خبر إسرائيل أقل ثقة وأكثر ارتباكاً ..حلمي موسى

الساعة 10:15 ص|03 يناير 2009

ـ السفير 3/1/2009

بدت إسرائيل في اليوم السابع لحربها على غزة أقل ثقة مما كانت عليه في يومها الأول. وقد هرع كثير من المعلقين لتوجيه انتقادات للأداء السياسي والعسكري والإشارة إلى ما يعتقدون أنه أخطاء وارتباكات. وجرى الحديث على وجه الخصوص عن الخلافات التي تبدت في القيادة السياسية بسبب الأبعاد الانتخابية لنتائج هذه الحرب.

وليس هناك اليوم في إسرائيل سؤال أشد قوة من السؤال عن الوقت المتاح لاستمرار العملية العسكرية وعن المخارج السياسية المحتملة. وفي هذا السياق، أشار معلقون إسرائيليون إلى أن إسرائيل كثفت الاتصالات مع الإدارة الأميركية بهدف تعزيز مشاركتها في ضبط ولجم المبادرات الإقليمية والدولية لوقف النار. وضمن هذه الاتصالات تطالب إسرائيل أميركا بإشغال الحلبة الدولية في نقاشات لا تقود إلى قرار يفرض وقف النار قبل إتمام المهمة العسكرية. وتعتقد المصادر الإسرائيلية أن على وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس أن تعمل على اجتذاب كل المبادرات الدولية بهذا الشأن إلى قناتها.

مدى يومي الجمعة والسبت. ولكن ليس من المستبعد أن يكون هذا الإعلان جزءاً من خطة تمويه على العملية أو العمليات البرية المقررة.

ويعتقد العسكريون الإسرائيليون أن حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة لن تعمد للتصدي جبهوياً لأي اجتياح وإنما سيتعاملون موضعياً مع هذه القوات عند دخولها المناطق المأهولة. ويقولون إن فصائل المقاومة، وفي مقدمتها حماس، استعدت لهذه المواجهة عبر إعداد استشهاديين يتصدون للقوات الإسرائيلية، ويضيفون أن حماس ستعمد لاستخدام مخزونها من القذائف المضادة للدروع ومفاجأة القوات الإسرائيلية حال ابتعادها عن الأراضي المفتوحة.

وبالإجمال يمكن ملاحظة أن عدداً كبيراً من المعلقين الإسرائيليين الذين كانوا يظنون أن المواجهة في غزة هي في كل الأحوال من نوع (win-win) يحاولون اليوم التعامل مع الوضع على أنه (lose-lose). والمذهل أن هذا الانتقال من النقيض إلى النقيض جاء بأسرع مما تخيلوا.

ورغم ذلك ثمة اعتقاد في إسرائيل بأن الوقت المتاح لإسرائيل عسكرياً لن يتخطى كثيراً منتصف الأسبوع المقبل. وهذا يعني أن الأمر يتعلق بفرصة ثلاثة أو أربعة أيام، مما يذكر الكثيرين بالأيام الثلاثة الأخيرة من حرب لبنان الثانية والتي حاولت إسرائيل فيها خلق وقائع على الأرض توفر لها مخرجاً مقبولاً. ولهذا السبب فإن معلقين عسكريين يتحدثون عن مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على استغلال هذه الأيام لخلق وقائع في قطاع غزة.

ويجر هذا المنطق إلى العملية البرية التي يؤكد خبراء عسكريون أن هناك توصية من الجيش بتنفيذها كعمليات محدودة زمناً ومكاناً. ويمنع هذا التحديد إسرائيل من التدحرج، رغماً عنها، إلى أوحال غزة، حسب تعبيرهم. ولكن ذلك يتطلب في نظر العسكريين إعادة تحديد أهداف الحرب وعدم إبقائها عمومية. ولذلك فإنهم صاروا يتحدثون عن أن الهدف ليس القضاء على حماس أو سلطتها وإنما تدجينها وقتل »شهيتها« وفصائل المقاومة للقتال. فإسرائيل صارت تريد تكبيد حماس والشعب الفلسطيني أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح والأملاك بشكل يتيح لإسرائيل ادعاء ترميم قدرتها الردعية وتحديد »شارة سعر« جديدة للمساس بها. وتعتقد أن هذا يسمح بالتوصل لاتفاق وقف نار يمتد أطول فترة ممكنة وليس لمدة محددة سلفاً.

ويشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذه الحرب لن تنتهي بعمل عسكري وإنما بفعل سياسي ولذلك فإن غاية العملية البرية هو تسهيل توصل الحكومة إلى اتفاق لوقف النار من موقع قوة. ولا يخفي الجيش الإسرائيلي، وكذلك الحكومة، تقديرهما بأن أي اتفاق لوقف النار غير ممكن من دون الاتفاق على فتح المعابر. ولكن المفارقة أن السجال في إسرائيل يدور حالياً حول مدى إسهام أي اتفاق كهذا في إضفاء شرعية على حكم حماس لقطاع غزة.

ومع ذلك فإن في إسرائيل من يعتقدون أن المسألة لا تكمن فقط في الرؤية الإسرائيلية حيث هناك رؤية القوى الفلسطينية المقاتلة والتي قد لا تسهل على الجيش الإسرائيلي مهمته. وهذا يعني أن سيناريو الاتفاق على وقف لإطلاق النار قد يكون غير ممكن حتى لو أرادته إسرائيل نظراً لتعقيدات الوضع الفلسطيني، بما فيه الحالة المقاتلة.

وفي كل الأحوال فإن الجيش الإسرائيلي الذي كان قد طلب من وحداته المرابطة حول القطاع إتمام استعداداتها حتى صباح الجمعة اضطر لإشغال هذه القوات بمناورات واسعة قيل إنها تمتد على.