خبر الأمم المتحدة: مأساة إنسانية تعصف بسكان غزة من كافة النواحي

الساعة 02:29 م|03 يناير 2009

فلسطين اليوم-رام الله

جاء في تقرير أصدره مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في مدينة القدس المحتلة ،اليوم، السبت  أن القطاع يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة في كافة نواحي الحياة.

 

و رأى التقرير أن الأزمة الإنسانية في القطاع خطيرة ولا يمكن التقليل من شأنها، لأنها تنسجم مع ما وصفته الأمم المتحدة بأزمة الكرامة الإنسانية التي امتدت لفترة 18 شهرا وتضمنت تدميراً واسع النطاق للظروف المعيشية للسكان وتدهوراً كبيراً في البنية التحتية والخدمات الأساسية.

 

و بدأ التقرير من الأحداث الأخيرة التي شهدها القطاع المحاصر، حيث أوضح أن عمليات القصف الإسرائيلي المتواصلة أدت إلى استشهاد أكثر من 420 مواطناً وإصابة ما يزيد على 2200، لافتاً إلى أن سكان القطاع يعيشون جراء ذلك حالة من الخوف والإرباك.

 

وأشار التقرير إلى أن الصفة الأساسية لهجمات سلاح الجو الإسرائيلي كانت التصعيد في استهداف 45 منزلاً سكنياً تعود إلى قيادات ومسلحين من حركة حماس ناهيك عن آلاف المنازل التي تضررت بشكل كبير جراء القصف، لافتاً إلى أن بعضهم تلقى اتصالات تحذيرية بنية قصف المنزل لكنها سبقت الغارة بخمس دقائق فقط.

 

وأضاف:" من ضمن المنازل التي تم استهدافها البارحة منزل القيادي في حماس نزار ريان في مخيم جباليا للاجئين ونتيجة لذلك، استشهد مع 13 فرداً من أسرته، بما فيهم 11 طفلا إضافة إلى إصابة 12 شخصاً".

 

كما أوضح التقرير أن تدميراً كبيراً حصل في قطاع غزة، حيث تم استهداف ما يقرب من 600 هدف بما فيها طرق وبنية تحتية ومؤسسات تعليمية ومبان حكومية ومساجد ومراكز للشرطة المدنية.

 

وقال التقرير إن 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي لا تصل أصلاً إلى القطاع، مبيناً أنه طبقاً لبرنامج الأغذية العالمي يواجه السكان أزمة غذائية حيث يوجد نقص في الطحين والأرز والسكر ومنتجات الألبان والحليب والأغذية المعلبة واللحوم الطازجة.

 

وذكر التقرير أن كميات القمح الموجودة في القطاع قليلة جدا وأنه لم تدخل أي كمية منه منذ بداية العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى إغلاق كافة المطاحن، موضحاً أن أقل من 20 مخبزاً تعمل في مختلف أنحاء القطاع بسبب نقص غاز الطهي والقمح.

 

وتابع:" لم تجر أية عمليات توزيع في مدينة غزة بسبب موقع المخازن القريبة من مقر للشرطة وفي المناطق الشمالية بسبب الدمار الذي لحق بمبنى المخازن، كما أن الواردات التي تدخل إلى غزة لا تكفي لدعم السكان أو لخدمة عمليات صيانة البنية التحتية واحتياطات الإصلاح". 

 

وتحت قائمة عناصر الأزمة الإنسانية بيّن التقرير أن النظام الصحي في القطاع يواجه مصاعب في التعامل مع الأعداد الكبيرة من الإصابات بالنظر إلى إضعافه خلال الحصار الذي استمر لغاية 18 شهر حتى الآن، معتبراً أن التحدي الأساسي يكمن في نقص المعدات الطبية الضرورية وقطع الغيار.

 

وتحدث التقرير طبقا لمنظمة الصحة العالمية عن تعطل أكثر من ألف آلة طبية، إضافة إلى معاناة المستشفيات من نقص جدي في غاز الطهي حيث يتوقع أن ينفذ في الأيام القادمة، ونقص في المواد الطبية الأساسية لعلاج المصابين.

 

أما فيما يتعلق بالمرافق الأساسية فتم إغلاق محطة الطاقة الكهربائية الوحيدة الأمر الذي حرم أكثر من 250 ألف نسمة في المناطق الوسطى والشمالية من أي طاقة كهربائية بسبب تدمير 15 محولاً كهربائياً خلال الغارات الجوية كما ورد في التقرير.

 

وأضاف:" بقيت أنابيب الوقود على معبر ناحال عوز منذ بداية الأعمال العدائية مما أدى إلى عدم تزويد أي وقود، وقد تصاعدت حدة هذا النقص بسبب التشويش على استيراد الوقود من مصر عبر الأنفاق بعد تدمير جزء منها وتزايد المخاطر عند استخدامها".

 

وذكر التقرير أن فترات انقطاع الكهرباء تصل إلى 16 ساعة يومياً إضافة إلى الدمار الذي حصل بفعل الضربات الجوية لأكثر من 15 محولاً كهربائياً، وأنه لا يوجد أي محول في القطاع.

 

وقال التقرير إن الغارات الجوية أدت إلى قطع بعض الخطوط الكهربائية مما أدى إلى انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن بعض المناطق، إضافة إلى تدمير خط كهربائي من مصر إلى رفح مما وسع منطقة انقطاع التيار.

 

وأوضح التقرير أيضاً أن نظام المياه يزود السكان مرة واحدة كل أسبوع وأن نظام الصرف الصحي لا يستطيع أن يعالج المياه العادمة مما يؤدي إلى إلقاء ما يقرب من 40 مليون لتر منها إلى البحر بشكل يومي، منوهاً إلى أن الوقود وغاز الطهي لا يتوفران في أسواق القطاع حيث توقفت أكثر من 240 محطة وقود بسبب الحصار.

 

وأضاف:" تم ضرب نظام الصرف الصحي ونظام المياه في بيت حانون في خمسة مواقع مما سبب أضرارا كبيرة لخط أنابيب المياه العادمة الرئيسي بين المدينة ومحطة معالجة المياه العادمة في بيت لاهيا، وقد أدى ذلك إلى إلقاء مياه الصرف الصحي في الشوارع. وتم ضرب شبكة المياه في أربعة مواقع وحصلت أضرار بالغة لسبعة آبار مياه ولا يمكن إصلاحها بسبب عمليات القصف".