خبر الجيش يتقدم واولمرت؟ /معاريف

الساعة 09:14 ص|04 يناير 2009

بقلم: عوفر شيلح

        (المضمون: لا يوجد لهذه المسألة بعد جواب مطلق. فهي هامة على نحو خاص لانها لا تعطي الانطباع بان احدا، بمن في ذلك وزيرة الخارجية ، يعمل في مسار سياسي ذي مغزى، وكذا لا احد يطالب بان يحصل هذا - المصدر).

        جلسة المجلس الوزاري الاخيرة كادت تنشغل فقط بالشؤون العسكرية وحسب قرار سابق، فان كل مرحلة في حملة "رصاص مصهور" يعاد المصادقة عليها قبل تنفيذها، رغم ان الخطط سبق ان اجتازت مصادقات غير قليلة في السنتين الاخيرتين. وبالفعل، انكب الوزراء على الخرائط وعلى الصور الجوية واستمعوا الى شروحات من ضباط الجيش، وفي نهاية المطاف صادقوا على بداية العملية البرية. الاسئلة عن الية الانهاء والنشاط السياسي الموازي تأجلت الى موعد لاحق.

        مثلما في كل لحظة في الاشهر الاخيرة ومنذ السبت الماضي، فان جهاز الامن هو الاكثر حذرا في سلسلة اتخاذ القرارات. الجيش الاسرائيلي يعرف كيف يعمل في قطاع غزة. مرحلة العمل التي بدأت امس هي رديف ما للحملات الكبرى في السنوات الماضية، قبل فك الارتباط ("قوس قزح"، "ايام التوبة") وبعده ("امطار الصيف"، "شتاء حار"). كلها انتهت مع الكثير من القتلى الفلسطينيين والقليل من القتلى الاسرائيليين. المنطقة ليست جبلية ومغطاة مثلما في لبنان. السيطرة على المعلومات الاستخبارية مطلقة. العدو مع كل الحذر ليس مدربا ومنظما مثل حزب الله. توجد قدرة على استخدام الاليات الثقيلة، التي خشوا في لبنان جدا ادخالها الى المعركة.

        هذا لا يعني ان وزير الدفاع ورئيس الاركان ضالين وراء هذا التفوق النسبي. ايهود باراك، الذي يأمل في تجربة توقف مؤقت للقتال لفحص اثر القتال على حماس خاب في الاسبوع الماضي، دخل الى المرحلة الثانية معفيا من الحسابات حول الحسم والانهيار. وهو يعرف جيدا ان الاختبار لم يبدأ امس ولن يكون اليوم، بل في الايام القادمة: الجيش الاسرائيلي بات منذ الان يتواجد في الاماكن التي تحرك نحوها، والاجزاء التي يسعى الى حصارها ستحاصر. عدو ضعيف ومتناثر سيسعى في حينه الى استغلال الفرص.

        في مثل هذا الوضع، فان التحرك الى الامام سيكون معناه الدخول بشكل اكثر كثافة الى المناطق المبنية، والمخاطرة بحدث تأسيسي تسعى اليه حماس: ضربة هامة لقوة من الجيش الاسرائيلي، اختطاف جندي، تفجير دبابة في حفرة لغم كبيرة من النوع الذي اعد في القطاع في السنتين الاخيرتين. الخروج لن يكون واردا الى ان نرى انجازا حقيقيا، ولكن عدد القتلى الفلسطينيين او المناطق التي احتلت ليسا مثل هذا الانجاز. اطلاق الصواريخ نحو الاراضيي الاسرائيلية، من شبه اليقين، سيستمر.

        وعليه فان باراك يرغب في ان يرى خطوة ذات مغزى تدخل "رصاص مصهور" نحو النهاية. ليس واضحا كم يشاركه رئيس الوزراء هذا الرأي، وفي المجلس الوزاري الذي توجد فيه خلافات في الرأي بالنسبة لتحديد الهدف وشروخات سياسية، سيكون من الصعب عليه اكثر تحقيق هدفه.

        وهنا تدخل الى الصورة المسألة الاكثر اثارة للفضول في الاسبوع الاخير: ماذا بالضبط يريد والى اين بالضبط يسعى ايهود اولمرت. قبل اسابيع من نهاية ولايته دعى التاريخ لاولمرت حربه الثانية. وبشكل طبيعي تتراكض في داخله مشاعر متضاربة الرغبة في محو وصمة لبنان وترك وضع يكون حقق فيه هدوءا في الجنوب وفي الشمال، وكذا محو الحروقات التي احدثتها طريقة ادارة تلك الحرب.

        حتى الان يبدو ان اولمرت تعلم الصمت اساسا، وعدم التعهد بشيء والامتناع عن الهزء. في الغرف المغلقة بالمقابل، تجده اكثر انفعالا: في ختام جلسة المجلس الوزاري القى بكلمة من النوع الذي القاه في عهد لبنان. وحسب احدى الروايات عانق وقبل هذا الاسبوع غابي اشكنازي في ختام احدى الجلسات. ولكن المسألة الاكثر اهمية من ذلك بكثير هي اين يوجد اولمرت على المحور الذي بين باراك، الذي كان سيشتري تهدئة محسنة وردعا متجددا حيال حماس، وبين من يدفع الى الامام، حتى الاحتلال العملي للقطاع. لا يوجد لهذه المسألة بعد جواب مطلق. فهي هامة على نحو خاص لانها لا تعطي الانطباع بان احدا، بمن في ذلك وزيرة الخارجية ، يعمل في مسار سياسي ذي مغزى، وكذا لا احد يطالب بان يحصل هذا.