خبر اقدام على الارض / يديعوت

الساعة 09:13 ص|04 يناير 2009

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: السبيل للتصدي للبشائر القاسية التي على الطريق هو تذكر الهدف كل الوقت. لم نخرج الى غزة كي نخلق شرق اوسط جديد. لم نخرج كي نقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وتحويل حياة السكان هناك الى جحيم. خرجنا كي نضمن لانفسنا (وعلى نحو مبطن ايضا لسكان القطاع) الهدوء الامني لزمن طويل. هذا هو الهدف، وليس غيره - المصدر).

دخلت اسرائيل الى العملية البرية في غزة مثلما يدخل المرء في حمام بارد: التوقعات محدودة. المخاوف كبيرة. المجلس الوزاري صادق يوم الجمعة على مرحلة واحدة من الخطط العملياتية التي اعدها الجيش الاسرائيلي. الامل هو تحقيق عدة اهداف عملياتية من العملية، السيطرة على مناطق اطلاق الصواريخ وكي الوعي، ليس أكثر.

        وزراء المطبخ السياسي المصغر الثلاثة يفضلون ان يروا في هذه المرحلة مرحلة اخيرة. وهم متحدون في تخوفهم من التدحرج على نمط حرب لبنان الاولى، من "صنوبر صغير" الى "صنوبر كبير".

رئيس الاركان غابي اشكنازي، الذي على مدى زمن طويل عارض الحملة العسكرية ضد حماس، يتحدث بتعابير "اذا كان لا بد فلا بد": بعد ان انطلقت الحملة على الدرب من السليم توسيعها، بالمهمات وبالقوات ايضا وتنفيذ خطة قيادة المنطقة الجنوبية بكاملها.

ولكن احد الوزراء الذي استمع اليه ادعى بانه لاحظ بين السطور رسالة اخرى: الجيش الاسرائيلي يفعل ما يفترض بالجيش أن يفعله، يوفر الخطط العملياتية المفصلة ويدخل نحو تنفيذها، ولكنه يفترض أن للقيادة السياسية اعتبارات اخرى، او اكثر اتساعا. بكلمات اخرى: امسكوني.

القيادة السياسية تتوقع من الجيش أن يوفر لها الانجازات العملياتية التي تسمح لها بانهاء الحملة البرية في المرحلة الحالية. الوزراء لا يتحدثون عن انهاء دراماتيكي. هدف الحملة سيتحقق، اذا ما تحقق، بفضل دمج النشاط السياسي والعسكري. وبتعبير وزير الدفاع، يدور الحديث عن "جولة"، واحدة من عدة جولات وليس عن حسم.

في اثناء نهاية الاسبوع تبين أن حماس مستعدة لقبول المبادرة الفرنسية التي تحدثت عن توقف للنار "انساني" لمدة 48 ساعة مع امكانية التمديد. اسرائيل هي التي رفضتها: لم يكن فيها حل حقيقي للمشاكل التي بسببها انطلقت الى الحملة.

في هذه الاثناء توجد على الطاولة مهمتان مشتعلتان. واحدة، تحسين قواعد اللعب بين حماس واسرائيل. عملية برية محدودة هي خلية اخرى في محاولة لردع حماس وكبح جماحها. الموضوع الثاني هو التهريب من الحدود المصرية. في هذا الموضوع تتطلع عيون اسرائيل الى مصر والى الولايات المتحدة. المصريون، بمساعدة لوجستية امريكية، يمكنهم أن يفجروا الانفاق من الجانب المصري والقيام باعمال اخرى تجعل التهريب صعبا. يمكن عمل ذلك بطريقة اخرى: اصدار التعليمات للجيش الاسرائيلي باحتلال جنوب القطاع واقامة حكم عسكري على مائة الف فلسطيني واكثر. هذه ستكون كارثة من ناحية اسرائيل.

الامر الاكثر بعثا على الفرح هو أن هذه الحملة يمكن أن تخرج عن اهدافها الرسمية: خلق عملية تعيد جلعاد شليت الى الديار. حماس مضروبة، تواقة الى فتح المعابر، يمكنها أن تلطف مواقفها في المفاوضات. وربما لا: في هذه اللحظة ليست هذه اكثر من أمنية.

للحملات العسكرية توجد دينامية خاصة بها: احيانا تتعقد واحيانا تنطوي على اثمان في جانبنا وفي الجانب الاخر تجعل النصر هزيمة. وبدل الخروج في الوقت المناسب يواصلون المراهنة. السبيل للتصدي للبشائر القاسية التي على الطريق هو تذكر الهدف كل الوقت. لم نخرج الى غزة كي نخلق شرق اوسط جديد. لم نخرج كي نقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وتحويل حياة السكان هناك الى جحيم. خرجنا كي نضمن لانفسنا (وعلى نحو مبطن ايضا لسكان القطاع) الهدوء الامني لزمن طويل. هذا هو الهدف، وليس غيره.