قطاع غزة ليس حالة ضائعة-اسرائيل اليوم

الساعة 12:14 م|03 يونيو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي بيلين

الجولة العنيفة الاخيرة في قطاع غزة كانت قصيرة وغير فتاكة؛ لحظنا لم يكن لروضة الاطفال جزءا في ذلك. خطوة كانت بين يوم المواجهة المحدود وبين الصدام الجبهوي الفتاك. الحقيقة هي أن ايا من الطرفين لم ينتصر، وان ايا من الطرفين لم يلقن الاخر درسا ولم يردعه.

عندما كتب زئيف جابوتنسكي في 1923 أحد المقالات الاهم له، "الحائط الحديدي"، لم يكن يقصد ان يقام الحائط الحديدي في كل مرة من جديد. حائطنا الحديدي اقيم في 1948، واذا لم يكن هذا بكاف، فقد اقيم من جديد في 1967. لا توجد أي حاجة لنثبت لحماس او الجهاد الاسلامي بان سلاحنا الجوي يمكنه أن يعمل بنجاعة اكبر من الطائرات الورقية الغزية. ولهذا السبب بالذات فانهم يطلقون الطائرات الورقية. لهذا السبب بالذات يضحون بابنائهم في مواعيد الذكرى لديهم. اذا لم تبادر اسرائيل بعمل ما، فستتم الجولة التالية بعد وقت ما – اسابيع، اشهر، سنة. ومرة اخرى ستدخل بلدات غلاف غزة في حالة من القلق والهلع.

 

          كان ابسط من ذلك بكثير عرض حل سياسي يكون قطاع غزة جزءا منه، ولكن رفض رئيس الوزراء ورئيس الليكود في حينه، ارئيل شارون، الحوار مع الرئيس الفلسطيني الجديد، محمود عباس؛ خروجه احادي الجانب من قطاع غزة في 2005 بلا اتفاق؛ وموافقته على مشاركة منظمة حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني، رغم تحريضها على الارهاب – كل هذا ساعد حماس على السيطرة على القطاع وجعل امكانية التوصل الى حل اتفاق سياسي ما صعبة.

 

          ما يمكن عمله اليوم هو محاولة الوصول الى اتفاق سلام مع م.ت.ف، يطبق – في المرحلة الاولى – في الضفة الغربية فقط، ومحاولة الوصول الى هدنة طويلة المدى مع حماس من خلال مصر. معقول الافتراض بان السلطة الفلسطينية لن توافق على اخذ المسؤولية عن القطاع طالما لم تتنازل حماس عن حكمها العملي في غزة، وان حماس ستواصل معارضتها للاعتراف اسرائيل واقامة تفاهمات علنية معها.

 

          يحتمل ألا تكون الهدنة عملية مع حماس بسبب مطالب غير معقولة تطرحها، ولكن اذا كانت امكانية لنوع كهذا او غيره من "الهدنة" ولا تحترمها – بل تعود الى العنف قبل نهاية الفترة التي يتفق عليها مسبقا – فان الجيش الاسرائيلي سيضطر الى العمل ضدها، مثلما يفعل في السنوات الاخيرة.

 

          يمكنني أن افترض بان محمود عباس لن يحب كل اتفاق بين اسرائيل وحماس؛ ولكن المصلحة الاسرائيلية هي الوصول الى تسوية  الوضع مع القطاع، واذا لم تكن السلطة الفلسطيني قادرة على أن تضمن ذلك، فستكون هذه مهامة اسرائيل. فالهدنة ستسهل على بناء مشاريع حيوية لغزة، تضمن توريد منتظم للمياه والطاقة، التشغيل لشبابه الكثيرين واعمار خرائبه.

 

          اذا حصل هذا بالفعل، معقول التفكير بان حماس ستطلب لنفسها المجد على تحسين الوضع، ولكن هذا ثمن علينا أن نفهم بانه لا يمكن الامتناع عنه. غزة مستقرة ونامية هي مصلحتنا أيضا.