الدولة في خدمة عائلة نتنياهو - هآرتس

الساعة 02:45 م|13 يونيو 2018

بقلم: أوري مسغاف

 

(المضمون: لقد اصبحت الدولة جميعها تعمل في خدمة عائلة بنيامين نتنياهو سواء الوزراء أو اعضاء الكنيست أو المستشارين القانونيين، وسيصل الامر الى مطالبة رئيس الحكومة من الدولة بتمويل الدفاع عنه في قضايا الفساد لأنه ارتكبها اثناء وجوده في وظيفته الرسمية - المصدر).

 

في بداية هذا الاسبوع بادر المتملق المناوب عضو الكنيست ميكي زوهر الى تقديم مشروع قانون مستعجل للجنة الوزارية لشؤون التشريع: اعفاء رئيس الحكومة من دفع ضريبة على استخدام السيارة التي تخصصها الدولة له، وعلى نفقات المعيشة والسكن التي تمولها الدولة بسخاء في منازله في القدس وفي قيساريا. الوزراء اجتمعوا وصادقوا وبدأوا بعملية تشريع سريعة. الاعفاء قدر بـ 26 ألف شيكل على حساب جباية الضرائب في اسرائيل.

 

منذ زمن لا يدور الحديث عن منحدر منزلق، بل عن هاوية من الضياع: دولة كاملة تكرس نفسها لخدمة مشكلة سلوكية عائلية. وبما أن الامر يتعلق بعائلة محددة جدا وفي مكان محدد جدا، فالنتيجة هي افساد عام وشامل.

 

لعائلة نتنياهو توجد مشكلة: هي تعارض بصورة اساسية الممارسة التي تقضي بأن يدفع الشخص من جيبه على الاقل جزء من نفقاته. الحديث لا يدور عمن "لا يحبون الدفع بأنفسهم"، بل عن اشخاص ببساطة غير مستعدين للقيام بذلك. هذه ليست "حب للمتعة" وحتى ليست "بخل" بل ظاهرة اعمق كثيرا. من المعتاد نسبة التهمة الى سارة نتنياهو، لكن الحصرية تظلمها: يوجد لها على الاقل شريكين نشيطين. منذ التسعينيات عُرف بنيامين نتنياهو في القدس كمن ينسى أن يدفع في المطاعم أو يفاجأ في أن يكتشف أنه نسي محفظته عندما تأتي الفاتورة. مع نهاية ولايته الاولى كرئيس حكومة تشاجر مع زوجته حول شكوك سرقة هدايا وتوظيف غير قانوني لمتعهد نقل. المستشار القانوني للحكومة اليكيم روبنشتاين انقذهما من المثول امام المحكمة واكتفى بتقرير عام.

 

إلا أنه كما هو معروف فان المشاكل التي لا تعالج تميل الى التعاظم. منذ أن عاد الى السياسة تشاجر نتنياهو وزوجته دون توقف بسبب نفس المشكلة: الحاجة المرضية لأن يقوم شخص ما بتمويل نفقاتهما ونمط حياتهما. مثلا، السفر الى الخارج، نقل الغسيل في الطائرة، الطلب من "اصدقاء" تزويد متواصل بالمجوهرات والسجائر والشمبانيا؛ تمويل عطلة للأب على يخت وللابن في ضيعة باكر؛ اعادة ترميم البيت الخاص في قيساريا، توظيف كهربائي فيه وشراء اثاث للحديقة، وتحضير وجبات فاخرة، العناية الاجتماعية بوالد سارة، استهلاك بوظة الفستق وشموع معطرة وما أشبه.

 

في مرحلة ما تبين أن التفاحة لم تسقط بعيدا عن الشجرة. ايضا الابن يئير اختار السكن في بيت والده على حساب الدولة، وهو يصر على التمتع بخدمات النقل رغم أنه حصل على رخصة سياقة، وحتى أنه جعل صديقه ينفق عليه مقابل خطة الغاز التي ضغط والده من اجل المصادقة عليها.

 

مع مرور الوقت تشكلت شبكة متفرعة من الموظفين العامين لمواجهة المشكلة. مراقب الدولة والشرطة والنيابة العامة والمستشارين القانونيين للحكومة، جميعهم طلب منهم معالجة قضية المنازل وملف الهدايا. المحاسبة العامة التعبة، ميخال بافيانغيو التي رفضت المصادقة على شراء طعام للكلبة كايا من ميزانية الدولة، ضغطت لاقامة لجنة مهمتها الوحيدة هي مناقشة طلبات العائلة التي لا تنتهي. في الطريق كان هناك ايضا مصابين. سارة نتنياهو صرخت علنا على المستشارة القانونية شلوميت برنياع بارغو بأنها تمنع الطعام عن أولادها، وانقضت جسديا على رئيس المكتب ايلي غرونر.

 

الآن عضو كنيست يروج لتسهيلات ضريبية فضائحية، التي يتوقع أن يقوم ائتلاف كامل بتأييدها، وأمام مندلبليت وصلت قصة جديدة عن اصلاحات استثنائية في المنزل في شارع بلفور، ونتنياهو يطالب بأن يقوم رجلي اعمال حقق معهما في قضاياه بدفع أتعاب محاميه. المرحلة القادمة ستكون المطالبة بأن تقوم الدولة بتمويل الدفاع عنه: حيث أنه ارتكب المخالفات المنسوبة له اثناء وظيفته. دولة كاملة خرجت عن السكة.