خشية تنفيذ مزيداً من التقليصات

مؤتمر هام ومصيري للأونروا اليوم.. ومستقبل نصف مليون طالب معلق على نجاحه

الساعة 10:59 ص|25 يونيو 2018

فلسطين اليوم

يترقب اللاجئون الفلسطينيون مؤتمر المانحين الخاص بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" المقرر عقده اليوم الاثنين في نيويورك، بحذر شديد وسط آمال بحل مشكلة العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة الأممية كي تواصل عملها حتى عودتهم إلى قراهم وبلداتهم المحتلة التي هجروا منها عنوة عام 1948.

ويحاول اللاجئون الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم إيصال صوتهم للدول المانحة من خلال عقد سلسلة فعاليات مقرر أن تنطلق اليوم وغدًا، في محاولة منهم لإرسال رسالة للعالم بضرورة إنهاء الأزمة المالية التي تعاني منها الوكالة وإيجاد ميزانية ثابتة لها من ميزانية الأمم المتحدة، ومواصلة عملها وضمان استمراريتها وتأمين حياة كريمة لهم لحين إنهاء معاناتهم.

وتعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 65 مليون دولار من مساعدتها البالغة (125 مليون دولار).

أكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، أن المنظمة الأممية تعول كثيرًا على مؤتمر المانحين الخاص بها والذي سيقعد اليوم في نيويورك.

وأوضح أبو حسنة ، أن الأونروا ستعرض خلال المؤتمر "الهام" كافة قضاياها المالية والعجز المالي أمام المانحين وتُبين خطورته وتأثيراته على مستقبل نصف مليون طالب وملايين اللاجئين الذين يستفيدون من خدماتها في كافة مناطق عملها.

وأفاد بأن العجز المالي للأونروا تقلص من 446 مليون دولار إلى 256 مليون دولار. مبينًا أن المؤتمر الذي يطلق عليه "مؤتمر التعهدات" سيحضره المانحون للأونروا "وهو اجتماع هام".

وقال إنه قد تم الأسبوع الماضي اطلاع أعضاء اللجنة الاستشارية للأونروا، الذين قاموا بزيارة غزة، على حجم العجز المالي وخطورته على مؤسسات الوكالة الأممية.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية؛ المساهم الأكبر في ميزانية الأونروا، تقدم قبل فرضها إجراء التقليص الحالي على ميزانية الوكالة مطلع العام الجاري، 350 مليون دولار كل عام، وربطت عدولها عن القرار بعودة الفلسطينيين لطاولة التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى إثرها، أعلنت الخارجية الأمريكية، أن واشنطن أرسلت 60 مليون دولار إلى وكالة "أونروا"، لتتمكن من الاستمرار في عملها، لكنها جمّدت مبلغ 65 مليون دولار إضافية.

وقد أطلق المفوض العام لـ "الأونروا" بيير كرينبول، مطلع 2018 حملة التبرعات لصالح المنظمة الأممية بعنوان: "الكرامة لا تُقدر بثمن"، وذلك لسد العجز في ميزانيتها بعد تقليص الولايات المتحدة الأمريكية المساهمة فيها بمبلغ 65 مليون دولار، محذرا من أن الـ "أونروا" تواجه أكبر أزمة مالية في تاريخها.

واعتبر أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية تقليص المخصّصات المالية لـ "أونروا" واقتصارها على مبلغ 60 مليون دولار، يعبّر عن "مساهمة دون المستوى"، مشيرا إلى أن المخصّصات الأمريكية لعام 2017 بلغت أكثر من 350 مليون دولار.

وأكد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم رفح زياد الصرفندي، أنه سيتم عقد سلسلة من الفعاليات والخطوات الاحتجاجية الداعية لتوفير الدعم اللازم لـ"أونروا" من أجل سداد عجزها المالي، وتوفير ميزانية ثابتة لها لحين انهاء معاناة اللاجئين.

وتوقع الصرفندي أن تلجأ وكالة الغوث لتقليص مزيد من خدماتها في حال لم يتم توفير الدعم اللازم لها خلال مؤتمر المانحين.

وحذر من كارثة إنسانية سيتعرض لها اللاجئون في مختلف أماكن تواجدهم في حال لم يتم توفير احتياجات "أونروا"، داعيًا لإنقاذ الوكالة كي تتمكن من مواصلة عملها ويتم تجنيبها التوقف والانهيار وإظهار حجم الكارثة التي ستحل بالمنطقة في حال استمر العجر المالي لـ"أونروا ".

واعتبر أن الأزمة المالية التي تعاني منها "أونروا" سياسية بامتياز ناجمة عن تقليص الإدارة الأمريكية دعمها لوكالة الغوث وتساوقها مع الاحتلال الإسرائيلي في إنهاء عملها وتنصل الاحتلال من مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين باعتباره المسؤول الأول والأخير عن المأساة التي حلت بهم.

وأعرب عن خشيته من فشل مؤتمر المانحين بسد عجز "أونروا" ما سيلقي بظلاله السلبية على كافة برامج الوكالة المقدمة للاجئين الفلسطينيين، مضيفًا: "لن يجد المؤتمر حلا كاملا لعجز وكالة الغوث".

بدوره، أكد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل، أن وكالة الغوث الدولية تعول كثيرًا على مؤتمر المانحين الخاص بها.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: "الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة".

وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس نحو 5.9 ملايين لاجئ، بحسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.

كلمات دلالية