا فلسطين إلى أرض خير أمة أخرجت للناس، التي خرجت تهتف لغزة وللمقاومة في مصر الكنانة، وبيروت العزة وبغداد الشموخ، في عمان الكرامة وبصنعاء المجد، كل عواصم الأمة الإسلامية المباركة وأحرار العالم، لنتأكد أننا لسنا وحدنا في المعركة، بل يجللنا دعاء الملايين من أبناء الأمة على امتداد الوطن الإسلامي الكبير، يجللنا تضحيات آلاف الشهداء والمجاهدين الذين تنازلوا عن نشوة المستقبل، واختاروا تضحية من أجل الإسلام وفلسطين، وعين الله ترعانا.

الإخوة الأعزاء/

في اليوم الثامن لهذه الحرب نؤكد على جملة من القضايا:-

أولا/أن هدف إسرائيل كان دوما القضاء على المقاومة، على إرادة الصمود وروح المقاومة والثبات، ومع كل يوم تبتعد إسرائيل عن تحقيق هذا الهدف الذي أصبح وهما كبيرا؛ لأن المعركة ليست مع دول وأنظمة منقطعة التواصل عن شعوبها وتاريخها ودينها، بل المقاومة اليوم جزء أصيل من شعب حي نهض يقاتل بدا أن يتوسد المعركة، مع جيل جديد لا يعرف الخوف، صهر في قلب المعاناة..انظروا كيف يخرج أبناء شعبنا بعد كل قصف يشيعون الشهداء ويبايعون على نفس الطريق..لن تستطيع قوتكم أن تحطم روح شعبنا؛ لأن قتالنا جهاد، وموتنا استشهاد، ولأننا أوفياء للمقدسات التي ندافع عنها، لن يتطرق اليأس إلى نفوسنا أبدا.

ثانيا/ رغم الصعوبات ومحدودية الإمكانيات، فإن هناك أملا، بوسائلنا المحدودة وتصميمنا وتواضعنا وروحنا القتالية العالية نستطيع أن نعلم العدو أن لقوته حدود، وأن الفشل الجوي في القضاء على المقاومة سيتبعه بإذن الله فشل بري، لتكتشف إسرائيل ولنكشف إسرائيل عاجزة أن تخلق ردعا حقيقيا في فلسطين، كما عجزت عن ذلك في لبنان، وليكتشف الجميع أن الصواريخ "العبثية" محلية الصنع التي هي أول سلاح هجومي في فلسطين ستقوّض هيبة العدو ووهم الغطرسة والقوة لديه، وهذا هو الهدف الذي نقاتل من أجله ونضحي في سبيله في هذه الجولة من الصراع..لنقول للجميع "أعيدوا حساباتكم، فإسرائيل لم تعد الأسطورة التي عرفتموها عام 48، و56، و67، و82، هي لا تستطيع اليوم أن توقف الصواريخ (العبثية)، ولا تردع غزة المحاصرة المجوّعة المفقّرة، فكيف لها أن تردع عواصم كبيرة؟!".

ثالثا/مع ازدياد شراسة القصف واقتراب انكشاف العدو، تداهمنا سياسة ضبط النفس التي يعبر عنها الرسميون الذين يساوون بين الضحية والجلاد، بين العدوان والمقاومة، هؤلاء الذين لا يفهمون روح المقاومة ومنطق الشهادة، ولا يستطيعون قياس الأشياء التي لا وزن لها. إن شعبنا لا يعول عليهم ولا على تحركاتهم، لا يعول على مؤتمراتهم التي يختلفون حتى على عقدها، وفي ذاكرتنا مطالبتهم لشعبنا في حرب عام 36 أن اخلدوا للراحة أملا في وعود جلالة الملكة الصديقة بريطانيا.

إن ما يحتاجه شعبنا هو العون الصادق، وإذا لم يكن العون حالا، فما حاجتنا للون الحديث عن اتفاق المعابر وفتح معبر رفح أو إدخال بعض المساعدات وعشرات المصابين للعلاج، فيما مئات الأبرياء ينزفون حتى الشهادة؟!

رابعا/يتحدث بعض الساسة عن هدنة إنسانية لمدة يومين، ونحن نعلم أن الدافع ليس إنسانيا ولا أخلاقيا بكل تأكيد، فإسرائي التي تسمح بدخول بعض الدواء تقصف مستودعات الأدوية هي مجردة من ذلك تماما، وعلى المقاومة أن تبقى مستنفرة على أهبة الاستعداد لكل الاحتمالات والمفاجآت.

خامسا/نرحب بالأصوات الفلسطينية المسئولة التي تدعو للتوحد أمام هذا العدو، وننظر بريبة لكل من يتحدث أثناء المعركة عن الانقسام الفلسطيني أو يسمم الأجواء بتصريح أو ممارسة أو ملاحقة للمجاهدين، وننتظر خطوات مسئولة ترتقي لمستوى شلال الدم الفلسطيني، أولها تحريم الاعتقال السياسي والتعاون الأمني مع العدو.

سادسا/إن المحرقة التي يقيمها العدو في غزة الآن هي موضع اهتمام العالم، وهذا يشكل نوعا من الحماية لشعبنا يجري استثمارها وتطويرها، وهنا نوجه رسالتنا لملايين العرب والمسلمين والشعوب الحرة، خاصة العلماء والمثقفين والإعلاميين وقادة الفكر والسياسة أن واصلوا وطوروا الفعاليات المناهضة للجرائم الصهيونية، وليعلم الجميع أن نتائج الحرب في غزة سوف تمهد لتغيير جوهري في علاقة القوى في المنطقة.

يا أهلنا، يا أمتنا المجيدة..يحاولون عبثا إخضاع غزة، إخضاع إرادة الصمود والمقاومة بالقوة الغاشمة، بعد أن فشلوا في ترويضها بوسائل متعددة آخرها الحصار الظالم.

إن هذه الدماء الزكية البريئة التي تسفك على امتداد القطاع، وهذه التضحيات والمعاناة والأوجاع التي تتراكم طبقة فوق طبقة ستجلب لنا النصر بإذن الله. رغم إمكاناتنا الضعيفة فإن روحنا عالية، لأننا نحب فلسطين ونعشق الحرية، لأننا أصحاب رسالة، ندافع عن وطننا ومستقبل أطفالنا، ندافع عن دين الأمة ومقدساتها.

إن شعبنا المرابط الصابر الذي حمل شعلة النضال والجهاد ضد أعتى أمة في التاريخ يقول اليوم كلمته فيتردد الصدى على امتداد الأمة، يتردد الصدى عزة وكرامة ووحدة وانتصار بإذن الله.

"إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا"..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته