دعا لتفويت الفرصة على العدو

مختص: "إسرائيل" قد تصعِّد مع غزة لنسف انطباع نجاح المقاومة في الجولة الأخيرة

الساعة 07:06 م|06 يونيو 2018

فلسطين اليوم

يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي أنَّ نتائج الجولة الأخيرة من التصعيد ونجاح المقاومة في تغيير قواعد الاشتباك قد أحرج القيادة الإسرائيلية كثيراً أمام الرأي العام في "إسرائيل"، وعرضهم لانتقادات حادة من النخب السياسية والإعلامية، ما قد يجعلها أكثر حساسية تجاه غزة من أي حراكٍ ميداني، قد يؤدي إلى دون اندلاع مواجهة شاملة جديدة.

ويذهب النعامي إلى سيناريو متوقع أنه في حال تسببت مناشط حراك العودة في المزيد من الإحراج لقيادة الاحتلال، قد يدفع الأخيرة إلى ردود تسهم في اندلاع مواجهة شاملة تنسف الانطباع حول نجاح المقاومة في تغيير قواعد الاشتباك.

وذكر النعامي أنَّ سيناريو اندفاع قيادة الاحتلال لحرب لنسف الانطباع حول نجاح المقاومة في تغيير قواعد الاشتباك قائم، على الرغم من أنَّ السيناريو تراجع في اليومين الآخرين مع التصريحات الإيرانية المتتالية عن زيادة القدرة على تخصيب اليورانيوم، إذ أن إسرائيل مشغولة في الجبهة الشمالية أكثر من انشغالها في قطاع غزة، وهو ما انعكس بشكلٍ واضح في الصحافة العبرية وتصريحات النخب السياسية الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين.

وأشار إلى أنَّ ما يعزز السيناريو الأول المتمثل في اندفاع الاحتلال نحو تصعيدٍ جديد هو تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشن عمليات انتقام ردا على الأضرار التي تحدثها الطائرات الورقية، واختراق الحدود، تمثل مؤشراً على تسويغ هذه المخاوف.
ويرى أن تهديدات ليبرمان قد تكون جاءت بهدف مراكمة الردع قبل يوم من إحياء ذكرى النكسة، مشدداً على أهمية التعامل معها بجدية على اعتبار أنها موجهة لجمهور إسرائيلي داخلي.

ودعا الباحث النعامي إلى الحرص على أن لا تتحول المضامين البطولية التي تنطوي عليها مناشط حراك العودة المؤذية لإسرائيل، على وجه الخصوص الطائرات الورقية المشتعلة إلى مسوغ لتبرير تغيير التعاطي الإسرائيلي مع هذا الحراك بوصفه حراكاً عسكرياً.

ويرى أن إسرائيل قد ترد على مناشط الحراك من خلال ضرب أهداف للمقاومة، سيما حركة حماس، مشيراً إلى أنها في حال فعلت ذلك، فإنها تكون قد أخذت بعين الاعتبار إمكانية أن تتطور الأمور إلى مواجهة شاملة.

ويشير النعامي إلى أن السيناريو المطروح هو واحد من ضمن السيناريوهات التي تحاك ضد غزة إذ يقف بالتوزاري منه سيناريو انشغال إسرائيل في الجبهة الشمالية، وسيناريو استعداد إسرائيل للتعاطي مع الأفكار التي تطرح بشأن تحسين الوضع الاقتصادي في غزة والتخفيف من الحصار لاعتبار إسرائيلية كثيرة.

ودعا النعامي القائمين على مسيرة العودة إلى تقييم حساسية السيناريو الميداني في غزة، قائلاً "من المهم أن نعرف إلى أين يمكن أن تتطور الأمور حتى لا نجد أنفسنا في مواجهة أمور تحت وقع المفاجأة".

وأشار النعامي أن كشف "معاريف" اليوم بأن الحكومة الإسرائيلية ستناقش لأول مرة خطط لإحداث تحول على الواقع الاقتصادي في غزة، يدلل على أن القيادة الإسرائيلية باتت أكثر مرونة للتعاطي مع متطلبات رفع الحصار لاعتبارات كثيرة، مشيراً إلى أنَّ مجرد السماح بطرح الموضوع يدلل على تحول في موقف نتنياهو، الذي ظل يرفض مناقشة هذه الخطط، في حين أن هناك مؤشرات على أن ليبرمان لم يعد يطرح قضية تجريد المقاومة من السلاح كشرط لتخفيف الحصار، وإن كان يصر على حل مشكلة الأسرى الإسرائيليين.

وكان نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الأستاذ زياد النخالة أكد أنَّ رد المقاومة كان موزوناً ومحسوباً بالقدر الذي لا تذهب الأوضاع الميدانية فيه إلى حربٍ شاملة، قائلاً "نحن لا نستدعي الحرب على غزة، ولكن كان على العدو أن يدرك جيداً أننا لن نصمت على أي اعتداءات أو قتل أو اجرام بحق شعبنا وهذا ما فعلناه، واعتقد أنَّ الرسالة وصلت للعدو".

وكشف نائب الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين، زياد النخالة، "أن حركته ومعها فصائل المقاومة ستردُ على أي عدوانٍ إسرائيليٍ جديدٍ أو خرق لقواعد الاشتباك التي تم تثبيتها تحت ضربات المقاومة".

 

كلمات دلالية