الاحتلال يتحدث عن صفقة تبادل لاعتبارين

القيادي بدران: درسنا كافة السيناريوهات المتوقعة في حال فراغ منصب الرئاسة

الساعة 03:28 م|31 مايو 2018

فلسطين اليوم

الاحتلال يتحدث عن صفقة تبادل لاعتبارين

القيادي بدران: درسنا كافة السيناريوهات المتوقعة في حال فراغ منصب الرئاسة

مسيرات العودة حققت إنجازات ثمينة للقضية الفلسطينية

أكد حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحدث بشكل كثير حول وجود جهود للتوصل لاتفاق لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، لاعتبارين داخليين يتعلقان بالمجتمع الصهيوني، وهما تزايد نشاط عائلات الجنود وارتفاع أصواتهم الداعية إلى تحريك هذا الملف، سيما بعد ظهور عدة قرائن تضعف رواية وزارة حرب الاحتلال حول مصير الجنود وقد تمنح عائلاتهم بصيص أمل بأنهم ما زالوا على قيد الحياة بخلاف ما تؤكد المؤسستان الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال. إضافة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يرغب بأن تتم مهاجمته في هذا الملف من قبل المعارضة في الاستحقاق الانتخابي المقبل واتهامه بالتقصير في (إعادة الأولاد للبيت).

وفي موضوع آخر، كشف القيادي بدران في حوار خاص مع مراسل وكالة "فلسطين اليوم"، أن حركة حماس قامت بدراسة كافة السيناريوهات المتوقعة في حال فراغ منصب رئاسة السلطة، مؤكداً أن قرار الحركة هو بالتأكيد قطع الطريق على الاحتلال والعابثين للتدخل في مجريات هذا الملف.

وأكد أن لحركة فتح الحق الكامل في تحديد قيادة حركتهم، لكن الوضع بالنسبة لقيادة السلطة ومنظمة التحرير مختلف كثيراً، داعياً الكل الفلسطيني للوقوف وقفة مسؤولة وتحديد الآليات التي يجب اتباعها لسد الشاغر إن حدث في أي موقع قيادي فلسطيني وفق ما ينص عليه الدستور.

إليكم نص الحوار:

س) ما الإنجازات التي حققتها مسيرة العودة؟ وما ضرورة استمرارها في هذه المرحلة؟

بدايةً لا بد من الإدراك أن مسيرة العودة لم تكن تحركاً حزبياً أو تنظيمياً لحركة حماس، بقدر ما كانت فعلاً شعبياً عاماً وعارماً انسجمت فيه حماس مع غيرها من القوى والفعاليات والجمهور الفلسطيني الذي يتوق للحرية في قطاع غزة، وهذا يقدم أول إنجازات المسيرة التي قدمت نموذجاً واقعياً لإمكانية تفعيل الحراك الشعبي والتعامل معه كورقة قوة حقيقية بيد شعبنا الفلسطيني، وهي قوة لا بد أن يحسب لها العدو الصهيوني والقوى الحامية له كل حساب.

أيضاً لا بد من الإنتباه إلى أن المسيرة أعادت قضية قطاع غزة وحصاره إلى واجهة الاهتمام العالمي، رأينا سقف تركيا المرتفع مثلاً في موضوع طرد السفير الصهيوني بطريقة مهينة ورأينا المليونية الشعبية التي حضرها الرئيس التركي أردوغان في اسطنبول، وشهدنا مواقف غير مسبوقة في دول مثل جنوب افريقيا ومواقف أخرى في البرلمان الإيرلندي وعددٍ من البرلمانات الأوروبية، والشواهد كثيرة على المواقف التي كان ثمنها دماءٌ زكيةٌ طاهرةٌ هي أغلى عند حركة حماس من أي إنجاز سياسي أو حزبي.

مسيرة العودة أيضاً وضعت دولة الاحتلال في مواجهة مع سيناريو كارثي ظلت تتحدث عنه كخيار مرعب، فهي المسيرة المعاكسة لمسار التهجير الذي تعرض له شعبنا في نكبته عام 1948 وما تلاها، بالتالي بات الاحتلال يدرك أن هذه المسيرة ترمز إلى تحول مسار القضية، بتنا نقترب من حقوقنا ونعود إلى أرضنا وأصبح هو يواجه الأزمات ويغرق في التعامل مع التحرك الفلسطيني، وهذه مسألة ينبغي النظر لها بتمعن في قراءة كافة معطيات الحالة الوطنية الفلسطينية.

أيضاً يجب أن لا ننسى توقيت المسيرة التي تزامنت مع خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس توطئة لتنفيذ ما يسمى صفقة القرن، وهنا أعتقد جازماً أن مسيرة العودة والتطورات التي رافقتها قد أضاءت إشاراتٍ حمراء كثيرةً أمام صانع القرار الدولي ولفتت انتباهه إلى أن القدس ليست بلا أصحاب، وأن البيت الأبيض ليس صاحب القرار الأخير في شأن القدس، فهنا شعبٌ يدفع الدم للدفاع عن مدينته وعاصمته ومن يدفع الدم لا بد أن يجني يوماً الثمن مهما بلغت التضحيات، وبالتالي أعتقد أن المسيرة وضعت كوابح أمام المجتمعات الغربية وحتى بعض النظم السياسية العربية التي كانت مع الأسف تنزلق بتسارع كبير خلف موقف واشنطن المتهور.

س) هل تعرضت حركة حماس إلى ضغوط للالتفاف على مسيرة العودة؟ وماذا كان رد الحركة؟

كلنا شهدنا حالة التوتر الصهيوني والاستنفار المسبق ومحاولات استباق مسيرات العودة بالتهديد والوعيد أو إرسال إشاراتٍ ورسائل غير مباشرة للالتفاف على المسيرات ومحاولة وأدها في مهدها، ومن الطبيعي والحال كذلك أن تتحرك بعض الجهات الدولية والإقليمية بطلبٍ صهيونيٍ مباشرٍ أو كدور وساطةٍ تجد أنها مؤهلةٌ للقيام به، ولا أذيع سراً بالقول أن هناك من سعى لدى حماس كي تبقى مسيرات العودة هادئة دون صدام مع الاحتلال ولا أريد أن أسمي ذلك ضغطاً بقدر ما كان طلبات تسمح لها حدود العلاقة مع الحركة.

بكل الأحوال نحن في حماس لم نفاجأ من هذه التحركات وموقفنا الذي تم نقله بوضوح لكل الجهات هو ذات الموقف الذي قلناه بالعلن، وهو أن المسيرات قرارٌ شعبيٌ بيد الجمهور الفلسطيني وليست قراراً بيد حماس التي تتشرف بالانخراط في هذه المسيرات، وبالتالي فمن كان يريد أن يصل لتفاهم مع الشعب الفلسطيني بخصوص المسيرات كان عليه أن يقدم لشعبنا ما يقنعه بالتراجع عنها، ولأن ذلك لم يحدث انطلقت المسيرات في موعدها وضمن برنامجها المعلن والمعد له سلفاـ.

س) مصر لجأت إلى فتح معبر رفح على مدار شهر رمضان لأول مرة منذ 12 عاماً.. هل باعتقادك هناك خطوات أخرى من قبل مصر؟

نحن نعول على مصر وعلى مواقفها تجاه القضية الفلسطينية في بعدها السياسي والقومي وأيضاً في البعد الإنساني المتعلق بفتح معبر رفح باعتباره رئة الحياة لشعبنا في قطاع غزة، ونحن نقدر فتح المعبر في رمضان ونعتبره خطوةً طيبةً وصحيحةً لكن ينبغي أن يبقى المعبر مفتوحاً بعد رمضان أيضاً لأن ذلك هو الأساس، فالأصل هو فتح المعبر على مدار الساعة لتنقل الفلسطيني ذهاباً وإياباً بغض النظر عن التطورات والمواقف والمستجدات السياسية، وهنا أؤكد أن حماس لا تترك فرصةً أو لقاءً بالأخوة المصريين دون إثارة هذا الملف.

وبالتالي فنحن نتمنى أن يبادر الأشقاء المصريون إلى إعادة معبر رفح إلى وضعه الطبيعي لدخول وخروج البضائع والاحتياجات والسلع ومتطلبات الخدمات والبشر بغض النظر عن حاجتهم للسفر وما إذا كانت لدواعي العلاج أو الدراسة أو العمل أو غيرها، فالسفر حق أساسي من حقوق الإنسان والأصل أن لا يمنع الفلسطيني من ممارسة هذا الحق.

س) كيف تنظرون لتعاطي المجتمع الدولي مع جريمة إسرائيل في غزة؟

أشرت في معرض الإجابة على السؤال الأول إلى أثر مسيرات العودة في تحريك ردود فعل تضامنية مع شعبنا وأساس هذا الحراك هو حجم الجريمة الصهيونية التي أوقعت أكثر من 65 شهيداً وآلاف الجرحى من المتظاهرين السلميين.

أما المجتمع الدولي بمنظومته الرسمية المكونة من منظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها فموقفها ما زال خجولاً يتملق الإدارة الأمريكية راعية الإجرام الصهيوني، وبالتالي لا نريد خداع أنفسنا بالتعويل على مواقف هذه المنظومة من قضيتنا بالعموم ومن ما جرى في قطاع غزة مؤخراً، لكن ذلك لا يعني أن علينا أن نتوقف عن طرق أبواب هذه المؤسسات ومحاولة صنع التأثير في مسارها وقرارها خاصة وأنها تتكون في النهاية من مركبات هي مواقف الدول الأعضاء التي باتت تظهر استجابة أكثر وضوحاً واقتراباً للحق الفلسطيني.

س) الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن وجود عرض مصري وقطري حول هدنة طويل الأمد مع إسرائيل؟ ما صحة تلك المزاعم؟ وهل حماس مع هدنة طويلة الأمد؟

حماس حركة مقاومة راشدة تؤمن بضرورة الاستثمار الوطني في النضال والفعل الكفاحي، بالتالي حماس لا تقاتل لأجل القتال، وإنما تدير حرباً شاملةً هدفها النهائي تحرير أرضنا وشعبنا الفلسطيني من الاحتلال، وتحقيق ما يترتب على ذلك من عودة اللاجئين وتحرير الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لكن أي موقف فلسطيني يجب أن يكون ضمن توافق وطني يخدم المصالح العامة لشعبنا مع الحفاظ على الثوابت.

س) أيضاً.. حماس تنفي وجود حديث عن صفقة تبادل.. بينما إسرائيل تتحدث عن وجود حديث مع أطراف حول الموضوع.. برأيك لماذا تصر إسرائيل على ذلك؟

موضوع التبادل حساس جداً فكل كلمة أو إشارة ذات مدلول قد تعزز فرص التبادل أو تقوضها، وعلى الأقل تؤثر في سقف أي عملية تبادل للأسرى، وتقديري فإن دولة الاحتلال باتت تتحدث في هذا الموضوع أكثر من أي وقتٍ مضى لاعتبارين داخليين يتعلقان بالمجتمع الصهيوني، أولهما تزايد نشاط عائلات الجنود الذين في قبضة المقاومة وارتفاع أصواتهم الداعية إلى تحريك هذا الملف، سيما بعد ظهور عدة قرائن تضعف رواية وزارة حرب الاحتلال حول مصير الجنود وقد تمنح عائلاتهم بصيص أمل بأنهم ما زالوا على قيد الحياة بخلاف ما تؤكد المؤسستان الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال.

أما السبب الثاني فتقديري أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يرغب بأن تتم مهاجمته في هذا الملف من قبل المعارضة في الاستحقاق الانتخابي المقبل واتهامه بالتقصير في (إعادة الأولاد للبيت) الأمر الذي دفعه ليلقي بكرة اللهب هذه من حجره عبر الزعم بأنه يبذل جهوداً لتنفيذ صفقة التبادل، أي أن الموضوع برمته لا يعدو كونه عملية هروب للأمام.

س) الحالة الصحية للرئيس عباس في تراجع.. وهناك خشية من فراغ في منصبه ومآلات لذلك.. بماذا تنصحون حركة فتح لكي لا تحدث الصراعات على خلافة أبو مازن تضر بقضيتنا؟

في البداية دعني أهنيء الرئيس محمود عباس بسلامته ومغادرته المستشفى، ثم دعني أؤكد أن موضوع صحة الرئيس وسلامته شأناً فلسطينياً عاماً لا ينبغي التعامل معه بحساسية، فالموت حق وقدر على كل الناس، وقد قامت حماس بدراسة كافة السيناريوهات المتوقعة في حال فراغ منصب الرئاسة، وقرارها بالتأكيد هو قطع الطريق على الاحتلال والعابثين للتدخل في مجريات هذا الملف، لشعبنا وحده هو القادر على فرز قيادته وفقاً للآليات الشرعية والقانونية المتفق عليها في النظام السياسي الفلسطيني، وهنا أؤكد أن للأخوة في حركة فتح كامل الحق في تحديد قيادة حركتهم، لكن الوضع في قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير مختلف كثيراً، وهذه دعوة واضحة وصريحة للكل الفلسطيني للوقوف وقفة مسؤولة وتحديد الآليات التي يجب اتباعها لسد الشاغر إن حدث في أي موقع قيادي فلسطيني وفق ما ينص عليه الدستور.

س) الإجراءات العقابية على غزة كان لها أثر كبير على حياة قطاع غزة.. إلى متى سيستمر الوضع على ما هو عليه؟

هذا السؤال يجب أن يوجه بصراحةٍ لأطراف الحصار على قطاع غزة، هذا السؤال يوجه الشرعيات الدولية والمنظومة العربية التي تشارك في هذا الحصار، هذا السؤال يوجه لمن يحاصر غزة ويجوعها ويحرض عليها ويقطع رواتب موظفيها تحت مبررات واهية، نحن في حماس لم نأل جهداً في العمل على كسر هذه الحالة، وقد أكدنا للأخوة في فتح في كل لقاء أن الإجراءات العقابية على غزة مرفوضة من حيث المبدأ والتفاصيل، وهي خطوة انتحارية تضرب النسيج الفلسطيني في مقتل وسنبقى نعمل في كل الاتجاهات لمحاولة إنهاء هذه العقوبات.

كلمات دلالية