الشيخ عزام: لا يمكن المساومة على الثوابت والحقوق مقابل رؤى حل مشاكل غزة

الساعة 01:57 م|23 يونيو 2018

فلسطين اليوم

نرحبُ بأي جهدٍ صادقٍ وأمينٍ يبذل من أجل مساعدة شعبنا في قطاع غزة على قاعدة عدم المساس بالثوابت

نحذر من محاولات اختصار واختزال مسيرات العودة والصراع مع العدو بالبعد الإنساني بعيداً عن الحقوق السياسية والوطنية والدينية والتاريخية

حذرون ومتنبهون من أمكانية أن تكون الرؤى والخطط والتسهيلات ضمن محاولات تصفية القضية

لا يمكن حل الصراع على قاعدة أنسنته إذ أن الصراع في أساسه وجوهره يتعلق في مظلومية متعددة الأبعاد

ليعلم الجميع أن فلسطين لا يمكن أن تكون مادة للمساومة

موقف السلطة الرافض لصفقة القرن لا يمكن ان يكون كاملاً ولا مؤثراً إلا إذا الغيت العقوبات المفروضة على غزة

مطلوب جبهة فلسطينية عربية إسلامية متماسكة تبدأ من إنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي الفلسطينية

 

أكَّدَ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام "أنَّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أنْ يقبلَّ المساومة على الحقوق والثوابت في مقابل رؤى إنسانية أو أفكار اقتصادية للتخفيف من المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة، لكن في الوقت ذاته نرحبُ بأي جهدٍ صادقٍ وأمينٍ يبذل من أجل مساعدة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة في هذه المرحلة القاسية على قاعدة عدم المساس بأي ثابتٍ من الثوابت".

وأوضح الشيخ عزام في حوارٍ مع " فلسطين اليوم الإخبارية" أن شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة حذرة ومتنبهة جيداً من إمكانية أنْ تكون الرؤى والخطط والأفكار التي تُطرح لتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة تأتي في سياق وإطار الضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بالخطط الامريكية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، محذراً في الوقت ذاته من اختصار واختزال مقاومة الشعب الفلسطيني خاصة مسيرات العودة الكبرى السلمية في البُعد الإنساني بعيداً عن الحقوق والثوابت الوطنية والسياسية والدينية والتاريخية.

وقال عزام: صحيح أن قطاع غزة يعاني بُئساً شديداً، لكن لا يمكن محاولة حل الصراع على قاعدة أنسنته، إذ أن الصراع في أساسه وجوهره يتعلق في مظلومية كبيرة يعيشها شعبنا الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وما قبلها، الصراع ليس على حلٍ هنا وتسهيلاتٍ هناك على الرغم أننا نرحب فيها على مبدأ عدم التفريط بالثوابت الفلسطينية والوطنية والدينية والحقوق السياسية التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي (..) الجانب الإنساني جانب مهم ويجب أن تكون له أولوية كبيرة، لكن لا يجوز أن تقف المسائل عند حدود الجانب الإنساني فقط.

وعن الجولات الأمريكية المكوكية في المنطقة للتهيئة لصفقة القرن، قال: الإدارة الامريكية تحاول التهيئة لصفقة القرن من خلال الزيارات المتتالية للدول العربية والكيان الإسرائيلي، وفي السياق علينا مواجهة الصفقة بجدية عالية وبجبهة متماسكة على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي (..) القلاقل التي تمر بها المنطقة تشجع الإدارة الامريكية للمضي في الصفقة وتشجع إسرائيل للاستمرار في سياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين، لكن على الجميع أنْ يدرك أن القضية الفلسطينية بأبعادها التاريخية والسياسية والوطنية والدينية لا يمكن أن تكون مادة للمساومة وفي هذا السياق مطلوب منا الكثير لمواجهة المحاولة الامريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وعن استمرار السلطة بفرض العقوبات على قطاع غزة، قال: إن موقف السلطة الرافض لصفقة القرن لا يمكن ان يكون كاملاً ولا مؤثراً إلا إذا الغت السلطة الإجراءات العقابية على قطاع غزة، مضيفاً "السلطة تعارض صفقة القرن وهو موقف مطلوب، لكن في السياق لا يجوز الاستمرار في العقوبات المفروضة على غزة، ومطلوب من السلطة ان تقرنَ الاقوال بالأفعال فكيف يمكن أن نفهم رفضهم لصفقة القرن مع استمرارهم في فرض العقوبات على غزة".

وشدد على أنَّ التصدي لصفقة القرن يحتاج موقفاً موحداً ومتماسكاً، وهذا العامل المهم لن يتحقق إلا إذا تعززت الثقة بين الفلسطينيين، ولا يمكن أنْ تتعزز الثقة في ظل استمرار العقوبات على غزة والمناكفات السياسية.