خبر لا توجد حرب مبررة أكثر /معاريف

الساعة 09:16 ص|04 يناير 2009

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون:  هذه حرب مبررة تماما. انسحبنا من غزة حتى آخر سنتمتر ومع ذلك نتلقى نار الصواريخ التي لا تتوقف عن التطور. على حماس أن تفهم بانها اذا لم تنزل عن الشجرة فاننا سننزلها عنها بانفسنا – على أن نستكمل ذلك حتى 20 كانون الثاني - المصدر).

هل الدروس استخلصت؟

ينبغي ضبط النفس

اسرائيل ستنهض هذا الصباح على اجواء حرب. للحرب يوجد ثمن. وعندما تكون الحرب مبررة ينبغي معرفة دفع الثمن. لا يوجد حرب مبررة أكثر من حرب اسرائيل ضد حماس. غريب قول هذه الجملة، التي تذكر بارئيل شارون ("حرب لبنان كانت من أكثر حروب اسرائيل تبريرا")، اليوم بالذات. شارون هو الرجل الذي اخرجنا من غزة. واليوم هو يوم الذكرى الثالثة لانهياره. واليوم بالذات، نحن نعود الى غزة. نعود الى غزة كي لا نبقى فيها. نعود الى غزة كي نبقى على قيد الحياة.

حاليا يبدو ان الجيش الاسرائيلي وكذا القيادة السياسية استخلصا دروس حرب لبنان الثانية واستوعبا تقرير فينوغراد. وينبغي أن نأمل باننا نحن ايضا، في وسائل الاعلام وبين عموم الجمهور قد تعلمنا شيئا في الوقت الذي انقضى منذئذ. ينبغي أن نصلي كي لا تكون الايام القريبة القادمة ايام هستيريا. لا في وسائل الاعلام ولا بين الجمهور. قد تقع مشاهد قاسية. وربما حتى لا سمح الله جنازات عسكرية. هكذا هو الحال في الحرب. جنود يقتلون. واحيانا ايضا مدنيون. محظور الضغط على الجيش. محظور المطالبة بنتائج. يجب أن نفهم ان في اللحظة الاخيرة ايضا يمكن ان تطلق القسامات والغرادات. يجب تصفير ساعة ضبط الوقت، تطوير الصبر والاعصاب القوية. في حرب الايام الستة، الاكثر نجاحا (عسكريا) بين حروب اسرائيل، قتل اكثر من مائة جندي في اليوم في المتوسط. بتعابير اليوم، ما كان هذا ليمر. وبعد نصف ساعة، كنا سنوقف الحرب.

منذئذ وحتى اليوم، شيئان تغيرا فقط: الاعداء باتوا اكثر تصميما ونحن اقل بكثير. اذا كنا محبين للحياة، في هذا المكان، فان هذه المعطيات يجب أن تتغير. يجب نشر اعداد القتلى (وحبذا الا يكونوا) مرة واحدة، في ختام اليوم. يجب ضبط النفس. يجب ابداء المسؤولية. العد حتى 10 وأكثر، وابداء حماسة اقل. ليس فقط في الشرق الاوسط ينظرون الينا الان. حول العالم، العيون تتطلع الينا. اذا ما تراجعت الدولة اليهودية هذه المرة ايضا، اذا لم تتأزر هذه المرة ايضا بما يكفي من القوى كي تهزم منظمة ارهابية دون نسبيا كحماس، فإذن حقا خسارة على وقتنا. ومثلما لم يؤمن نصرالله بان اسرائير سترد مثلما ردت في تموز 2006، هكذا هذه المرة لم يؤمنوا في حماس بان اسرائيل ستنطلق في خطوة كهذه عشية الانتخابات. وبالفعل انطلقنا. بالمناسبة، ايران اطلقت في الايام الاخيرة عدة تهديدات واضحة، فظة باتجاه اسرائيل. وقد نقلت هذه بقنوات وسيطة، سفارات في اوروبا وما شابه. ولهجة التهديد: لا تجرؤوا على الخروج الى حملة برية في القطاع. بقدر ما هو معروف، فان هذا التهديد الاكثر فظاظة ومباشرة تطلقه ايران نحو اسرائيل حول خطوة امنية او عسكرية. وبالفعل، رغم ذلك انطلقنا الى الخطوة.

 

        سحق حماس

        الا يطلبوا الرحمة      

        ومرة اخرى، لا تنسوا: ستكون صواريخ، حتى اللحظة الاخيرة. ليست حكمة كبيرة اطلاقها. كل عربي مع انبوب ومادة يمكنه أن يخرج من بيارة فيطلق صاروخا ويفر. وهذا هو السبب في أن عشرات الالاف وبعد ذلك مئات الالاف من مواطني اسرائيل اصبحوا رهائن لدى منظمة اجرامية، ارهابية، فاشية، تتبنى الابادة المطلقة لدولة اسرائيل وتحويل اراضيها الى ارض وقف وخلافة اسلامية. هذه ايديولوجيا حماس، ولا غيرها. وخلافا للميثاق الفلسطيني الذي جعل نفسه عرفات على الاقل يغيره، هذا الميثاق المتطرف لحماس، المفصل في كل مبادئه ومواعظه التي يروج لها لا يمكن تحريكه. يدور الحديث عن عقيدة جامدة. دينية. وعليه، فان مطلب "الحديث مع حماس" عديم الاساس في الواقع. لماذا لا يقنع احد الامريكيين بالحديث مع القاعدة او مع طالبان؟ حماس يجب سحقها. ليس اقل من ذلك. والرحمة على السكان الفلسطينيين البائسين الذين يتمزقون بيننا وبين حماس، يجب أن تكون دوما مخلوطة بمعرفة أن ذات السكان حقا، باغلبيتهم الساحقة، يصوتون لحماس في الانتخابات، يهتفون لحماس في المهرجانات، يرقصون على الاسطح في كل مرة يسفك فيها دم يهودي، وبعد ذلك يتباكون مطالبين بالرحمة. لا رحمة في هذا المكان. من لا يرحم اطفال سديروت لا يجب أن يتوقع منا ان نرحم اطفاله في بيت حانون. المظاهرات في سخنين أمس كان يمكن أن تستقبل بالتفهم لو أنها جاءت بعد سلسلة مظاهرات لذات الجمهور بالضبط، ضد صواريخ القسام. فاسرائيل خرجت من غزة، حتى آخر سنتمتر وتلقت بالمقابل صواريخ آخذة في الازدياد، والتطور، والتحسن. بعد قليل ستصل الى تل ابيب ومنذ وقت غير بعيد تلقت تل أبيب بعدم اكتراث معين الصواريخ على سديروت. وضع لا يطاق يبرر الافتراض بان دولة تل أبيب تصبح تهديدا استراتيجيا على دولة اسرائيل. الان، أخيرا، اتحدت الدولتان.

 

        نهاية اسبوع من المداولات

        حتى بيغن جند

        يوم الخميس جلست الثلاثية الرائدة (اولمرت، لفني، باراك) من الثامنة مساء حتى الرابعة فجرا. تسيبي لفني عادت من باريس وانضمت الى الجلسة في حوالي الواحدة بعد منتصف الليل. لم يكن سهلا. رئيس الاركان غابي اشكنازي يحرص على ان يكون الوزراء على علم بكل الاثار والاثمان المتوقعة، في كل مرحلة. في الغداة، يوم الجمعة، استؤنفت الجلسة في الساعة 11:00 قبل الظهر. عند الظهر استدعي مجلس وزاري سري. الهواتف الخلوية اخذت من الوزراء الذين وقعوا على اتفاقات بالحفاظ على السرية. اولمرت القى في هذه الجلسة خطابا ملتهبا. "لا يوجد شجعان، جسورين ومصممين اكثر من المحللين"، قال اولمرت للوزراء، "الى أن يصلوا الى اختبار التصميم، الجميع يعرفون ويفهمون وخبراء في الامور التي لم تحصل ولا تحصل، وعندها يأتي الاختبار. نحن في لحظة الاختبار الان. انا اقول لكم مرة اخرى، اذا كنتم تشعرون بان هذا سيكون شديدا، فلديكم طريقا للفرار. صوتوا ضد. صدقوني، فاني لن اغضب عليكم. سأفهمكم. من يتردد، لا داعي لان يتردد. فليصوت ضد. انا بت قادرا على أن ارى أي تعبيرات سيطلقها المحللون وكيف سيهزأون بقرار الحكومة، عندما افكر في ذلك اقول بان لا حدود لثراء اللغة ومرونة الجسد. اقول لكم مرة اخرى: اذا كان احد يعتقد بانه حين تبدأ الصور القاسية في الوصول سيكون الامر قاسيا عليه يمكنه أن يصوت ضد. اريد أن اكون قادرا على الظهور امام الجمهور الاسرائيلي، امام كل الامهات وان اقول لهن باني فعلت كل الامور التي يفعلها الشخص المسؤول كي لا تظن أي واحدة منكن باني كنت مستخفا قبل أن ابعث بابنها الى حيث بعثت به. ولكن في النهاية تأتي اللحظة التي لا  يعود فيها ممكنا ان تدور حول نفسك ويجب أن تأخذ القرار. نحن نأخذ المسؤولية. اريد أن تعرفوا هذا. عليهم (ويشير الى ضباط الجيش) اعتمد مائة في المائة.

        نحن نبعث بهم الى القسم الصعب الذي من شأنه ان يكون وحشيا وعليهم ان يتصدوا له فيما سنواصل نحن هنا الجلوس في الغرف، ولكن مطلوب منا المسؤولية للوقوف امام الجمهور وننظر في عينيه ونقول اننا قررنا لاننا نعتقد بان هذا هو ما يلزم. من يتردد فليصوت ضد. لا يمكن الامتناع. خذوا موقفا". وروى اولمرت رواية عن النائب يهودا بن مئير الذي القى خطابا ملتهبا حين طرح بيغن اتفاقات كامب ديفيد على الكنيست، وفي ختامها امتنع. بيغن، مثل بيغن، اثنى جدا على الخطيب، وشبهه بعظام الخطباء في التاريخ، وعندها قال بسخرية: "تصوروا ان يكون بن مئير قد اقنع النواب ايضا. ماذا كنت سأفعل حينها باتفاق السلام مع مصر؟

 

 

        الى أن تنزل حماس عن الشجرة

        او "الى أن ننزلها نحن"

        رغم أقوال اولمرت، امتنع وزيران عن التصويت. ايلي يشاي وحاييم رامون. ليس الزمن للسياسة الان، ولكن يشاي، الذي هو شخص ايجابي وسياسي لا بأس به، يتحدث عن نفسه في الاشهر الاخيرة بتعابير "سيد أمن". هل يمكن ان يكون مقتنعا؟ معقول الافتراض. من جهة اخرى هو ايضا يفهم بان عملية عسكرية واجواء حرب يمكنها أن تمس جدا بشاس، في صالح الليكود. ورامون؟ لماذا امتنع رامون؟ لانه رامون.

        ما يفعله الجيش الاسرائيلي الان هو المرحلة الثانية من العملية التي صادق عليها المجلس الوزاري قبل عشرة ايام. استمرارها سيتقرر حسب نتائجها وسلوك حماس. قد ينتهي هذا في اسبوع، وقد يحتدم ايضا ويتفاقم ويجتذب الجيش الاسرائيلي الى عمق غزة. ينبغي الصلاة الا يحصل هذا. وان تفهم حماس وتنزل عن الشجرة، والا فسنضطر الى انزالها عنها بأنفسنا. او نقطعها، على امل الا تسقط علينا. اليوم سيصل الى هنا مبعوث روسي، وكذا الرباعية الاوروبية (التشيك، رئيسة الاتحاد الاوروبي نشرت امس بيانا رائعا من ناحية اسرائيل: نشاط الجيش الاسرائيلي دفاعي، وليس هجوميا). غدا يصل ساركوزي. مجلس الامن تأجل حتى يوم الاربعاء. الموعد النهائي الحقيقي هو 20 كانون الثاني، موعد استبدال بوش باوباما. اذا لم ننجح في انهاء هذا حتى ذلك الحين، فهذا دليل على أننا في مشكلة.