قنبلة اليتوف- لا تصوير هنا- يديعوت

الساعة 01:24 م|18 يونيو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: غي مروز

اذا سار كل شيء كما ينبغي، فان مشروع قانون النائب اليتوف، الذي اجتاز اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، سيجتاز الكنيست ايضا، وبتلطيف صغير هنا وهناك، سيأتي الخلاص الحقيقي للشعب في اسرائيل. ففكرة لامعة هي الكف عن تصوير المقاتلين. كل الاحترام! فالافضل هو الا يصور أي شيء. كل تضييع للوقت على التصوير، التصوير في الخفاء، الارسال والنشر، زائد جدا وبالاساس يتسبب بمزاج خرب. فكم هي لطيفة الحياة لو لم نعرف ما فعله اليئور أزاريا. حاولوا ان تتذكروا كم احزنكم ان أكد جندي متميز مثله القتل طواعية. كم كان الحال سيكون ابسط لو لم يوثق كل شيء. الحرب هي موضوع حميم، مثل الجنس. ليس الجميع يجب أن يرى بالضبط كي يتم هذا.

ثمة بشكل عام امور واضحة تماما بان من الافضل الا تصور. مثلا، التنكيل بالرضع في روضات الاطفال الخاصة. من يحتاج لان يرى هذا؟ كم حلوة يمكن أن تكون قيلولة الظهيرة، لو لم نعرف ما يجري في هذه الروضة او تلك. وهاكم إذن تحسين أول لمشروع اليتوف: رجاء لا تصوروا المقاتلين وتفضلوا توقفوا فورا عن تصوير المعاونات العصبيات، والمربيات الغاضبات، وجملة السيدات وربما ايضا الرجال، الذين قرروا فتح روضة الاطفال، لانه راق لهم. ولماذا التصوير، مثلا، لاناس كادحين اذا كان ممكنا الا نصورهم والا نعرف بانهم موجودون.

انها لفكرة ممتازة التوقف عن تصوير المقاتلين دون اذن من المرشدين السياسيين في الجيش. هكذا ايضا سيكون ممكنا اجتياز حروب كاملة دون التخريب على راحة المواطن. فالحرب التي لم تصور – لم تقع حقا – وهذا حل ساحر للسلام العالمي. خسارة أن شمعون بيرس لم يعد معنا. قد كان سيحب هذا. عالم بلا حروب، مقاتلون بلا وجوه، ضحايا بلا صور. جميل جميل. اين كان حتى الان اليتوف؟ لا شك عندي ان لديه افكارا ذهبية اخرى كهذه.

أصلحوني اذا كنت مخطئا، ولكن مشروع اليتوف يصفي نهائيا طغاة اليهود العظام على مدى كل الازمنة – منظمة "بتسيلم"، مثلا. اذا لم يكن ممكنا بعد اليوم تصوير المقاتلين، فان كل موضوع تصوير الجنود الذين تعفنوا سيكون اقل اثارة للاهتمام – اذ ما لم يصور لم يحصل. اقسم لكم، علمت هذا في دورة للتلفزيون، في حينه في متعددة المجالات. ومحظور، يا صديقي اليتوف، ان تتوقف هنا. فتسجيل الصوت ايضا زائد. صحيح ان اعتقد ان لدافيد بيتان حق براءة الاختراع هذا، ولكن سر في هذا الاتجاه. لا تتوقف عند الكاميرات، خذ كل الصندوق.

وهناك شيء ما آخر في هذا الابداع، الذي استطيبه لدى اليتوف: فحسب المشروع الاصلي، من يخترق القانون الجديد، يقضي خمس سنوات في السجن، بل وحتى عشرة اذا ما ارتكب فعل خيانة. هذا ممتاز. السؤال اذا كان ممكنا التوثيق والتصوير للمحاكمة، اذ يحتمل أن يكون – من اجل مزاج الشعب السليم، بالطبع، الا يكون مجديا التصوير، التبليغ او الذكر لتقديم الخائن الذي صور الى المحاكمة، وهكذا فان كل هذا الشر سيموت موتا عادلا ويأتي الخلاص لصهيون.

نحن ربما نقرأ أقل في السنوات الاخيرة ولكننا نعرف أكثر. وهذا ما يأتي اليتوف ليصلحه. لا شيء خير لا ينتهي مع اناس يعرفون اكثر مما ينبغي، ثمة شيء ما ساحر في دس الرأس في الرمال، اغماض العيون الاسرائيلية بشكل عام، وهيا – دعونا نعيش بهدوء. نحن نعرف اكثر مما ينبغي عن انفسنا وعن شعبنا، وهذا يتسبب لنا باحاسيس صعبة وزائدة. لا حاجة. وسيكون الصباح وسيكون المساء وسيكون السواد مع شعب اسرائيل كله. جائزة اسرائيل للاليتوف سبق أن قلنا؟ هذا يجب تصويره!